الجماهير الألمانية على موعد مع الدموع والفرح في لقاء اليوم

عندما يعلن الحكم اليوم في الساعة التاسعة مساء بتوقيت وسط أوروبا صافرة البداية لمباراة تحديد المركز الثالث في مونديال كأس العالم بين المنتخبين الألماني والبرتغالي سيكون للجماهير الألمانية العريضة لقاء آخر مع الحزن والفرح على السواء. هذه الجماهير ستبكي اليوم من جديد لأنها كانت تريد أن ترى فريقها في برلين وليس في شتوتجارت، كانت تريد أن تراه في المباراة النهائية فائزا بالكأس لكي تحتفل معه بأجمل لحظة يمكن أن يعيشها لاعب أو مدرب أو عاشق لكرة القدم على الإطلاق. ولكن الرياح هبت بما لا تشتهي السفن. أما الفرحة فمبعثها أن الجماهير الألمانية سترى فريقها من جديد، هذا الفريق الذي كافح بخبرة لاعبيه المتواضعة من أجل تقديم صورة مشعة عن كرة القدم الألمانية وكانت خسارته في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني بمثابة موت البطل في آخر دقيقة في الفيلم، إلا أن ذكراه ستبقى عالقة في الأذهان. عندما انتهت المباراة الأخيرة للمنتخب أمام ايطاليا اعتقد الجميع أن لا لقاء مع هذا المدرب الشاب كلينزمان الذي أحبته الجماهير، ولكنه يعود إليهم اليوم وهو مصمم على الفوز على البرتغال ليؤكد للجماهير أن فريقه في حالة معنوية جيدة وانه سيحسب حسابه في أية مباراة دولية في السنوات القادمة. ومن أجل التخفيف من الذكريات الأليمة في مباراة السقوط قرر المنتخب الألماني التوجه يوم الأحد إلى برلين للاحتفال مع الجماهير التي ستتجمع بعشرات الآلاف للاحتفاء به ووداعه الى لقاء قريب.

تغييرات في التشكيلة

ستكون مباراة اليوم فرصة للاعبين الذين جلسوا على مقاعد الاحتياط حتى الآن. فبالنسبة للمنتخب الألماني ذكرت وكالات الأنباء اليوم أن قائد المنتخب ميشائيل بلاك سيغيب عن مباراة اليوم بسبب إصابة لازمته في المباراة الأخيرة. وبالتالي لن يكون بامكان الجماهير مشاهدة نجمها الأول الذي أبكى الجميع من خلال دموعه التي ذرفها لأول مرة في تاريخه الكروي بعد الخسارة المفجعة أمام ايطاليا. وحتى بديله تيم بورفسكي فهو يعاني هو الآخر من إصابة لحقت به أمس أثناء التدريب. ولكن سيعود إلى صفوف المنتخب تورستن فرينغز أحد أعمدة خط الوسط الألماني الذي لم يتمكن من خوض مباراة فريقه أمام ايطاليا بسبب عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه من قبل الفيفا. كما وسيكون هناك تبديل على صعيد حراسة المرمى. فقد قالت صحيفة بيلد الألمانية أن المدير الفني للمنتخب يورغن كلينسمان اختار ألفير كان بدلا من حارس المرمى الأول للفريق ينس ليمان الذي لعب في كل مباريات ألمانيا حتى الآن. وقال كان للصحيفة: "لا أعتبر هذه مجرد لفتة طيبة. أتطلع للقيام بدوري وبالنسبة لي فان المركز الثالث في كأس العالم له أهميته." وذكرت صحيفة بيلد أن كلينسمان أبلغ كان البالغ من العمر 37 عاما وأكبر لاعبي المنتخب الألماني سنا بقراره يوم الخميس. وكان ليمان قد قال في وقت سابق انه سيكون مستعدا لترك مكانه في مباراة تحديد المركز الثالث أمام البرتغال حتى يمنح الفرصة لغريمه كان لتذوق طعم اللعب في البطولة.

أما على صعيد المنتخب البرتغالي فسيغيب عنه المدافع ميجيل بسبب الاصابة. وقال فريق بلنسية الاسباني الذي يلعب له ميجيل يوم الجمعة ان اللاعب سيغيب عن الملاعب لمدة شهر. وأصيب الظهير الايمن (26 عاما) بتمزق جزئي في الرباط الأوسط في ركبته اليمنى خلال المباراة التي هزمت فيها البرتغال من فرنسا صفر-1 في الدور قبل النهائي يوم الأربعاء.

المركز الثالث ليس طموح ألمانيا

لا شك أن المركز الثالث في بطولات كأس العالم لم يكن يوما طموح ألمانيا، صاحبة الرقم القياسي في الوصول إلى المباريات النهائية (سبع مرات) فازت فيها بثلاث مرات فقط في الاعوام 54 و74 و90. فاللاعبون الألمان كانوا يأملون باحراز اللقب بين جماهيرهم التي خرجت حزينة عقب الخسارة أمام ايطاليا، ولن يعوض المركز الثالث بالتالي تبخر آمالهم باحراز منتخبهم اللقب للمرة الرابعة في تاريخه. ولكن مع ذلك فان خسارة جديدة أمام البرتغال اليوم لن تكون مفيدة في شفاء الجروح التي خلفتها مباراة ايطاليا. يورغن كلينزمان أشار الى معاناة فريقه من مرارة الهزيمة في الدور نصف النهائي والى ان مباراة اليوم ستكون ليست سهلة، الا انه أكد أن فريقه مصمم على الفوز ولا شيء غير الفوز، على الأقل من أجل الجماهير العريضة التي تود أن ترى بودلسكي وكلوزه يسجلان من جديد. كما يرغب كلينزمان أيضا بالفوز بالمباراة في مدينته التي ولد بالقرب منها وبدأ فيها لاعبا مع فريق من الدرجة الثانية ثم انتقل بعدها إلى فريق شتوتجارت قبل أن تبدأ رحلته نحو العالمية.

وداعا فيغو

أما بالنسبة للبرتغاليين فان وصولهم الى نصف النهائي هو إنجاز بحد ذاته. فالمنتخب البرتغالي يعد اليوم واحد من أفضل أربع منتخبات في العالم. وقد تمكن مدربه المخضرم سكولاري الذي فاز بلقب كأس العالم كمدرب للمنتخب البرازيلي عام 2002 من نقل المنتخب البرتغالي نقلة نوعية على خريطة كرة القدم العالمية، وان كان قد فشل مع حتى الآن في إحراز أي لقب عالمي. وتكتسب هذه المباراة أهمية معنوية للبرتغاليين لأنها ستكون آخر مباراة يخوضوها النجم الدولي لويس فيغو الذي قرر الاعتزال دوليا بشكل نهائي عقب النهائيات واضعا حدا لمسيرة طويلة على الصعيد الدولي خاض خلالها 127 مباراة. وكان فيغو اعتزل دوليا عقب خسارة البرتغال امام اليونان صفر-1 في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية الاخيرة عام 2004 في ضيافة بلاده، قبل ان يعود عن قراره قبل عام بالتحديد لمساندة المنتخب. وقال فيغو لاعب انتر ميلان الإيطالي "أريد أن انهي مسيرتي الدولية بالفوز على ألمانيا".

المباراة الأخيرة لكلينزمان؟

اذا كانت مباراة اليوم هي الأخيرة بالنسبة لفيغو، فانها قد تكون كذلك أيضا لكلينسمان الذي ينتهي عقده عقب المونديال. وكان المسؤولون في الاتحاد الألماني طلبوا من كلينسمان (41 عاما) البقاء في منصبه لقيادة المنتخب في نهائيات كأس أمم أوروبا المقبلة في سويسرا والنمسا عام 2008، كما يحظى بدعم رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم الحالية فرانتس بكنباور، وباحترام شديد من لاعبي المنتخب، لكنه أوضح انه يحتاج إلى بعض الوقت لدراسة الموضوع مع عائلته التي تعيش في الولايات المتحدة قبل ان يتخذ قراره حول إمكانية بقائه على رأس الجهاز الفني للمنتخب. وبالمقابل طلب الاتحاد البرتغالي من المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، تمديد عقده أيضا لكن الأخير لم يحدد موقفا حتى الآن، مفضلا التركيز على المباراة غدا. وقال سكولاري عن المباراة ضد ألمانيا: "سنواجه بعض الصعوبات ضد ألمانيا وعلينا وضع خطة جيدة وان نستعيد قوانا للفوز عليها". وعلى رغم تبخر حلم إحراز اللقب بالنسبة إلى المنتخب الألماني، ستشكل المباراة فرصة مهمة لهدافه ميروسلاف كلوزه (28 عاما) لتعزيز حظوظه في الفوز بلقب الهداف اذ يتصدر الترتيب برصيد خمسة اهداف.