اعتقال الترابي عقب تهديده بانتفاضة على غرار تونس – DW – 2011/1/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتقال الترابي عقب تهديده بانتفاضة على غرار تونس

١٨ يناير ٢٠١١

اعتقلت السلطات السودانية في العاصمة الخرطوم ليلة أمس حسن الترابي، أبرز المعارضين لنظام الرئيس عمر حسن البشير، وذلك بسبب دعوته إلى ثورة شعبية مماثلة لتلك التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

https://p.dw.com/p/Qt8h
اعتقل المعارض الإسلامي حسن الترابي عدة مرات في السنوات الماضية من قبل أجهزة الأمنصورة من: AP

اعتقلت القوات الأمنية السودانية ليلة أمس الاثنين (17 يناير/ كانون ثاني) الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي، بعدما صرح باحتمال قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس الأسبوع الماضي.

انتفاضة شعبية على غرار تونس "أمر مرجح"

Tunesien Proteste Aufstände
يعتقد مقربون من الترابي أن سبب اعتقاله هو تصريحات قال فيها إن احتمال قيام ثورة شعبية لإطاحة نظام البشير في السودان، على غرار تونس، ممكنصورة من: AP

وقال مقربون من الترابي، البالغ من العمر 78 عاماً، إن قوات الأمن طوقت المنطقة حول منزله وقامت باعتقاله، فيما أكد صِدِّيق الترابي، ابن المعارض الإسلامي، أن موجة اعتقالات جرت في صفوف حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه والده، معتقداً أن هذه الاعتقالات على علاقة بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته أحزاب المعارضة يوم الأحد الماضي.

وكانت الأحزاب السودانية المعارضة، ومن بينها حزب المؤتمر الشعبي، المنضوية في إطار ما يعرف بـ"قوى الإجماع الوطني"، قد اعتبرت الأحد "أن الأزمة الحالية في السودان لن تحل إلا بسقوط النظام وإنهاء الشمولية وانتهاء حكم الحزب الواحد"، مضيفة في بيان لها أن اجتماعاً سيعقد "خلال الأيام القادمة لرؤساء الأحزاب المعارضة لتحديد كيفية الإطاحة بالنظام" السوداني برئاسة عمر حسن البشير.

وصرح الترابي آنذاك لوكالة فرانس برس أن قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر "مرجح"، ورأى أن هذه الانتفاضة الشعبية يمكن أيضاً أن تجنب وقوع "حمام دم" في السودان، الذي يتجه جنوبه نحو الانفصال. وأضاف الترابي: "لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان ... وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع حمام دم لأن الجميع مسلحون في السودان."

وفي ذات السياق كانت المعارضة السودانية قد هددت الأحد بالخروج إلي الشوارع إذا لم تعزل الحكومة وزير المالية وتحل البرلمان، بسبب قرار رفع أسعار عدد كبير من السلع الغذائية. وكانت الخرطوم قد خفضت هذا الشهر الدعم الحكومي للمنتجات البترولية والسكر، مما أثار احتجاجات على مدى الأسبوع المنصرم، أخمدتها الشرطة باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع.

"المؤتمر الشعبي يوجه التمرد في دارفور"

Milizen im Darfur
حسب المصادر الأمنية السودانية فإن الترابي وحزبه المعارض متهمان بتمويل "التمرد" في إقليم دارفور وتوجيهه ضد الرئيس البشيرصورة من: picture-alliance/ dpa

هذا وكان موقع المركز السوداني للخدمات الصحافية، المقرب من أجهزة الاستخبارات السودانية، قد ذكر صباح اليوم الثلاثاء أن "الأجهزة الأمنية المختصة حصلت على وثائق ومعلومات تؤكد علاقة حزب المؤتمر الشعبي بحركة العدل والمساواة (في دارفور)، وذلك بعد الإفادات التي أدلى بها قادة الحركة الذين تم أسرهم بغرب دارفور مؤخراً."

واتهمت ذات المصادر، بحسب الموقع، المؤتمر الشعبي "بتوجيه وتمويل أنشطة حركة العدل والمساواة، والإشراف المباشر على عملياتها العسكرية بدارفور لإثارة التوتر دون أدنى مراعاة لمعاناة أهل دارفور."

من ناحية أخرى يقول مراقبون إن الخرطوم تخشى منذ وقت طويل نفوذ الترابي، مع اعتقادها بأن عدداً كبيراً من أنصاره لا يزال يشغل مناصب رفيعة في الجيش وقوات الأمن. وأطلق سراح الترابي بعد توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005، والذي نص على إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، لكنه اعتقل منذ ذلك الحين أثناء أوقات صعبة مرت بها الحكومة، كان أبرزها بعد أن شن متمردون من دارفور هجوماً لم يسبق له مثيل على العاصمة السودانية عام 2008.

ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989 للوصول إلى السلطة، إلا أن الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات، ما دفع الترابي إلى إنشاء حزب جديد أطلق عليه اسم "المؤتمر الشعبي".

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد