الإرهاب ليس وحده ما يؤرق مضاجع الألمان – DW – 2006/9/19
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإرهاب ليس وحده ما يؤرق مضاجع الألمان

محمود يعقوب١٩ سبتمبر ٢٠٠٦

قد يظن المرء أن الخوف من الإرهاب أصبح يشكل أحد الهموم الأساسية التي تشغل بال الأوروبيين، غير أن نتائج أحدث استطلاع للرأي حول المخاوف التي تثقل كاهل المجتمع الألماني أتت بمفاجئات لم يتوقعها الكثير من الخبراء.

https://p.dw.com/p/97u9
الارهاب في ذيل قائمة مخاوف الالمانصورة من: AP Graphics

بات من المعتاد اليوم أن تحذر الأجهزة الأمنية في القارة الأوربية بين الحين والآخر من تهديدات إرهابية محتملة، خاصة بعد التفجيرات الدموية التي هزت مدريد ولندن، والمحاولة الأخيرة الفاشلة التي استهدفت تفجير قطارين في ألمانيا بزرع قنابل موقوتة فيها، حيث حال حدوث خلل فني من انفجارهما. وفي ظل تصاعد وتيرة الإرهاب العالمي وزيادة الإجراءات الأمنية المتبعة للحد من هذه الظاهرة، قد يظن المرء أن الإرهاب أصبح يشكل احد الهموم الأساسية التي تشغل المواطن الأوربي. لكن استطلاعا للرأي أجري مؤخرا في ألمانيا كشف عن أن هناك هموم أخرى أكثر تعقيدا على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي تؤرق الألمان.

القلق على المستقبل

Online-Jobbörse unter Druck
فتاة تحاول العثور على عمل في ظل شبح البطالة في المانياصورة من: dpa - Bildfunk

لعله من المعروف عن المجتمع الألماني اهتمامه المفرط بالمستقبل والتخطيط له، لكن يبدو أن ظلالا من التشاؤم أصبحت تطغى هذه الأيام على خطط المستقبل وباتت تبعث في كثير من الأحيان على القلق وعدم الاستقرار. فقد أظهر استطلاع للرأي لمعرفة أسباب وأنواع المخاوف في المجتمع الألماني، والذي قامت به احدى وكالات التأمين في مدينة " فيزبادن " الألمانية، أن الإرهاب لا يأتي على رأس قائمة هذه المخاوف، وإنما القلق من ارتفاع تكاليف المعيشة. جدير بالذكر أن هذه الوكالة قد قامت بنشر نتائج هذا الاستطلاع قبل أيام قليلة من مرور الذكرى الخامسة على هجمات الحادي عشر من سبتمبر الدامية.

مخاوف أخرى تتصدر القائمة

تم سؤال 2500 مواطن ألماني عن مخاوفهم الحالية، وأي هذه المخاوف أكثر تهديدا للاستقرار في حياتهم. الأغلبية العظمى والتي تصل نسبتهم إلى 70 بالمائة من مجمل المستطلعة آراؤهم يجدون إن ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة تعد مشكلتهم الأولى والأساسية. أتى بعد ذلك بنسبة 63 بالمائة الخوف من عدم قدرة الساسة الألمان على اتخاذ قرارات تتماشى مع واقع المجتمع الألماني. وقد ألقت الإصلاحات الهيكلية في سوق العمل بظلالها على نتائج هذا الاستطلاع، إذ أعربت نسبة 61 بالمائة من قلقهم إزاء ظاهرة البطالة التي أخذت تتفشى بشكل ملحوظ. الطريف في الأمر أن هذه المخاوف من البطالة في المجتمع الألماني احتلت حيزا اكبر من مخاوفهم إزاء فقدانهم لوظائفهم، والتي لم تحتل سوى المركز السادس بنسبة 51 بالمائة في هذه القائمة.

الإرهاب في ذيل القائمة

Deutschland Terror Sicherheit Bahnhof Polizei
اجراءات امنية مشددة تتبعها سلطات الامن في محطات االقطاراتصورة من: AP

إن الخوف من الإرهاب وتداعياته العالمية لم يحتل سوى المركز العاشر، هذا على الرغم من تحقق أجهزة الأمن الألمانية من انضمام ألمانيا إلى قائمة الدول المهددة من الإرهاب، إضافة إلى المناقشات الحادة التي تم مناقشتها مؤخرا حول طبيعة الإجراءات الأمنية التي يجب إتباعها، والتي في الوقت ذاته لا يجوز أن تتعدى حدود الحياة الخاصة للمواطنين. أن الاستطلاع السابق ذكره قد سلط الضوء على العديد من الهموم الألمانية التي لم تأخذ حظها الحقيقي من المناقشة والتحليل وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما أنها تشير بوضوح إلى القطاعات الحقيقية التي تستوجب إصلاحات جذرية وواسعة.

احباط من الديموقراطية!

Kreis Demmin hat zweihöchste Arbeitslosigkeit in Deutschland
يعيش الشباب الالمان العديد من المشكلات والتحديات الصعبةصورة من: dpa

تقرير آخر أصدره مكتب الإحصاء الألماني جاء متناغما مع النتائج التي أسفر عنها استطلاع الرأي السالف، فقد خرجت الدراسة بأن الألمان أكثر الأوروبيين تشاؤما. إذ يعتقدون، لاسيما الشباب منهم وسكان الولايات الشرقية، بأن ظروفهم المعيشية أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع. التقرير الذي يصدر كل عامين هو نتيجة دراسات وأبحاث عديدة تجريها معاهد بحث وإحصاء مختلفة.

يورجن كوكا رئيس مركز الأبحاث الاجتماعية في برلين يقول أن هناك تباين بين نظرة الألمان الشخصية إلى ظروفهم المعيشية وبين حقيقة هذه الظروف المعيشية على أرض الواقع. وأرجع كوكا سبب هذا التباين إلى أن الألمان ينحون إلى وضع مقاييس حياتية أعلى من نظيراتها الأوروبية. وذكر الموقع الاقتصادي على شبكة الانترنت wirtschaftwoche.de والذي نشر التقرير، ذكر أن 29 بالمائة من الألمان يشعرون أنهم يستطيعون العيش من دخلهم، بينما وصلت هذه النسبة إلى 64 بالمائة في الدنمرك، و54 بالمائة في السويد، و50 بالمائة في ايرلندا.

النتيجة الأخرى التي استخلصها التقرير تثير الحيرة، فقد بات واضحا أن إحباط الألمان من النظام الديموقراطي في بلادهم في ازدياد. إذ أبدى 38 بالمائة فقط من سكان الولايات الشرقية اقتناعه بالنظام الديموقراطي كنظام حكم، بينما وصلت هذه النسبة عام 2000 إلى 49 بالمائة. أما سكان الولايات الغربية فقال 71 بالمائة منهم إن الديموقراطية نظام إيجابي للحكم، وهي نسبة تقل عن تلك التي سجلت عام 2000 ووصلت إلى 80 بالمائة. التقرير أوضح أيضا أن ثلاثة أرباع سكان الولايات الشرقية يعتبرون أن الاشتراكية نظام جيد للحكم، لكنه لم يطبق بشكل صحيح في الماضي، غير أن نسبة الألمان الكلية التي تقتسم هذا الرأي هي 46 بالمائة فقط.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد