اللبنانيون يحيون الذكرى 76 للاستقلال على إيقاع الاحتجاجات – DW – 2019/11/22
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللبنانيون يحيون الذكرى 76 للاستقلال على إيقاع الاحتجاجات

٢٢ نوفمبر ٢٠١٩

على إيقاع موسيقى الاحتجاجات الشعبية يحتفل لبنان اليوم الجمعة بالذكرى 76 لاستقلال الجمهورية، حيث نزل الناس إلى الشوارع في جميع المناطق ومن كل الطوائف دون دعوة حزب ما، فيما احتفلت النخبة الحاكمة تحت حماية وزارة الدفاع.

https://p.dw.com/p/3TWEJ
Libanon 76. Unabhängigkeitstag
صورة من: Getty Images/AFP

يحتفل اللبنانيون الجمعة(22 تشرين الثاني / نوفمبر 2019) بالذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية، لكن للمناسبة هذه المرة نكهتها الخاصة على وقع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعم البلاد مطالبة برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. وقالت طالبة جامعية تقف في وسط بيروت "إنها أول مرة يتظاهر فيها اللبنانيون من جميع المناطق من دون دعوة حزب ما، وضد الأحزاب مجتمعة". وتضيف "هذا هو الاستقلال الحقيقي، الاستقلال النابع من الداخل".

ومنذ خمسة أسابيع، يتظاهر مئات آلاف اللبنانيين في الشوارع والساحات ضد الطبقة السياسية، التي يتهمونها بالفساد والعجز في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، في بلد صغير يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

ونال لبنان في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1943 استقلاله عن الانتداب الفرنسي منذ العام 1920، قبل أن يتم جلاء آخر القوات الفرنسية من البلاد في العام 1946، ليشكل ذلك المحطة الأخيرة التي يجمع اللبنانيون على رواية موحدة لها.

وجراء الانقسامات السياسية الحادة منذ قيام الجمهورية، لا يتفق اللبنانيون على رؤية موحدة للأحداث الكبرى التي طبعت مسار الحياة السياسية على مدى عقود، لا سيما الحرب الأهلية (1975-1990) التي تربع العديد من أمرائها على مقاعد السلطة. ويطالب المتظاهرون اليوم برحيلهم. ويرى وجد عواد (28 عاماً) أن لعيد الاستقلال معنى جديداً اليوم. ويقول لفرانس برس "نريد أن نأخذ استقلالنا من سلطات فاسدة تتحكم بنا منذ سنوات وسنوات".

وبخلاف السائد خلال السنوات الماضية، لم يستضيف وسط بيروت العرض العسكري التقليدي بمناسبة عيد الاستقلال. وتمّت الاستعاضة عنه بعرض آخر مختصر في مقر وزارة الدفاع على مشارف بيروت شارك فيه الرؤساء الثلاثة - رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة المستقيل - إلى جانب وزراء والقادة العسكريون والأمنيون.

وأعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية أنه "نظراً الى الأوضاع الراهنة في البلاد، لن يقام حفل الاستقبال التقليدي السنوي في القصر الجمهوري في بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال" بعد انتهاء العرض العسكري.

واستفاق المتظاهرون صباحاً على إقدام مجهول على حرق مجسم لقبضة عملاقة وضعت في وسط بيروت بعد انطلاق الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول/أكتوبر. إلا أن ذلك لن يثنيهم على ما يبدو من الاحتفال على طريقتهم، عبر تنظيم "عرض مدني" في وسط بيروت ومسيرات ونشاطات متنوعة في المناطق.

ويقول وجد "إنه الانتصار الحقيقي" للمتظاهرين الذين ملأوا الساحات والشوارع خلال الأسابيع الماضية، وتمكنوا من منع البرلمان من عقد جلستين تشريعيتين على جدول أعمالهما مشاريع قوانين مثيرة للجدل. وأثمر حراكهم عن فوز محام مستقل بوجه أحزاب السلطة على رأس نقابة محاميي بيروت. وهم يطالبون اليوم بتشكيل حكومة اختصاصيين يمكنها أن تبلور حلولاً للأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة.

  ورغم سعي السلطة للالتفاف على مطالب المحتجين، يحتفظ المتظاهرون بأملهم في التغيير، وإن كانت وتيرة التظاهرات تراجعت في الأيام الأخيرة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للمواطنين كي يضيئوا ما لديهم من أنوار وشموع في ساحة الشهداء في بيروت وعلى شرفات منازلهم، احتفاء بالاستقلال عند السادسة (16,00 ت غ) مساء.

وفي مدينة صيدا جنوباً، ينظم المتظاهرون تحركات عدة تحت شعار "الاستقلال ليس فقط عن الانتداب، الاستقلال أيضاً عن الظلم والسرقة والفساد والفقر". وليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها اللبنانيون بحماسة. ففي العام 2005، شهد وسط بيروت تظاهرات مليونية، تلبية لنداءات سياسية، أعقبت اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، وأدت إلى خروج القوات السورية من لبنان.  

وجذبت احتفالات الاستقلال لبنانيين مغتربين قرروا المجيء إلى بيروت للمشاركة، بعضهم بمبادرة فردية وآخرون ضمن حملة أطلقتها مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ح.ع.ح/ح.ز(أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد