أقباط مصرـ خيبة أمل بسبب عدم توفير الحماية الكافية – DW – 2013/9/17
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أقباط مصرـ خيبة أمل بسبب عدم توفير الحماية الكافية

سومناك ماركوس / ح.ز١٧ سبتمبر ٢٠١٣

يتحدث الأقباط في مصر عن الاضطهاد والإحباط ويتهمون الدولة بعدم القيام بما فيه الكفاية لتأمين حمايتهم. قبل شهر قام إسلاميون بعمليات حرق عشرات الكنائس، مباشرة بعد فض الجيش لاعتصام الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية.

https://p.dw.com/p/19iPr
صورة من: picture-alliance/Arved Gintenreiter

مقاعد متفحمة ودفاتر تحولت إلى رماد وحافلة محترقة وأجزاء من مراحيض وأحواض غسيل مكسرة في مدرسة الفرنسيسكان في بني سويف في مصر العليا. إنه مشهد ُيذكر بصور مخلفات قصف بالمتفجرات. وسط هذا الركام وقفت الراهبة نجاة بلباسها الأبيض الناصع في غرفة متفحمة الجدران بجانب المذبح المُحطم.

لم يعد بإمكان الأقباط هناك إقامة شعائرهم الدينية، فقد سرق المهاجمون الكراسي والصور المقدسة، بل وحتى الكابلات ومفاتيح الإنارة. كما أحرقوا الصليب فوق مبنى الكنيسة ووضعوا مكانه علما لتنظيم القاعدة. "أطلق الإسلاميون العنان لحقدهم طوال ثمانية ساعات" كما توضح الكاهنة نجاة وهي تجمع من على الأرض شتات رأس تمثال لمريم العذراء.

تنامي الاعتداءات

لا يزال أقباط مصر تحت وقع الصدمة لما حدث قبل شهر بعد مواجهات دينية وهي الأكبر من نوعها شهدتها البلاد منذ أحداث الثورة التي أسقطت بنظام حسني مبارك في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011. فقد تم إحراق ما لا يقل عن 45 كنيسة في 24 من أغسطس / آب 2013 في هجمات منسقة انطلقت مباشرة بعدما فض الجيش اعتصام الإخوان في ميدان رابعة العدوية بدعوى أن المسيحيين يساندون الجيش.

copyright: DW/M. Smyank
الراهبة نجاة في المدرسة الفرانسيسكانية في بني سويفصورة من: DW/M. Smyank

منذ عشرات السنين يشكو أقباط مصر من مواقف التمييز الذي يطالهم في سوق العمل وفي حياتهم اليومية، وتنامت حدة الهجمات وأعمال العنف ضدهم خصوصا في الأشهر الماضية. وتلقي الراهبة نجاة اللوم على حكومة الإخوان المسلمين المطاح بها وتقول: "كان الرئيس حسني مبارك يضع وراء القضبان الأئمة المحرضين على الكراهية، فيما سُمح لهم في عهد مرسي بإطلاق العنان للتحريض في المساجد". ومن مظاهر ذلك دعوة الأئمة المتطرفين للسكان إلى مقاطعة المحلات التجارية التابعة للأقباط في بني سويف.

شرطة عاجزة

منذ 14 من أغسطس / آب قامت قوات الأمن باعتقال أكثر من 2000 شخص من أتباع مرسي ، غير أن ذلك لم يحسن من أوضاع المسيحيين، ففي بلدة دلجا بالمنية أعلن إسلاميون إقامة "دولة الشريعة" هناك، مما دفع بأربعين أسرة مسيحية للهروب من تلك البلدة.، أما الباقون منهم هناك فيدفعون "جزية" مقابل ضمان حمايتهم.

Christen in Ägypten
الطبيب أمير سامي في مستشفى القديسة تيريزا في بني سويفصورة من: DW/M. Smyank

في بني سويف يتظاهر أنصار الإخوان المسلمين كل مساء تقريبا. فهم يهددون بمزيد من الهجمات كما يوضح أمير سامي الطبيب في مستشفى القديسة تيريزا، ومع ذلك لم تقم قوات الشرطة إلى حد الآن بنشر عناصرها أمام المستشفى. وفي اليوم الذي تم فيه إحراق المدرسة الفرنسيسكانية، أضرمت النيران أيضا في مقر الشرطة المركزي.

مواقف حاقدة

رغم قيام جنود بقتل متظاهرين مسيحيين قبل عامين لازال الأقباط يعلقون آمالهم على مؤسسة الجيش. فقد وعد وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي بأن الجيش سيعيد بناء الكنائس المدمرة من الميزانية الخاصة. غير أن هذا الوعد لم يتحقق بعد "لا أحد من الحكومة جاء ليعاين حجم الخسائر" كما يشتكي شريف ناصر وهو حلاق من قرية ديابية جنوب بني سويف. "مواقف الحقد ضد المسيحيين منتشرة منذ زمن بعيد، لكن الإسلاميين أطلقوا لها العنان مع وصول مرسي للحكم" كما يصرح ناصر، الذي اعتبر أن المهاجمين أعضاء في جماعة الإخوان.

ببطء شديد بدأت في بني سويف الإجراءات المرتبطة بما حدث هناك. فقد تم وضع المدرسة تحت رعاية الشرطة وهناك صور وأشرطة فيديو التقطها الجيران لتوثيق تلك الأحداث، حيث بدا فيها المهاجمون وهم يضحكون للكاميرا. ورغم وجود تلك الأدلة القوية فإن قوات الشرطة لم تقم بعد بإلقاء القبض إلا على عدد قليل منهم. أما الراهبة نجاة فقد عبرت عن إحباطها وخيبة أملها بسبب غياب الدعم والمساندة الازمة من قبل السكان المسلمين هناك، خصوصا وأن ثلثي عدد تلاميذ المدرسة الفرانسيسكانية مسلمون.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات