بعد لقاء سويسرا: منتخب ألمانيا ليس جامحا وقد يخرج مبكرا

بعد معاناة في مواجهة سويسرا أمس الأحد (23/6/2024) نجح المنتخب الألماني في تصدر مجموعته (المجموعة الأولى). فبعد تقدم سويسرا بهدف دان ندوي (الدقيقة 28) نجح رفاق مانويل نوير في إدراك التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع برأسية المهاجم نيكلاس فولكروغ.

كانت الخسارة أمام سويسرا ربما ستعني إحباطا لدى جميع الألمان، خصوصا وأن البطولة تقام في بلدهم لأول مرة منذ 36 عاما، رغم ذلك أعرب النجم المخضرم توني كروس عن رضاه التام عن الفريق وقال: "أظهرنا مرارا وتكرارا أننا قادرون على التعامل عندما نكون متأخرين (في النتيجة) وأننا نؤمن بأنفسنا حتى النهاية. وهذا يساعد الفريق".

كانت الجماهير بملعب المباراة في فرانكفورت صامتة وعندما سجل فولكروغ التعادل رجّت أركان الملعب، وعن هذا قال المدرب الشاب يوليان ناغلسمان: "أعتقد أننا أيقظنا الملعب، وهو أمر مهم. لقد كان هادئًا جدًا قبل ذلك. وأعتقد أيضا أن التعادل كان مستحقا لقد كنا أفضل في كل النواحي من حيث الإحصائيات".

الاستفادة من مواجهة سويسرا لما هو قادم

أما إلكاي غوندوغان فيريد الاستفادة من تلك المباراة من أجل الأدوار المقبلة وقال: "كانت مباراة غير سارة للغاية بالنسبة لنا (...) يمكننا الاستفادة من المشاعر (الجماهيرية) ومن أهمية هدف التعادل هذا في المباريات المقبلة. لكنها (مباراة سويسرا) تظهر أن الأمر بالتأكيد لن يصبح أسهل. لقد أدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية وأعتقد أنك لاحظت أثره على الفريق ويجب علينا أن نكون مستعدين لدور الـ16".

أما صاحب هدف التعادل نيكلاس فولكروغ، الذي دخل المباراة بديلا لجمال موسيالا  في الدقيقة 76، فرغم تأكيده بأن المباراة "لم تكن مباراة خروج المغلوب، ولم تقرر ما إذا كنا سنبقى في البطولة أم لا" إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن مواجهة سويسرا "تغير الوضع". فعادةً يواجه صاحب المركز الأول خصما في دور الـ16 يعتقد أنه الأسهل. وفي هذا الدور سيواجه منتخب ألمانيا ثاني المجموعة الثالثة التي تضم إنجلترا والدنمارك وسلوفينيا وصربيا. وقال فولكروغ: "الآن دعونا نرى من سيكون في النهاية. وإذا كنت تريد أن تصبح بطلاً لأوروبا، فعليك في كل الأحوال التغلب على أفضل الفرق".

قلق في ألمانيا من الأداء أمام سويسرا

وفي مقابل رضا اللاعبين والمدرب كان هناك قلق من جانب النقاد والجماهير الألمان. فمثلا موقع صحيفة "دي تسايت" المسمى "تسايت أونلاين"، لم يعجبه الأداء الذي ظهر به المنتخب الألماني في تلك المباراة. وقال الصحفي أوليفر فريتش في مقال طويل له بالموقع " لقد ذكّرت مباراة سويسرا المشجعين الألمان بشيء تم نسيانه ببطء بعد انتصاراتهم الأخيرة: بطولة مثل هذه يمكن أن تنتهي بسرعة" لمنتخب ألمانيا.

واتفق أوليفر فريتش مع غوندوغان فكتب "المنافسون لن يصبحوا أسهل" وتابع: "أصبحت نقاط الضعف الألمانية معروفة الآن. وربما يتمكن المدرب الوطني من إصلاح نقطة أو أخرى خلال أسبوع التدريب. لكن المتفائلين كانوا يتوقعون أن يقدم المنتخب أكثر من هذا".

وتندر أحدهم على موقع "إكس" من طريقة بناء لاعبي المنتخب الألماني للعب، حيث وضع فيديو قصيرا للاعب يحرك الكرة وهو في مكانه يمينا ويسارا وينظر في كل الاتجاهات باحثا عمن يمرر له الكرة. وربما يقصد الشخص سيطرة لاعبي منتخب ألمانيا على الكرة خلال مباراة سويسرا ولكن بدون فائدة حقيقية.

وقال حساب آخر لشخص يقول إنه مدير بإحدى الشركات: "أنا ما زلت في (جزيرة) رودس (اليونانية)، (بجانبي) زوجان سويسريان تحدثت إليهما لا يسعهما إلا أن يهزا رأسيهما (اندهاشا من أداء) ألمانيا. حتى في سويسرا، لا يمكنهم تصديق ما يحدث لـ(منتخب) بلدنا".

الصحف الأوروبية: سخرية من المنتخب وثناء على فولكروغ

أما بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية فترى "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية أن المنتخب الألماني أظهر في مباراة سويسرا أنه يعاني من "هشاشة معينة" وقالت الصحيفة: "ألمانيا تشكر فولكروغ. ومع ذلك، أظهرت ألمانيا هشاشة معينة وعدم القدرة على خلق الفرص ضد المنافسين الذين دافعوا بعمق".

ومن إيطاليا أيضا كتبت "توتوسبورت": "ألمانيا، تعادل ذهبي".

وفي فرنسا، ترى صحيفة ليكيب الفرنسية أن المنتخب الألماني لعب "بدون روح"، وقالت الصحيفة: "ألمانيا غير الملهمة تناضل من أجل التعادل. تعثرت ألمانيا: مهيمنة وعقيمة جدا، وكان عليها الانتظار حتى الوقت المحتسب بدل الضائع لإدراك التعادل أمام سويسرا القوية".

أما لوموند فكتبت: "لقد آمن الألمان بالأمر حتى النهاية وتمت مكافأتهم في الدقائق الأخيرة. سيندم غرانيت تشاكا وزملاؤه على إهدار الفوز الذي كان في جيوبهم بعد هدف دان ندوي".

وفي سويسرا  نفسها، تشعر الصحافة الآن بالحزن على "الانتصار المهيب" الذي غاب بفارق ضئيل وكتبت صحيفة "بليك"، التي تشبه "بيلد" الألمانية في عنوانها الرئيسي: "فولكروغ يعطي المنتخب الوطني حمامًا باردًا في الوقت بدل الضائع".

كانت رأسية البديل فولكروغ بمثابة ضربة رأس "في قلب سويسرا مباشرة"، بحسب ما كتبت صحيفة "نويه تسوريخه تسايتونغ". وقالت الصحيفة: "أهدرت سويسرا فرصة تحقيق فوز كبير على ألمانيا. نيكلاس فولكروغ ضرب قلب سويسرا برأسه. وكان الفوز الكبير في متناول اليد".

أما تاغس انتسايغر فكتبت: "تحطم الحلم ضد ألمانيا في الدقيقة 92. ومع ذلك، يمكن للسويسريين أن يفخروا بأنفسهم، فقد خاضوا معركة بطولية ضد المرشح" للفوز.

وفي النمسا كتبت صحيفة "كورير": "أعلى المشاهدات للتلفزيون، وساحات المشجعين المزدحمة، والنشوة في جميع أنحاء البلاد - حتى أن الكثيرين اعتقدوا أن مستضيفي بطولة أوروبا هم أبطال أوروبا القادمون. في مباراة المجموعة الثالثة، أظهر المنتخب الألماني أن الطريق نحو لقب بطولة أوروبا سيظل طويلًا وشاقاً". 

أما صحيفة "أوستررايش" فكتبت: "أضاعت سويسرا الفرصة بفارق ضئيل للغاية. وعندما بدا لألمانيا أن الفوز بصدارة المجموعة قد ضاع بالفعل، كان فولكروغ مازال موجوداً في المكان" المناسب. 

في حين كانت صحيفة ماركا الإسبانية: "ألمانيا هذه ليست جامحة كما صوروها". أما مواطنتها "ايه اس" (AS) فكتبت: "المعجزة الألمانية: رجل الإطفاء فولكروغ كمنقذ! هدف المهاجم الألماني في الثانية الأخيرة يضمن مكانة البلد المضيف في صدارة المجموعة". 

وكتبت موندو ديبورتيفو: "في أول مباراتين بدا الأمر كما لو أن الفريق الألماني كان آلة متقنة، ولكن في المباراة الحاسمة، حيث كان السؤال حول ما إذا كانوا قادرين حقًا، أثاروا الشكوك" تجاه قدراتهم.

أما في إنجلترا فكتبت صحيفة "ذا صن": "فولكروغ يحطم قلوب السويسريين - وملعب فرانكفورت ينفجر". وكتبت مواطنتها "ميرور": "لقد اكتشفت سويسرا نقطة ضعف ألمانيا. لقد فعلوا ذلك مرة أخرى، لكن الدولة المضيفة ليست بتلك القوة على عكس ما تبدو".

 تيليغراف: نيكلاس فولكروغ، المهاجم الذي تجاهله يوليان ناغلسمان لفترة طويلة، أنقذ ألمانيا من هزيمة مخزية أمام جيرانها السويسريين".

 بي بي سي: "هذا الأداء يدفع ألمانيا لأن تصبح يائسة، لكنها تظل مرشحة للفوز باللقب في (النهائي في) برلين، فقد أظهرت شخصية (قوية) بتسجيل الهدف الذي يسهل طريقها للوصول إلى المباراة النهائية".

(د ب أ، س ي د)