الصحافة الأوروبية والعربية: "من يطفئ نار الشرق الأوسط؟" – DW – 2006/7/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحافة الأوروبية والعربية: "من يطفئ نار الشرق الأوسط؟"

١٨ يوليو ٢٠٠٦

الصحف الأوروبية منقسمة على نفسها فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في الشرق الأوسط وطبيعة الدور الذي يجب أن تضطلع به أوروبا في هذه الأزمة. أما الصحف العربية فتلقي باللوم على عاتق إسرائيل والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/8oD0

صحف أوروبية

صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية وفي تعليقها على الأحداث كتبت قائلة:

"كان من الممكن أن تكون الأمور أقل حدة لو انحصر الصراع بين إسرائيل وفلسطين ولما كان العالم عاجزا كما هو اليوم في تعاطيه مع الحرب في لبنان. إنّه شرق أوسط جديد. كل شيء تغير منذ سقوط نظام صدام. العالم في الأشهر المنصرمة شهد موت عرفات وانسحاب إسرائيل من غزة وكذلك ترك شارون للسياسة والتطورات في إيران وانسحاب سوريا من لبنان والصراع بين السنة والشيعة في العراق والفوضى في العراق. كل ذاك والولايات المتحدة التي ينظر إليها على أنها المرجعية في الشرق الأوسط غارقة «في مستنقع العراق». النار تنتشر في المنطقة ولكن من يقوى على صدها وكبح جماحها؟"

صحيفة "بلغراد" الصربية كتبت تقول:

"هجمات حزب الله أعطت إسرائيل الحق في الرد على ذلك. وبدون هذا الرد العسكري الإسرائيلي فإنّ حكومة أولمرت كانت ستعاني من الموت السياسي. وهو لن يفوت هذه الفرصة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وشن حرب تؤيدها غالبية الشعب الإسرائيلي."

صحيفة "دير شتندارد" النمساوية امتدحت قمة الثماني لكونها "أشارت إلى المذنبين في هذه الحرب بالأسماء". وتابعت تقول:

"لا يمكن للمرء إلا أن يأمل بأن يقوم العالم الغربي بإخراج حزب الله من دائرة الحدث" وأضافت "وإذا لم يفلح العالم في ذلك فإنّ حزب الله سيكون قوة تثير القلق تشبه قوة إيران النووية، وعندها سيصبح من الصعوبة بمكان التعرف على ملامح وجه الشرق الأوسط."

اما صحيفة تلغراف البريطانية وفي تعليقها على إعلان قمة الدول الثماني بشأن الشرق الأوسط فقد كتبت:

"إنّه من أكثر الإعلانات الدولية في العقد الأخير تحيزا لإسرائيل، وهو قرار استمد أصوله من الخوف الناجم عن كون انتصار حماس أو حزب الله هو انتصار للتطرف في العالم الإسلامي". ومن جهة أخرى، أضافت الصحيفة:"إسرائيل ترى في هذه الحرب فرصة لتغيير الشعور العام لدى الناس بأن انسحابها من لبنان عام 2000 ومن غزة 2005 كان علامة ضعف". وتوقعت الصحيفة "بأنّ قوة التدخل الدولي قد لا تكون فاعلة، بل قد تصبح نفسها أهدافا عسكرية وأن الدبلوماسية هي الطريقة الفضلى للنجاح والحل."

صحيفة "فرانكفورتر ألجمانية "الألمانية كتبت:

"لقد فشل العرب والمسلمون-جيران فلسطين وإسرائيل- على مدى سنوات طويلة للتقدم بعروض ومبادرات من شأنها تبديد مشاعر عدم الثقة عند الإسرائيليين. وتزايد هذا الشعور منذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة في الصيف الماضي وهو أمر لم يقابل بالإحسان من الطرف الآخر. الرأي العام الإسرائيلي يطالب حكومته بالتعاطي بقوة مع هذه الأزمة وهو أمر شاهد للعيان في الأحداث الأخيرة."

صحف عربية

صحيفة "الحياة" اللندنية علقت في مقال مطول لكاتبها جهاد الخازن على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وانتقدت السياسة الأمريكية في المنطقة محذرة من عواقبها الوخيمة. وكتبت الصحيفة تقول:

"إذا طالت الحرب فستهزم إسرائيل. […] حزب الله حركة تحرر وطني، ومثله حماس، في مقابل الحكومة النازية المتطرفة في إسرائيل، غير أنني لست هنا لأدافع عن حزب الله، فقد كنت أتمنى لو ان أحداث الأسبوع الماضي كلها لم تقع، ثم انه ليس من حق حزب الله انتزاع قرار الحرب من لبنان كله، فهو ليس الغالبية في البلد، وهناك أطراف كثيرة معارضة، ثم انه كان على حزب الله ان يقدر نتائج عمليته العسكرية، وهل هي في مصلحة لبنان. مرة أخرى، لست هنا للدفاع عن أحد، وإنما لعرض حقائق لا تناسب الإسرائيليين والأميركيين وبعض العرب. بعضنا يرفض الحرب، وهذا حقه، وأنا أرفضها، إلا أن هناك حرباً نتيجتها الفورية أن أكثر الأطراف شعبية في الشارع العربي هي الإسلاميون وسورية وإيران. الإدارة الأميركية، في المقابل، مسئولة عن القتل والتدمير الجاري، فتأييدها الأعمى لإسرائيل هو الذي أطلق الوحش الإسرائيلي علينا جميعاً، وهو يضر بإسرائيل نفسها لأنه يغذي تطرف جناح إرهابي لا يريد السلام، ولا يمثل غالبية الإسرائيليين، ثم انه يؤذي المصالح الأميركية في المنطقة فأكبر عدو لهذه المصالح هو السياسة الأميركية التي لم تترك للولايات المتحدة صديقاً واحداً، فحيث هناك «أصدقاء» هناك في الواقع زواج مصلحة من النوع الذي لا يمكن ان يستمر. اما وقد فرغت من حزب الله وبعض العرب وأميركا، فإنني أتوقف عند إسرائيل التي تكذب على نفسها شعباً وحكومة إسرائيل لا تتحمل حرباً طويلة، شعبها لا يتحمل مثل هذه الحرب، وسيثور على حكومته على رغم مظاهر الصمود الزائف."

أما صحيفة "القدس العربي" فقد عبرت بريشة رئيس تحريرها عبد الباري عطوان عن استغرابها للمطالبات المتكررة من قبل الكثير من الزعماء العرب لحزب الله اللبناني للإفراج عن الجنديين الإسرائيليين، اللذين تم أسرهما في عملية عسكرية نوعية، ووصفتها بالمطالبات العنصرية والمنحازة بطريقة عمياء للعدوان الإسرائيلي.

عبد الباري عطوان كتب تحت عنوان "عملية تحرج النظام العربي":

"لا نفهم هذه المطالبات المتكررة من قبل الكثيرين، وبعضهم عرب، لحزب الله اللبناني للإفراج عن الجنديين الإسرائيليين اللذين تم اسر هما في عملية عسكرية نوعية جري تنفيذها يوم أمس إلا علي أنها مطالبات عنصرية ومنحازة بطريقة عمياء للعدوان الإسرائيلي. […]فالسيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، الذي كان من ابرز الموجهين لهذه المطالبات لم يتحدث بكلمة واحدة عن آلاف الاسري العرب في سجون الاحتلال، ولم يتلفظ بأي مطالبة للإفراج عنهم في الماضي او الحاضر، ولا نتوقع منه ان يفعل ذلك في المستقبل. القوات الإسرائيلية خطفت تسعة وزراء فلسطينيين وأكثر من خمسة وعشرين نائبا تشريعيا منتخبا، وقتلت مئات الأبرياء في غارات وحشية، ومع ذلك لم نسمع من هؤلاء الذين يطالبون بالافراج عن الجنود الإسرائيليين الأسري أي كلمة إدانة لمثل هذه القرصنة والبلطجة الإسرائيليتين."

كما رأى عطوان أن هذه العملية هزت صورة الجيش الإسرائيلي كما ستضع جميع الأنظمة العربية في حرج كبير، لأنها التزمت الصمت المطبق تجاه العدوان الإسرائيلي الحالي في غزة والضفة. كما ستعيد هذه العملية التركيز على القضية الفلسطينية كقضية محورية أساسية في العالمين العربي والإسلامي:

"ستضع هذه العملية جميع الأنظمة العربية في حرج كبير، هذا اذا افترضنا أنها تشعر بالحرج، لأنها التزمت الصمت المطبق تجاه العدوان الإسرائيلي الحالي في قطاع غزة والضفة الغربية، وما ينتج عنه من مجازر في حق الأطفال والمدنيين. فلم يبادر أي من هذه الأنظمة بأي تحرك سياسي، ناهيك عن العسكري، مثل الاحتجاج او طرد السفراء الإسرائيليين من عواصمها، وذهب بعضها، وخاصة النظام المصري، الي درجة التوسط للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة دون مقابل أو ضمانات حقيقية بالإفراج عن اسري فلسطينيين في سجون الاحتلال، وكأن سلامة الجندي الإسرائيلي الأسير اثمن وأغلي بالنسبة إليه من آلاف العرب، وبعض المصريين الأسري في سجون الاحتلال. ستعيد هذه العملية التركيز علي القضية الفلسطينية كقضية محورية أساسية في العالمين العربي والإسلامي، وتؤكد أن كل المحاولات الأمريكية التي تريد طمسها لحساب تصعيد قضايا أخري مثل العراق للتغطية عليها، محكوم عليها بالفشل."