أمريكا الجنوبية وأهمية الثامن من أيار/مايو 1945 – DW – 2005/5/6
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أمريكا الجنوبية وأهمية الثامن من أيار/مايو 1945

إن الحرب العالمية الثانية جرت في أماكن بعيدة جداً عن أمريكا الجنوبية ولذا فلا علاقة لنا بها." هذا ما قاله المؤرخ ألبرتوميتول فيري الأستاذ الجامعي في مونتيفيديو في الأوروغواي.

https://p.dw.com/p/6bh5
ساحة بلاسا دي مايو في بوينس أيرس في الأرجنتين 1945صورة من: AP

"فليحسم شُقر الشمال وصفره الأمر فيما بينهم، لأنّه يدور في الأساس حول حرب بين الأسود من أجل الغنيمة". هذه الجملة قالها "لويس أَلبرتو دِي هيريرا" في تعليقه على الهجوم الياباني على مرفأ "بيرل هاربور" الأمريكي. لقد كان هيريرا آنذاك زعيمَ الحزب الوطني في الأوروغواي التي اتخذت موقفا محايداً إزاء الحرب العالمية الثانية. هكذا كان الوضع في وطني الأم أوروغواي، هذا البلد الصغير الذي تعود نشأته إلى جهود اللورد الإنكليزي "بونسومبي" سنة 1828 من أجل تكوين دولة صغيرة محايدة على نهر ريو دِي لا بلاتا بين البرازيل والأرجنتين. وبعد تأسيس هذه الدولة احتل الإنكليز جزر "الملوين" وسموها جزر"الفلكلند" كي يسيطروا على الملاحة البحرية في جنوب المحيط الهادي. و يقال إن اللورد بونسومبي نفسه هو الذي ساعد في قيام "بلجيكا" كدولة محايدة على بحر الشمال بعد مرور سنتين من نشأة الأوروغواي.

الديون

وقعت أمريكا الجنوبية بعد استقلالها من إسبانيا تحت تأثير الهيمنة الإقتصادية البريطانية. فتأسست دول جديدة ضعيفة ونشأت معها الديون الخارجية التي ما زالت قائمة حتى الآن. وحلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا كقوة عظمى مسيطرة في القرن العشرين. وبلغت هذه العملية أوجها سنة 1945 بتوقيع ميثاق "تشابولتيك" في المكسيك القاضي باتحاد جميع بلدان أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية. وهكذا حلت الولايات المتحدة الأمريكية نهائياً محل أوروبا كقوة عظمى.

عنصرية غريبة

كانت النازية بالنسبة لنا نظاماً عنصرياً يناقض تفكيرنا المنفتح عالميا، لأن أمريكا اللاتينية كانت حصيلة خليط من الأقليات الاثنية لعبت حركة التبشير الكاثوليكية دوراً فيها. لذلك لم نرد أن يكون لنا أية علاقة بالعنصرية. فأنا أتذكر أنني عندما أردت مشاهدة أول فيلم عن معسكرات الإعتقال النازية لم أتحمل مشاهده، وخرجت من السينما قبل انتهاء الفيلم.

كانت ثورة العمال الأرجنتينيين بالنسبة لي أهم حدث صار في عام 1945 عندما ساند أولائك العمال "خوان دومينغو بيرون"، وأطلق عليهم لقب ذوي الشعر الأسود "كاباسيتاس نيغراس". لقد كان بيرون نفسه أيضاً "أسود الشعر" وأمه تنحدر من الهنود الحمر، وقد سانده "هيريرا"، الذي أعتبره أبي الربيب في السياسة. ويكمن سبب هذه الأهمية في كونها بداية الصراع حول مرحلة التصنيع في أمريكا اللاتينية، التي كانت منطقة زراعية غير متطورة صناعياً. إنَّ "بيرون" هو الذي حدد في عام 1951 أهمية التحالف بين الأرجنتين والبرازيل كعنصر مركزي لوحدة أمريكا اللاتينية، كما كانت عليه الحال في التحالف بين ألمانيا وفرنسا الشديد الأهمية للوحدة الأوروبية. لقد كانت محاولة فاشلة لتوحيد دول أمريكا اللاتينية وأعيد إحياؤها بعد أربعين سنة في اتفاقية المجموعة الاقتصادية الجنوبية "مركوسور"، ولكن هذه المرة بدون تشيلي التي كانت هامة لبيرون كونها تشكل منفذاً إلى المحيط الهادي.

الاندماج

ابتداء من اتفاقية "مركوسور" وعلاقاتها بمجموعة " بلدان الأند " نتوصل اليوم إلى " مجموعة دول أميركا الجنوبية"، التي تأسست في كانون الأول/ ديسمبر عام 2004 وبهذا نكون قد استأنفنا عملية التكامل والاندماج التي بدأها بوليفار وسان مارتين وأرتيغاس وهكذا نكون قد أحيينا ذكرى عام 1945 الزاخر بالرموز.

ألف الأستاذ الجامعي الدكتور ألبرتو ميتول فيرِّ، البروفسور في التاريخ في جامعة "مونتيفيديو" عاصمة الأوروغواي، كتباً ومقالات عديدة في تاريخ أمريكا اللاتينية من بينها: "اتحاد أميركا اللاتينية، الطور الثاني لإستقلال أميركا الجنوبية"، و"الأوروغواي كمشكلة"، و"ثنائي القطب" و"مركوسو. القدر يدعو مرتين."

ألبرتوميتول فيري/ ترجمة سمير مطر