المناظرة التلفزيونية بين ساركوزي ورويال في مرآة الصحافة الأوروبية

اعتبر بعض المتابعين للمناظرة التلفزيونية التي جرت يوم أمس بين مرشحي الرئاسة الفرنسية اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيجولين روايال ان الثانية استطاعت اجبار منافسها على اتخاذ موقف الدفاع، لاسيما حين هاجمت روايال سجله في الحكومة واتهمته بالافتقار إلى الخلق السياسي. ولاحظ هؤلاء المراقبون أن ساركوزي بدا مهزوزا لكنه في أوقات نجح في رد الهجوم، متسائلا عن قدرة روايال على تحمل ضغوط الرئاسة. وقال محللون ان ايا منهما لم يتمكن من توجيه ضربة قاضية لمنافسه.

وكانت روايال قد عمدت فور بدء المناظرة، التي استمرت ساعتين ونصف الساعة، الى مهاجمة الحكومة اليمينية المنتهية ولايتها والتي شغل فيها ساركوزي منصبي وزير الداخلية ووزير المالية. وقالت بنبرة هجومية إن الحكومة فشلت في التصدي لمشكلة البطالة وخفض الدين والسيطرة على جرائم الشوارع "أنتم مسؤولون جزئيا عن الموقف الذي تجد فرنسا فيه نفسها اليوم". وبينما سعى ساركوزي للدفاع عن نفسه واصلت روايال مقاطعته مما جعل الكلمات تتعثر على لسانه. وقال في غضب "سيدتي .. هل تسمحين لي أن أكمل ولو جملة واحدة".

"ساركوزي لم يخسر، وروايال كسبت"

وحول هذه المناظرة، التي يقدر ان نصف الناخبين الفرنسيين الذين يبلغ عددهم اكثر من 44 مليون شاهدوها، كتبت صحيفة "ليبراتسيون" الفرنسية قائلة "لم يخسر نيكولا ساركوزي، لكن سيجولين روايال كسبت"، مشيرة الى ان المرشحة الاشتراكية اثبت انها تعرف اين مكامن الإحباط لدى الرأي العام الفرنسي في اللحظة الراهنة، معتبرة ان روايال في وضع يسمح لها ان تتقلد رئاسة الجمهورية الفرنسية. وتساءلت الصحيفة بالقول: هل كان ساركوزي في المناظرة ضعيفا؟ وتجيب قائلة "بالتأكيد لا، بل على العكس من ذلك تماما". وتضيف الصحيفة قائلة "رغم قوة أعصابه والاستعداد الجيد الا ان القائد المتسلط لم يستطع استغلال فرصه التنافسية". أما صحيفة "لي فيجارو" فاعتبرت ان ساركوزي بدا واضحا، واثقا من نفسه ومتصالح مع ذاته، بينما كانت روايال عصبية غير قادرة على التقاط أخطاء خصمها. وخلصت الصحيفة الى القول ان "النتيجة كانت غير حاسمة".

ساركوزي:" ظهر مثل الحمل الوديع"

صحيفة "فراكفورته الجماينة تسايتونج" الألمانية علقت على المناظرة قائلة "بدا ساركوزي أمام رويال وكأنه تلميذ نجيب"، لكن الصحيفة استدركت بالقول انه كان واضحا ان ساركوزي حاول ان يحافظ على هدوء أعصابة ويتحكم في انفعالاته، بينما لم تستطع المرشحة الاشتراكية ان تتغلب بشكل كامل على عصبيتها، حيث بدأت بالهجوم على ساركوزي، كما انها بدت عنيفة ومشاكسة أكثر من خصمها. وشبهت الصحيفة هدوء ساركوزي اثناء المناظرة بـ "الحمل الوديع".

"روايال داست على قدم ساركوزي"

أما صحيفة "كوريه ديلا سيرا" الإيطالية التي شبهت المناظرة بمباراة رياضية، فقد اعتبرت ان كل من المرشحين أكد مجددا على رؤيتهما لمستقبل فرنسا ولكن كل بطريقته: ساركوزي مع التغير الديناميكي وإحياء القيم، و روايال مع ثورة هادئة، حسب تعبير الصحيفة.

وعقدت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية مقارنة بين المتناظرين في "الامتحان الأخير وربما الأهم"، معتبرة ان روايال نجحت هذه المرة في الامتحان. وأضافت الصحيفة ان المرشحة الاشتراكية تحدثت "بنبرة صوت هزت ملايين المشاهدين الفرنسيين. وقالت الصحيفة ان روايال هاجمت خصمها بلهجة حادة ولاذعة، وكانت حازمة دون تسلط كما انها لم تفسح مجالا للضغط عليها اثناء النقاش. أما مرشح اليمين ساركوزي المعروف عنه بأنه عنيف فقد كان هذه المرة هادئا جدا، وحتى مرنا، في موقف دفاعي، وكذلك حازما ومحافظا على توازنه، حسب تقييم الصحيفة للموقف.

من جانبها قالت صحيفة "الموندا" الأسبانية ان روايال استطاعت الضغط على ساركوزي بقوة ومهاجمته دون توقف، مشيرة الى ان المرشحة الاشتراكية "داست على أقدام ساركوزي". وخلصت الصحيفة الى ان ساركوزي الذي كسب المناظرة في نظر الصحيفة قدم نفسه كرجل معتدل.