الثورة التونسية وتداعياتها في غزة – DW – 2011/1/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثورة التونسية وتداعياتها في غزة

٢٩ يناير ٢٠١١

اختلف الغزاويون في توقعاتهم لتبعات الثورة التونسية على حالتهم الصعبة بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسامات الفلسطينية، بعضهم يرى بأن ما حصل في تونس قد يتكرر في غزة، في حين يرى آخرون بأن المشكلة في الحصار الإسرائيلي.

https://p.dw.com/p/1077D
تفاعل الغزيون مع ثورة تونس قبل انتقال الاحتجاجات إلى مصرصورة من: DW

تتفاعل ثورة تونس أيضا في الشارع الغزاوى الذي يواجه أصعب ظروف الحياة المتمثلة في الفقر والبطالة وتدني الأجور وارتفاع الأسعار بفعل الحصار الإسرائيلي أولاً، والانقسام الفلسطيني ثانياً. وقد ترسّخ هذا الانقسام بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007. وفي ظل سيطرة هذه الحركة على القطاع، لا يبدو من السهل استقصاء آراء الناس حول العبر والدروس المستفادة من الثورة التونسية.

عندما سألنا موسى من جامعة فلسطين عن رأيه بهذا الحدث أجاب بالقول "متودناش في داهية"، لكنه استطرد قائلا: " ثورة تونس كسرت حاجز الخوف والرعب من الأنظمة العربية المأجورة من الغرب والمتسلطة على رقاب شعوبها". وأضاف موسى :"انشالله تكون عبره لمن يعتبر، في اللي بنشوفوا عندنا". وفي جامعة الأزهر غرب غزة، تحدث إلينا ثلاثة طلاب اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، أحدهم أكد أن وضع غزة في ظل حماس " ينذر بما حصل في تونس إذا استمر الوضع هكذا"، إلا أن زميله يخالفه الرأي إذ يرى بأن :" ما حصل في تونس لن يتكرر في غزة، لأن حماس لها عناصر ومؤيدين متجذرين هنا"، فيما قال الثالث: "والله إذا الواحد بس حاول يعمل ايشى غير عناصر حماس ترميه ورا الشمس". أما أبو نضال صاحب سوبر ماركت وسط غزة فقد استبعد أيضا تكرار ثورة تونس في غزة، مؤكداً بأن "سلطه رام الله غرقانه بفساد الوزرا، ممكن هناك يثوروا على السلطة"، واستشهد ابو نضال بمُطالبه رئيس هيئه الفساد الفلسطينية رفيق النتشه لرئيس الوزراء في حكومة رام الله أو حكومة سلام فياض برفع الحصانة القانونية عن عدد من الوزراء الحاليين للتحقيق معهم في قضايا فساد.

Flash-Galerie Tunesische Sehnsüchte in Gaza
يرى خصوم حماس أنها مرعوبة من تداعيات ثورة تونسصورة من: DW

حماس مرعوبة ... وفق خصومها

يَعتَبر خصوم حركة حماس من حركة فتح أن ثورة تونس سببت هاجس رعب للأخيرة، واعتبروها السبب في صعوبة أوضاع غزة المعيشية وقمعها لمعارضيها. وقال أحد عناصر فتح الذي طلب عدم ذكر اسمه بأن كل "مقومات الرعب متوفرة في غزة كالجوع وحالات أخرى خلقتها حماس على أرض الواقع"، وأضاف قائلا: "المواطنون يملكون وسائل اتصال كالجوالات المزودة بكاميرات أو شبكة الانترنت التي يمكنها فضح ممارسات حركة حماس كسرعة إطلاق الرصاص على المتظاهرين والمعارضين". وأضاف عنصر فتحاوى آخر : "إذا لم تقبل حماس بورقة المصالحة المصرية وبانتخابات تشريعية، سينقلب عليهم من أيدوهم بكل تأكيد ". وشبّه أبو ثائر قمع أمن تونس للمتظاهرين والمحتجين بالذي يحدث في غزة. " إنها صورة طبق الأصل لما حدث في قمع مليشيات حماس في غزة لمهرجان الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، صورة متطابقة لإجرام عصابات حماس بغزة". وعلى الطرف الآخر، وبلهجة حادة أكد أحد عناصر حماس لدويتشه فيله بأن " الرعب يستشرى في جسد سلطه رام الله بعد أن كشفت قناة الجزيرة وثائق للمفاوضين الذين أبدو تنازلات غير مسبوقة للإسرائيليين".

أزمة دقيق وغاز وارتفاع الأسعار ... "مشكلتنا مع إسرائيل"

أصبح ما يعانيه أبناء قطاع غزة لا يخفى على احد. فتجار غزة يعزون النقص الحاد في إنتاج الدقيق إلى إغلاق المعابر الإسرائيلية وتقنين دخول القمح، مما يتسبب بين الفينة والأخرى بأزمة نقص الدقيق في المخابز. الدكتور مدحت صائب، نائب مدير عام شركة المطاحن الفلسطينية، وهى اكبر شركات إنتاج الدقيق في القطاع يقول لدويتشه فيله: " إغلاق الاحتلال للمعابر يسبب لنا عجزا في مخزون القمح في القطاع، ويسبب أزمة كبيرة في المخابز". ويضيف: "بحكم ارتباط عملنا بالمعابر التي تسيطر عليها إسرائيل فإن مشكلتنا مع الأخيرة، لا مع حكومة حماس ... وعليه لماذا ينبغي أن يثور الشعب على حماس؟"، وفي سياق متصل يقول أبو محمد صاحب شركة توزيع اسطوانات لغاز المنازل بأن النقص الحاد في توزيع الاسطوانات سببه عدم سماح إسرائيل بدخول الغاز إلى القطاع منذ شهر، مما سبب ارتفاع تعبئه اسطوانة الغاز إلى قرابة 70 شيكلا أو حوالي 20 دولارا.

Flash-Galerie Tunesische Sehnsüchte in Gaza
ارتفاع نسب البطالة بين الشباب في غزة تدفع بالبعض إلى تصور سيناريو تونسي في القطاعصورة من: SW

حركة حماس ... والفصائل الفلسطينية رحبت بثورة تونس

ومقابل اختلاف وجهات النظر في التبعات المحتملة للثورة التونسية على قطاع غزة، فإن الفصائل الفلسطينية في القطاع رحبت بها وبحريه الشعب التونسي في تقرير مصيره. وعلى ضوء ذلك جابت القطاع مسيرات منفصلة لمختلف الفصائل على مدار أيام بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن، وفي هذا الإطار نظمت "حركة الجهاد الإسلامي" مسيرة حملت شعار" الثائر ضد الطغيان". وأجمع قادة الحركة في المسيرة على أن "ثورة تونس رسالة لجميع من لدية الهيمنة على الدول المسلمة، بأن شعوب هذه الدول قادرة علي النهوض واستعادة دورها والتحرر من العبودية". مضيفين بان تونس لقنت جميع الحكام درسا مفاده "لا للاستسلام". وفي مسيرات نظمتها حركة حماس أكد قياديون من الحركة على "احترام خيارات الشعب التونسي وحقه في اختيار قيادته التي يريدها من خلال عملية ديمقراطية بعيدا عن أية تدخلات أجنبية". وبدورها أشادت الجبهة الشعبية بالمسيرة التي جابت غزة معتبرة إياها رد طبيعي على حالة الظلم والقهر التي يعيشها الشعب التونسي المطالب بحقوقه". وأشادت الجبهة الديمقراطية بما وصفته "الانتصار الكبير الذي حققه الشعب التونسي"، معتبرةً "أن إرادة الشارع هي التي تفرض نفسها".

شوقي الفرا – غزة

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات