أسامة بن لادن فشل استراتيجيا ونجح قليلا ايديولوجيا – DW – 2011/5/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أسامة بن لادن فشل استراتيجيا ونجح قليلا ايديولوجيا

١٢ مايو ٢٠١١

إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وطرد الأميركيين من الشرق الأوسط، كانا من الأهداف الرئيسة التي لم يتمكن تنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن من تحقيقها، ولكن أين حققت القاعدة نجاحات؟

https://p.dw.com/p/11Dk1
صورة لبن لادن كما ظهرت في صحف أفغانية تتحدث عن قتله على يد كومندوس أميركي في باكستانصورة من: AP

بقي الكثير مما حاول أسامة بن لادن نشره على مدى سنوات عديدة في أفلام الفيديو المختلفة التي وزعها، غامضاً ومطبوعاً بالإيديولوجية الجهادية. ومن أهدافه السياسية المحددة إقامة دولة الخلافة الإسلامية في العراق. ووجد تنظيم القاعدة الإرهابي في التدخل العسكري الأميركي في العراق عام 2003 أولوية له في بعض المراحل للعمل ضده. صحيح أن القوات الأميركية انسحبت إلى حد كبير من البلد، إلا أن القاعدة غير قادرة على الادعاء بأن الفضل في ذلك يعود إليها.

فشل دولة الخلافة في العراق

وشدد الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز البحوث السياسية التطبيقية بجامعة ميونيخ ميشائيل باورعلى أن القاعدة فشلت عمليا لأنها قامت في العراق بحملة إرهابية دموية جدا أدت إلى انقلاب حلفائها الأقوياء من القبائل السنية عليها.

وفي أفغانستان عقد أسامة بن لادن حتى عام 2001 تحالفا قويا جدا. وكانت طالبان من بين جميع دول المنطقة الأقرب إلى القاعدة من حيث تصورها للدولة الدينية. ولكن حتى هناك فشل بن لادن في النهاية بسبب الأخطاء التي ارتكبها، حسب ما قاله الباحث في شؤون الجهاد في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين عظيم الدفراوي. وأضاف الباحث أن أفغانستان التي رضيت بها القاعدة، وكانت تنظر إليها على أنها دولة إسلامية، انتهت. ولولا اعتداءات 9/11 الإرهابية لكانت هذه الدولة استمرت حتى اليوم.

Taliban in Helmand NO FLASH
طالبان كانت الأقرب بين دول المنطقة الى القاعدةصورة من: Elham Rohullah

اعتداءات 9/11 كانت خطأ استراتيجيا

ونشرت اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 الإرهابية الخوف والهلع في كافة أنحاء العالم. وكان هذا الانتصار هو الأكبر لبن لادن وللإرهاب. وفي الفترة اللاحقة أضيفت ظاهرة أخرى تتعلق بكتاب المنظر السياسي الأميركي صاموئيل هينتيغتون بعنوان "صدام الحضارات" الذي أصدره في منتصف التسعينات. وفي رأي الباحث الدفراوي تمكنت القاعدة من إرساء هوّة بين المسلمين وباقي سكان العالم، ملاحظا في الوقت ذاته بأن سبب هذا النجاح هو رد الفعل الأميركي الحاد في الحرب على الإرهاب.

وكان بن لادن يرمي من خلال الاعتداءات الإرهابية في الولايات المتحدة إلى تحقيق شيء آخر أيضا، وهو ممارسة ضغط على الولايات المتحدة لإجبارها على مغادرة الشرق الأدنى والأوسط بالكامل. لكن في السنوات اللاحقة حصل العكس تماما. وبعد عشر سنين تقريبا من 9/11 لا يزال التواجد الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الخليج قويا مثل السابق: فقاعدة الأسطول الأميركي الخامس توجد في البحرين، والمركز العسكري الرئيسي للأميركيين في كامل المنطقة بما فيها أفغانستان موجود في إمارة قطر. ويشير خبير الشرق الأوسط باور إلى أنه من وجهة النظر السعودية والبحرينية والقطرية أو الإماراتية لا يوجد أي ضمان لهذه الدول للحفاظ على سيادتها في وجه الجهود التي تبذلها إيران للسيطرة على المنطقة سوى عقد شراكة مع الأميركيين.

هدف طرد الولايات المتحدة لم يتحقق

وكشخص ولد في السعودية تحول أسامة بن لادن خلال مسيرته إلى عدو لدود للعائلة المالكة. وبعد أن اعتبرها فاسدة حاول من خلال تنفيذ سلسلة من الاعتداءات الإرهابية فيها بين أعوام 2003 و2006 تعزيز قوته في البلد. وقال باور إن بن لادن لم يحقق في هذه الحالة أيضا سوى نجاح بسيط. صحيح أن شبه الجزيرة العربية أصبحت منطقة تتمتع فيها القاعدة بهيكلية تنظيمية جدية، إلا أن هذا لا يعني أنها قادرة على تهديد البيت الملكي السعودي بشكل جدي. لكن ما نجح فيه بن لادن يتمثل، في رأي الخبير الدفراوي، في المجال الإيديولوجي، حيث أسس للفكرة الجهادية، وتمكن من إرساء فكرة الإيمان بالشهادة والانتحار لدى بعض المسلمين، والاقتناع بأن الجهاد مشروع، وكذلك محاربة غير المؤمنين.

دانييل شيشكيفيتش/اسكندر الديك

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد