إسرائيل: إلغاء حفل لموسيقى الألماني فاغنر عقب احتجاجات

تقرر في إسرائيل اليوم الاثنين (11 حزيران / يونيو) رسمياً إلغاء أول حفل كبير لموسيقى الموسيقار الألماني الشهير ريشارد فاغنر بشكل نهائي. واتصل اليوم مركز "بيموت" الإسرائيلي المسؤول عن تسويق تذاكر الحفل بالأشخاص، الذين كانوا اشتروا تذاكر لحضوره، وذلك لإبلاغهم بإعادة التذاكر واستعادة أموالهم بعد إلغاء الحفل بشكل نهائي. جاء ذلك تحت ضغوط من يهود ناجين من معسكرات الإبادة النازية (الهولوكوست). يذكر أن هناك جدلاً كبيراً في إسرائيل حول شخصية فاغنر الذي كان يعتبر الموسيقي المفضل لدى الزعيم النازي أدولف هتلر، كما يعتبره الكثير من الإسرائيليين معادياً للسامية.

وكان من المنتظر أن تكون هذه هي المرة الأولى التي يخصص فيها موسيقيون إسرائيليون (نحو مئة عازف بقيادة المايسترو أشر فيش) حفلا موسيقياً كاملاً لموسيقى فاغنر في الثامن عشر من حزيران / يونيو الجاري.

بيد أن جامعة تل أبيب أعلنت أنها أبلغت منظم الحفل كتابياً بإلغاء الحفل بعد أن تلقت شكاوى "عنيفة وغاضبة" ومطالبات من الناجين من "المحرقة" بإلغاء الحفل المثير للجدل، مشيرة إلى أن الحفل سيمثل تجاوزاً "لخط أحمر" وأنه سيجرح مشاعر الناجين من معسكرات الإبادة إبان الحكم النازي في ألمانيا.

وحاول يوناثان ليفني، رئيس جمعية فاغنر الإسرائيلية، البحث عن مكان بديل للجامعة لإقامة الحفل، وتم الإعلان عن إقامته في فندق هيلتون في مدينة تل أبيب. لكن الحفل أصبح في حكم الملغى بشكل نهائي بعدما أعلن فندق هيلتون عن إلغاء الحفل، الذي كان ينتظر أن يكون بمثابة نهاية لمقاطعة لموسيقى الموسيقار الألماني ريشارد فاغنر منذ عام 1938. وقال يوناثان ليفني، الذي أشرف على تنسيق الحفل، إنه يعتقد أن فندق هيلتون ألغى الحفل بعد أن تعرض لضغوطات من إدارة بلدية مدينة تل أبيب. وأضاف قائلا: "أنا سأواصل بالتأكيد محاولة إقامة حفلات لموسيقى فاغنر في إسرائيل".

أما في ألمانيا فإن لموسيقى ريشارد فاغنر مكانة مرموقة، إذ يُقام له مهرجان كبير في صيف كل عام في مدينة بايرويت، تحضره النخبة الثقافية والسياسية للبلاد وتـُعرض فيه أعمال أوبرا لفاغنر من قـِبل أشهر العازفين والمغنيين وقائدي الأوركسترا والمخرجين على المستوى العالمي.

(ن ص / د.ب.أ)

مراجعة: شمس العياري