القمة الأوربية بين تحديات العولمة وخطط الإصلاح – DW – 2005/10/28
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القمة الأوربية بين تحديات العولمة وخطط الإصلاح

بدأت في لندن اليوم الخميس أعمال القمة الأوروبية غير الرسمية لمناقشة قضايا عدة تحول دون التوصل إلى اتفاق أوروبي حول تحديات العولمة وإعادة هيكلة الاقتصاد، في وقت تتلبد فيه أجوائها بخلافات وانقسامات في المواقف.

https://p.dw.com/p/7N8K
قصر هامبتون كورت في لندن، مكان انعقاد القمةصورة من: dpa - Bildfunk

يبدو أن القمة التي دعا إليها توني بلير القادة الأوربيين ستأخذ مساراً آخرا غير الذي توقعه. فاللقاء سوف لا يكون قمة أوروبية بالمعنى الصحيح، بل انه اقرب ما يكون إلى جولة من المحادثات الهادئة في القصر الإنكليزي الذي يعبق بالتاريخ، حيث كان يقضي الملك هنري الثامن أوقات راحته قبل أكثر من 500 عام مضى.

هناك يرغب رئيس الوزراء البريطاني بلير، في طرح قضايا أخرى، قد تختلف عما في جعبة ضيوفه. فهو يريد التركيز على قضايا تتعلق القيام بإصلاح النظم الاجتماعية مهمة في أوربا على ضوء عملية العولمة الجارية. ولكن هذا لا يتفق مع رغبات بعض ضيوفه، الذين أفادوا مسبقاً أنه ليس لديهم الكثير من الوقت. وعليه فقد تم تقليص فترة القمة إلى يوم واحد فقط.

أجندة الإصلاحات وتحديات العولمة

Tony Blair in Straßburg Europaparlament Jose Manuel Barroso
بلير وباروسو في البرلمان الاوربي في شتراسبورغ؟صورة من: AP

ولكن يبدو إن سماء القمة المختصرة ملبدة بالمناقشات الحادة التي لا يرغب بلير الخوض فيها وتأجيلها إلى القمة الأوربية القادمة في كانون الأول/ديسمبر من هذا العام. قضايا التمويل، التي كانت وما تزال نقطة اختلاف القادة الأوربيين، تحتل مكان الصدارة على جدول أعمال بعض القادة الأوربيين. كما يجدر بالذكر ان رئيس المفوضية الأوربية خوزيه مانويل باروسو قدم الأسبوع الماضي جدولاً شاملاً للإصلاحات، وقد طالب فيه بحسم برنامج التمويل المالي للاتحاد الأوربي للفترة من 2007 الى 2013. ويرغب باروسو في إنفاق جزء كبير من أموال صندوق دعم المناطق الأقل تطوراً على تنمية مختلف القطاعات بدلاً من انفاقها على دعم المنتجات الزراعية.

ويرى بلير من جانبه أن النفقات على القطاع الزراعي بنسبة 40 بالمائة من الميزانية الشاملة للاتحاد الأوربي أعلى من المطلوب في عصر العولمة. وتتفق تبريراته مع تلك التي يذهب إليها باروسو. وعليه فقد أوضح أمام البرلمان الأوربي في شتراسبورغ يوم أمس الأربعاء قائلاً: "يجب أن يسبق النقاش حول الموازنة نقاش أخر حول اولويات الاتحاد الأوربي.". وتتلخص هذه الأولويات في اتخاذ إجراءات في مجالات عدة منها: الأبحاث وسياسة الطاقة والجامعات والهجرة وإنشاء صندوق للمساعدة في إعادة تأهيل العاطلين عن العمل. وأعلن عن رغبته في خلق آفاق جديدة تتلاءم فيها نفقات الاتحاد الأوربي مع العصر في زمن يشهد بروز قوى اقتصادية منافسة للاتحاد الأوربي كالصين والهند.كما شدد بلير على ضرورة القيام باعتماد قدر اكبر من المرونة في اقتصاد السوق الحر بالشكل الذي يتيح توظيف العاملين وعزلهم بشكل أسهل مما هو عليه الأمر حتى الآن. وطالب كذلك بإنشاء صندوق مالي يقوم بدعم العاطلين عن العمل. وحث الزعيم البريطاني زملائه على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق حول الموازنة الأوربية المستقبلية، التي ما تزال مبعث خلاف بين الدول الأعضاء.

معارضة فرنسية

Jacques Chirac und Gerhard Schröder EU Gipfel
شيراك وشرودر ألتقاء في المواقفصورة من: AP

ترفض فرنسا بشدة تقليص المعونات الزراعية المتفق عليها حتى عام 2013، إذ تعتبر من اكبر المستفيدين منها. وقد شكل الخلاف بين لندن وباريس على هذه المسألة السبب في فشل القمة الأوربية السابقة في حزيران/يونيو الماضي. حكومة باريس سترصد بحذر شديد مساعي بلير وباروسو الهادفة لتحرير سوق العمل. وكرد فعل على موقف باريس اقترح رئيس المفوضية الأوربية إنشاء صندوق طوارئ لمساعدة العاملين الذين لحق بهم الضرر من عملية إعادة الهيكلة المزمع إجراءها. وقال بلير عن ذلك في شتراسبورغ: "يجب أن يساعد الصندوق العاملين الذين فقدوا وظائفهم اثر عملية إعادة الهيكلة بحيث لا يلاقون صعوبات في سوق العمل."

أرتياب يشوب الموقف الألماني

Bundeskanzler Gerhard Schröder (l) winkt am Freitag (01.07.2005) in Berlin beim Verlassen des Plenarsaals Bundesfinanzminister Hans Eichel (r) und Bundeswirtschaftsminister Wolfgang Clement zu.
شرودر وآخر ادوار المستشاريةصورة من: dpa

لكن هذا الاقتراح يلقى ارتياباً لدى بعض قادة الدول الأعضاء الاخرى كالمستشار الألماني غيرهارد شرودر. فقد جدد في مقابلة تلفزيونية ارتيابه من خطة بلير في تحرير سوق العمل قائلاً: " بناء على تجربة النماذج الاقتصادية والاجتماعية الانغلوسكسونية الحديثة العهد حتى الآن لا أرى أنها مناسبة. علينا أن نفتتح أوربا المستقبل من خلال اغتنام الفرص في ميادين التعليم والبحث والابتكار." كما إن جوانب أخرى من خطط بلير وباروسو ستثير مناقشات حادة. ويبرز من بينها اقتراح يتعلق باعتماد سياسة أوروبية موحدة للطاقة لتفادي التغيرات المفاجئة في أسواق النفط، وأخر يتعلق باستغلال سياسة الهجرة لدعم الاقتصاد بشكل أفضل. ويتوقع أن تعكر هذه القضايا هدوء قصر هامبتون كورت.

عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد