الجالية الإيرانية في ألمانيا: رفض قاطع للحرب رغم تحفظها تجاه النظام – DW – 2006/5/2
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجالية الإيرانية في ألمانيا: رفض قاطع للحرب رغم تحفظها تجاه النظام

لؤي المدهون٢ مايو ٢٠٠٦

ما هو موقف المهاجرين الإيرانيين من طموحات بلادهم النووية وما هو تقييمهم لتعاطي النخبة السياسية الغربية مع النظام الإيراني؟ موقعنا اطلع في جولة خاصة على آراء وتطلعات إيرانيي ألمانيا ومخاوفهم من هجوم أمريكي على بلدهم.

https://p.dw.com/p/8Kzv
معارضون إيرانيون يتظاهرون ضد النظام الإيرانيصورة من: AP

ازدادت المخاوف في شتى أنحاء العالم من تصعيد عسكري في أزمة الملف النووي الإيراني بعد فشل الجهود الدبلوماسية الدولية في التوصل إلى آلية عملية مقبولة وناجعة لحله. وتزامن ذلك مع تأكيد واشنطن على حقها في استخدام كافة الوسائل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. كما تأتي هذه النقلة النوعية في حدة المواجهة بين المجتمع الدولي وإيران بعد أن رفضت إيران رفضا قاطعا التراجع عن مواقفها المتعلقة بالمضي قدما في حقها في تخصيب اليورانيوم، خاصة بعد انتهاء المهلة الأخيرة التي حددها مجلس الأمن الدولي لها. وفضلاً عن ذلك لم يلاحظ حدوث أية مرونة في مواقف النظام الإيراني خلال الأسابيع السابقة، بل إن جميع المسئولين الإيرانيين شددوا مرارا وتكرارا على تصميم طهران على "عدم التراجع قيد أنملة" عن برنامجها النووي. وللإطلاع على آراء وهواجس الجالية الإيرانية في ألمانيا قام موقعنا بجولة استقرائية في مدينة كولونيا التي تعتبر من أكبر مراكز تجمعات المهاجرين الإيرانيين في ألمانيا. يذكر أن عدد الإيرانيين المقيمين في ألمانيا يتجاوز المائة ألف شخص، ويعد إيرانيو ألمانيا من أكثر الأجانب المؤهلين ثقافياً وأكاديمياً في ألمانيا.

"رفض لاحتكار الغرب للتقنية النووية"

Neujahrstimmung in Teheran
إيرانيون يحتفلون برأس السنة الفارسية الجديدةصورة من: DW

وحول طموحات إيران النووية يعلق الدكتور شمس أنفاري الحسيني، الأستاذ في معهد الدراسات الشرقية في جامعة كولونيا في معرض حديثه مع موقعنا، قائلاً: "بالطبع تملك إيران الحق المشروع في تطوير التقنية النووية مثل كل دول العالم." كما يشدد الدكتور الحسيني على أنه "لا مجال للمقارنة الجدية بين إيران بصفتها أمة عريقة وبين ليبيا كدولة صغيرة لا تتمتع بأهمية تذكر في حلبة السياسة الدولية". ورغم تحفظه المبدئي تجاه استخدام الطاقة النووية، نظراً لعواقبها الوخيمة على البيئة، إلا أن أستاذ اللغة والأدب الفارسي يرفض "احتكار الغرب للتقنية النووية جملة وتفصيلا".

وفضلاً عن ذلك فإن الأكاديمي الإيراني، الذي يتخذ من ألمانيا وطناً بديلاً له منذ أكثر من ثلاثة عقود، لا يخفي تخوفه من نوايا النظام الإيراني حيث يقول في هذا الإطار: "يجب توخي الحذر في التعامل مع النظام الإيراني الذي لا يفي غالباً بتعهداته. لذلك فأنا أتفهم مخاوف المجتمع الدولي من عواقب امتلاك هذا النظام لسلاح فتاك مثل القنبلة النووية". غير أن الحسيني ينتقد أيضا تعامل النخبة السياسية الغربية مع إشكالية البرنامج النووي الإيراني ويعتبرها غير مجدية: "لا يبذل الغرب في الواقع جهودا دبلوماسية كافية من أجل التوصل إلى حل سلمي. كما يجب على الإدارة الأمريكية التفاوض مباشرة مع القيادة الإيرانية وتقديم صفقة سياسية لها تتضمن ضمانات أمنية وعروض سخية لتحديث البنية التحتية الإيرانية. فاستخدام لغة التهديد والوعيد لن يؤدي إلى نتيجة مثمرة ".

الرهان النووي والاعتداد الإيراني بالنفس

Iran - Frauen im Fußballstadion
جماهير كرة القدم الإيرانية خلال مباراة كرة قدم نسويةصورة من: picture-alliance/dpa

ومن جانبها تعتبر باريسا نجفي، الطالبة من اصل إيراني في جامعة كولونيا، الخوف الإقليمي والدولي من طموحات إيران النووية "شيئاً بديهيا"، معللة ذلك بقولها: "النظام الإيراني لم يف أكثر من مرة بوعوده تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية". إلا أن الطالبة اليافعة تشير بشكل لا لبس فيه إلى حقيقة أن "الإيرانيين لا يتفهمون بتاتا إصرار العالم على عدم الإقرار بحقهم المشروع في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية." لذلك فهي تقترح أن "تتفق الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي على تطوير آلية عمل يتم من خلالها الاعتراف بحق إيران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية مقابل قبول إيران لنظام رقابة دولي صارم يحول دون تطويرها لأسلحة نووية". وفي السياق نفسه توضح باريسا نجفي دوافع وخلفيات اقتراحها قائلة: "النظام الإيراني نجح في تحويل برنامجه النووي إلى قضية وطنية تمس صميم اعتداد الشعب الإيراني بنفسه وهو ما مكنه من كسب تضامن غالبية شرائح المجتمع الإيراني معه".

رفض قاطع للحرب

أما سائق التاكسي جمعة بوريش، الذي درس الهندسة إبان حقبة الشاه وترك إيران قبل ثلاثين عاماً، فيعتبر "الضجيج العالمي حول البرنامج النووية الإيراني مجرد زوبعة في فنجان، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك في الوقت الحاضر إمكانية عسكرية فاعلة لضرب إيران". ووفقاً لرؤية السيد جمعة، الذي لا يخفي احتقاره للنظام الثيوقراطي الإيراني، فإن هذا الضجيج المفتعل يعود بالدرجة الأولي إلى محاولة الإدارة الأمريكية "فرض هيمنتها على منطقة الخليج العربي من أجل ضمان مصالحها الإستراتيجية".

Panorambild: Wahlen im Iran, Mahmoud Ahmadinejad, Teheraner Bürgermeister
مفارقات "الإصلاح المحافظ" في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثالثةصورة من: AP

وفي النهاية يبقى القاسم المشترك الذي يجمع غالبية إيرانيي المهجر الألماني، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والمذهبية، يبقي متمثلاً في رفضهم لأي عمل عسكري ضد بلدهم الأم. فعقلانية الرد الإيراني تظهر بشكل جلي حين تطلب إيران من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بديلاَ مقبولاَ عن تخليها عن حقها المشروع في تطوير التكنولوجيا النووية، إلا أن الأوروبيين تلكئوا في الإجابة عن هذا الطلب الإيراني، وهو ما يعطي دليلاً واضحاً للمعايير الأوروبية المزدوجة في التعامل مع الملفات النووية، على حد قول جمعة بوريش، الذي يفضل العيش في منفاه الألماني لمدة خمسين عاما إضافية على تأييد حرب قادمة ضد وطنه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد