"القذافي انتهى سياسيا حتى وان استعاد سيطرته على الارض" – DW – 2011/3/17
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"القذافي انتهى سياسيا حتى وان استعاد سيطرته على الارض"

١٧ مارس ٢٠١١

استبعد خبير في الشؤون الليبية عودة الأمور في ليبيا إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة، مؤكدا أن القذافي قد انتهى سياسيا وأن عهده قد انتهى، وأن استمراره في الحكم قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية ضروس تعم كل أرجاء البلاد.

https://p.dw.com/p/10biT
هل شارفت حقبة القذافي على النهاية فعلا؟صورة من: ap

في الوقت الذي تتوالى فيها الأنباء عن تقدم القوات الموالية للقذافي نحو الشرق، يؤكد البعض أن استخدام القذافي للأسلوب العسكري لقمع الانتفاضة الليبية المطالبة بإنهاء حقبة حكمه التي تعدت الاربعين 40 عاما لا يدل إلا عن بداية نهاية حقبته. لتسليط الضوء على التطورات الأخيرة على ليبيا والسيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث أجرت دويتشه فيله حوارا مع الخبير المصري في الشؤون الليبية زياد عقل من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة.

دويتشه فيله: هل تعتقد أن القذافي سيبسط سيطرته مرة أخرى على كامل الأراضي الليبية بما فيها بنغازي؟

زياد عقل: قد ينجح القذافي في قلب التوازنات العسكرية إلى حد ما ويكسب بعض الأرض التي خسرها في الأيام الأولى للانتفاضة الليبية ولكنه لن يستطيع فرض سيطرته وقبضته القوية كما كان يفرضها قبل 17 من شباط /فبراير، لأنه في النهاية إذا كان قام بقمع الثوار، سوف تتحول هذه المعارضة إلى جماعة مسلحة صغيرة، ولن يستطيع القذافي فرض سيطرته مرة أخرى على هذه المساحة الجغرافية الشاسعة. ولن يتمكن من فرض السيطرة الأمنية مرة أخرى إلا إذا أباد شعب شرق ليبيا بالكامل...

هناك من لا يستبعد هذا الاحتمال، إذا ما أخنا تهديدات القذافي بعين الاعتبار ونظرنا إلى تاريخ تعامله مع المعارضين من قبل، هل تعتقد أن يقوم القذافي بشن حملات ثأر ضد الثوار؟

هذا متوقع، القذافي معتاد على مفهوم التصفية الجسدية، الذي استخدمه مع معارضيه خلال السبعينات وكان دائما وحشي التعامل مع كل من اختلف معه في الرأي، وقد مس ذلك حتى ضباط مجلس الثورة الذين قاموا بالانقلاب معه. هذا بالطبع محتمل حدوثه في حال نجح القذافي في كبح جماح المظاهرات والقضاء على الثوار، ومن تبقى منهم، أي العناصر المساندة التي لم تتدخل في السجال العسكري الجاري على أرض ليبيا، فسيقوم القذافي بالتعامل معها بمنتهى القسوة والعنف. نظام القذافي لا يعرف مفهوم المصالحة.

هل من شأن ذلك أن يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية ضروس وطويلة المدى في ليبيا؟

بقاء القذافي في حد ذاته هو المحرك الرئيسي وراء أسباب اندلاع هذه الحرب الأهلية. العامل الإيجابي الوحيد هو اتفاق مختلف القبائل وشعب شرق ليبيا بأكمله، بل وحتى أهل طرابلس الذين يتعرضون للترويع من قبل قوات القذافي، على ضرورة إسقاط نظام القذافي. ولكن إذا ما نجح القذافي في فرض سيطرته مرة أخرى على الجزء الشرقي، فسوف ينشق هذا الصف ولن تكون المعارضة قائمة على قلب رجل واحد ، كما هو الحال الآن، وبناء عليه سوف تبدأ بعض الفتن بين هذه الجماعات، وسيظهر فيهم من يعلن ولاءه للقذافي مرة أخرى.

NO FLASH Libyen Kampf oppositionelle Rebellen
خبير يتوقع استمرار الاضطرابات في ليبيا في حال بقاء القذافي على رأسهاصورة من: dapd

هل تعتقد أن القبائل التي تعارض القذافي حاليا قد تعاود التحالف معه في حال تمكن هذا الأخير من بسط نفوذه من جديد في ليبيا بقوة الحديد والنار؟

قبائل ليبيا وخصوصا قبيلة الورفلة، وهي من أكبر القبائل المعارضة للقذافي تعتبر من القبائل المغضوب عليها، هناك بعض القبائل الصغيرة، مثل أولاد سليمان أو الشاعري، قد ترجع في موقفها مرة أخرى وقد تتدّعي أنها كانت تحت تأثيرات أجنبية وتحت ضغوط، وقد تذعن لعملية مصالحة مفبركة من قبل النظام الليبي، كما الأمر مع بعض معارضيه. القبائل الصغيرة قد تغير مواقفها. لكن القبائل الكبيرة مثل الورفلة والترهونة والعبابدة من المستبعد أن يتقهقر موقفها قيد أنملة، لأن مواقفها المعارضة قد صدرت عن مشايخها، كما أن هذه القبائل لعبت دورا هاما خلال هذه الانتفاضة.

هناك تقارير تفيد أن القذافي لديه أموال طائلة في البنك المركزي في ليبيا وبنوك أخرى وأنه بإمكانه تمويل العمليات التي يشنها من أجل استرجاع سيطرته على الأراضي الليبية. حاليا هو في عزلة على الصعيد الدولي. هل تعتقد أن هذه الفترة هي بداية نهاية القذافي؟

القذافي انتهى سياسيا بالفعل، إن كسب هذه المعركة على الأرض أم لم يكسبها فلن يستطيع البقاء سياسيا في المشهد الليبي أو الإقليمي أو الدولي. وحين ينتهي إمداده المالي، وفي الغالب لن ينتهي قريبا، إذ أنه يتحكم في اموال طائلة مصدرها النفط، الأمر الذي يمكنه من جلب مرتزقة قد يحارب بها العالم أجمع، ولكن في النهاية لن يكون لنظام القذافي أية شرعية، حتى وإن فرض سيطرته على كل شبر وعلى كل زنقة، مثلما قال.

هل تعتقد أن يكون للوضع في ليبيا انعكاسات على منطقة شمال إفريقيا؟

بالطبع، أولا ليبيا تقع بين تونس ومصر، وهي دول تمر بمراحل انتقالية من الصعب عليها التحكم والسيطرة على حدودها بالكامل، وهذه النقطة هامة خاصة وأن كلا الجيشين التونسي والمصري يلعبان دورا محوريا في السياسة الداخلية لهذين البلدين. وستكون هناك انعكاسات سلبية على مسألة الأمن الحدودي بين كل من مصر وليبيا وكذلك في الجنوب مع السودان.

وهناك بعض المساندة القوية للنظام الليبي من قبل الجزائر وسوريا. هناك أيضا ملفات حساسة مثل ملف العمالة المصرية أو التونسية التي يتراوح عددها بين 2 إلى 2,5 مليون عامل، ومن الصعب أن يعود هؤلاء مرة أخرى للعمل في ليبيا. كما أن العلاقة ستكون بين هذه الدول والكيان الذي سيخرج من عباءة هذه الانتفاضة ستكون معارضة للقذافي سواء استمر المجلس الانتقالي الحالي أو تحولت هذه المعارضة إلى جماعات مسلحة تحتاج إلى جلب السلاح والذخيرة من خلال هذه الحدود. إذن هناك تعقيدات إقليمية كثيرة ستقوم الثورة الليبية بطرحها على المشهد السياسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

هل تعتقد أن تعامل القذافي مع الانتفاضة في ليبيا قد ترسل رسالة إلى بقية الشعوب العربية التي تريد نهج المنوال التونسي والمصري؟

أعتقد أن هناك رسالة إلى الحكام العرب، مفادها إذا لم تتراجع عن موقفك، فليس أمامك سوى الحرب والمواجهة العسكرية. أما فيما يتعلق بالشعوب، فإن حالة ليبيا حالة لها خصوصيتها ومن الصعب تطبيقها على أي بلد آخر، ويرتبط بذلك بطبيعة مؤسسات الدولة وبطبيعة دور المؤسسة العسكرية فيها، ولكن أعتقد أن ما يحدث في ليبيا يحث الشعوب العربية على المطالبة بحقوقها والاستمرار في موجة الاحتجاج حتى تحقيق المطالب.

أجرت الحوار شمس العياري

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد