"البرنامج" أو حين يتم تجاوز الخطوط الحمراء! – DW – 2014/2/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"البرنامج" أو حين يتم تجاوز الخطوط الحمراء!

خالد الكوطيط/ و.ب١٥ فبراير ٢٠١٤

ببرنامجه الساخر "البرنامج" الذي يعرض على قناتي "إم. بي. سي." و"DW"، بات باسم يوسف القطب المعارض الذي يصر عبر السخرية على كسر القيود وانتقاد المحرمات بما في ذلك الجيش وقائده المشير السيسي، الرجل القوي في مصر.

https://p.dw.com/p/1B9oZ
Satiriker Bassem Youssef
الاعلامي الساخر باسم يوسفصورة من: Getty Images/AFP/Karim Sahib

غالبا ما تكون الجمل الأولى التي يفتتح بها الإعلامي الساخر باسم يوسف برنامجه "البرنامج" كافية لإغراق جمهوره في الضحك. أما في الفقرة الأولى من الحلقة الأخيرة، فقد وجه الإعلامي المصري كلامه بشكل مباشر إلى المشاهد قائلا "إذا كنت تشاهد البرنامج يوم الجمعة فهذا يعني شيئين...أولا أن البرنامج لم يمنع ...(ما معناه) أنه والحمد لله لا زالت هناك حرية إعلام في مصر.."، يقول ذلك بإيحاءات ساخرة، ويهتز جمهور مسرح "راديو" ضاحكا. وهو المسرح الذي يتمّ فيه تسجيل حلقات البرنامج، المتواجد وسط العاصمة القاهرة. وليس بعيدا عن المسرح، تجمع رواد مقهى "بيروس" حول شاشات التلفزيون لمتابعة أكثر البرامج الساخرة شعبية في العالم العربي.

المعروف عن المجتمع المصري أنه يحب النكتة، ومن ثمً فإن ما يقدمه باسم يوسف يتناغم مع أذواق الكثير من المصرين، لكنه أيضا يترك أثرا كبيرا في نفوسهم، فلا أحد يُفجر جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية المصرية في الوقت الراهن، كما يفعل باسم يوسف في برنامجه الذي يهاجم فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرجل القوي في مصر وينتقد حالة التمجيد التي يقودها الإعلام المصري لشخصه (السيسي). وقد قام باسم يوسف إلى ألان بتجاوز الحدود المرسومة وبكسر المحرمات.

Theater Radio in Kairo
مسرح الراديو وسط القاهرةصورة من: DW/J. Abdulkarim

"لا تعجبني الإيحاءات الجنسية التي يستخدمها"، يقول أحد رواد مقهى "بيروس"، وهو يجد صعوبة في إخفاء ضحكته على نكتة أطلقها باسم يوسف أثناء عرض البرنامج. "نحن شعب محافظ"، يضيف رجل آخر. "باسم يوسف يتكلم بلسان الإنسان المصري البسيط"، يقول أحدهم، في ما يهز جالسوه رؤوسهم لتزكية كلامه، وهو يتابع "ينتقد الجميع إيحاءاته الجنسية لكنها إيحاءات يستخدمها المصريون جميعا في كل وقت ومكان".

Theater Radio in Kairo
صورة من: DW/J. Abdulkarim

لعبة خطرة

بيد أنها ليست الإيحاءات الجنسية هي السبب وراء غضب منتقديه، وإنما جرأته على انتقاد الجيش بعد أن تحول قائده إلى رمز وطني "أنقذ" البلاد من حكم الإخوان، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين" في يوليو 2013. انتقد باسم يوسف "شوكولاته السيسي" و"حلوى السيسي" وكل مظاهر التمجيد لشخصه (السيسي) والتي عمت الشارع المصري بعد الثلاثين من حزيران/ يونيو، في ما أعلنت قناة "سي. بي . سي" الفضائية أنها أوقفت بث "البرنامج"، بما في ذلك الحلقة الثانية للموسم الثالث والتي كانت حينها جاهزة للعرض. وعللّت القناة موقفها بعدم احترام الشركة المنتجة للبرنامج الساخر شروط العقد المبرم بينهما، لكن لا أحد يعرف الأسباب الحقيقية التي أدت لاتخاذ مثل هذا القرار، كما قال باسم يوسف بنفسه في الحلقة الأخيرة لبرنامجه.

وبعد ستة أشهر يبث البرنامج الساخر "البرنامج" مجددا، ولكن هذه المرة على تلفزيوني "إم. بي. سي" و" DW"، مع أن توقفه مجددا أمر غير مستبعد. وبعد بثه لحلقة واحدة فقط هذا الموسم، يواجه مقدم البرنامج متابعات قضائية بتهمة "الإساءة لرموز وطنية". بيد أن كل ذلك لم ينجح في إسكاته، بل وتابع سخريته حول ترشح السيسي المنتظر للانتخابات الرئاسية قائلا "لغاية تسجيل الحلقة لم يحسم عبد الفتاح السيسي أمر ترشحه للرئاسة، ولهذا قمنا بكتابة سيناريوهين..."، الأول في حال عدم ترشح السيسي، وعندها يُخرج باسم يوسف أكواما من الملفات، في ما يخرج ورقة واحدة فارغة في حال ترشحه، في إشارة إلى أن الانتقاد سيصبح حينها شبه مستحيل.

الجيش خط أحمر

بدا وكأن رواد مقهى "بيروس" قد استوعبوا إشارات باسم يوسف، وانفجروا ضحكا. وقال أحدهم "النكات القديمة حول الإخوان المسلمين كانت أكثر حدة، وكنا نتقبلها لأننا كناّ نود التخلص من الإخوان المسالمين". وبعد استراحة قليلة، أخذ منها نفسا من الأرجيلة تابع "الجيش خط أحمر، ولا يحق لباسم يوسف تخطيه". "مصر بحاجة إلى رجل قوي، رجل لديه كاريزما"، يقول أحد المذيعين في برنامج حواري تلفزيوني، "وعندما يترشح اثنان، يعني ذلك أننا أمام كرسيين، كيف ذلك؟!"، باسم يوسف وبعد إدراج هذا المقطع في برنامجه يرفع حاجبيه إلى الأعلى صارخا "نعم!". "كيف يمكننا الاختيار بين مرشحين؟ هل هذه هي الديمقراطية؟!" يصفق جمهور مقهى "بيروس" والجميع يضحك بصوت مرتفع. وبعد استراحة وجيزة يتابع باسم يوسف، وهذه المرة بجدية، قائلا: "نعم هذه هي الديمقراطية". عمت لحظة من الصمت، وكأنها حاجة للتمعن في كلام المذيع الساخر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات