المباراة التي أعادت ماء وجه كلينسمان – DW – 2006/3/23
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المباراة التي أعادت ماء وجه كلينسمان

عماد م. غانم٢٣ مارس ٢٠٠٦

أحتفل الجمهور الألماني بفوز فريقه على المنتخب الأمريكي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد بعد خسارته القاسية أمام الأزرق الإيطالي. لم تعد الاهداف الـ4 ثقة الألمان بفريقهم فحسب، بل أعادت البسمة لكلينسمان كذلك، ولكن هل يكفي هذا؟

https://p.dw.com/p/897Q
اهداف المانية أربع حسمت المباراة بجدارةصورة من: AP

تزايدت الانتقادات الموجهة لمدرب المنتخب الألماني يورغن كلينسمان بعد ثلاثة أسابيع من الخسارة القاسية أمام المنتخب الإيطالي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. ولكن كلينسمان أعاد بعد مباراة اليوم التي قدم فيها المنتخب الأمريكي أداء هزيلاً الثقة بينه وبين جمهوره. وقال أن فريقه بدأ بداية جيدة جداً، استمر بعدها بالضغط على المنتخب الأمريكي، ولكنهم تحملوا هذا الضغط الألماني طوال دقائق الشوط الأول. كما أشاد بأداء حارس مرماه اوليفر كان. ولكنه لم يحسم الصراع على حراسة الشباك الألمانية. فهو يجد أن المسألة صعبة جداً. الجدير بالذكر إن كان يتنافس مع فيلمان على حراسة الألماني في المونديال.

الضغط من الدقائق الأولى

Fußball Länderspiel Deutschland gegen USA Bernd Schneider und Steven Cherundolo
سيطرة ألمانية واضحة على مجربات المباراةصورة من: AP

منذ دقائق المباراة الأولى بدء المنتخب الألماني المباراة بتنظيم أفضل من مباراته السابقة مع المنتخب الإيطالي. حاولت تشكلية كلينسمان أن تضغط على المنتخب الأمريكي، الذي جلس سبع من لاعبيه الأساسيين على مصطبة الاحتياط. ومنذ الدقائق الأولى للقاء برزت سيطرة اللاعبين الألمان، عندما أضاع كلوزه، الذي كان الأكثر تألقاً على المستطيل الأخضر بين لاعبي المنتخب الألماني، هدفاً في الدقيقة السادسة من المباراة. وبعد توالي الهجمات أضاع بودولسكي هو الآخر فرصة محققة عندما سدد كرة أرضية استلمها من بالاك إلى خارج الملعب. وخلال دقائق الشوط الأول لم يحسم أي من الفريقين النتيجة.

مهرجان الأهداف الأربعة

Fußball Länderspiel Deutschland gegen USA Gerald Asamoah und Cory Gibbs
المنتخب الألماني لعب بتناسقصورة من: AP

بعد الاستراحة بين الشوطين أبدل كلينسمان في خطوة موفقة أماكن بودوليسكي وشفاينشتايغر. وما أن أعلن حكم المباراة بدء الشوط الثاني، حتى عاد الألمان إلى الضغط المتصاعد على المرمى الأمريكي، الذي بقي نظيفاً من الأهداف طوال الشوط الأول. ولكن هذه المرة بشكل مثمر، إذ ما أن انتهت الدقيقة الأولى من الشوط الثاني حتى أعلن شفاينشتايغر لاعب نادي بايرن مونسشن بدء مهرجان الأهداف الألماني من ضربة ثابتة أخطاء حارس المرمي الأمريكي كيللر في تقديرها. وبعد ذلك سجل نيفل هدفاً ثانيا من كرة مررها له برأسه نجم المباراة كلوزه. ولم يهدأ احتفال الجمهور الألماني، حتى عاد كلوزة من جديد ليضيف هدفاً ثالثاً بكرة أرضية على يسار الحارس، ولكن باسمه هذه المرة، من تمريرة من صاحب الهدف الثاني نيفل في الدقيقة 75 من المباراة. وبعد أربعة دقائق فقط انفتحت قريحة بالاك، الذي لم يسجل أي هدفاً منذ آب/ اوغست الماضي، إذ اختتم مهرجان الأهداف الألمانية بهدف رابع، من ضربة رأس رائعة من تمريرة من الجانب الأيمن قام بها كلوزة. أما المنتخب الأمريكي فانه لم يكن له ليصل إلى شباك المنتخب الألماني، لولا خطأ شخصي من الحارس الألماني كان الذي تجاوز منطقة الجزاء ليتصدى برأسه لكرة راسية أخطأها لتستقر في شباكه في الدقيقة الخامسة والثمانين. وسجل الهدف للاعب الأمريكي جونسن.

القيصر غير راضٍ تماماً

Merkel, Klinsmann, Beckenbauer - WM 2006
صورة تجمع القيصر بيكنباور وكلينسمان والمستشارة الألمانية ميركلصورة من: AP

بعد المباراة عبر القيصر الألماني فرانتس بيكنباور عن سعادته في الفوز، ولكنه في الوقت نفسه ذكر أن مدرب الفريق الأمريكي لم يجمع لاعبيه للمباراة إلا قبل 45 ويوماً فقط. وعن البداية القوية للمنتخب الألماني في دقائق المباراة الأولى قال بيكنباور أن الفريق حاول خلال الدقائق العشرين الأولى أن يكسب ثقة جمهوره مجدداً. الجدير بالذكر إن بيكنباور كان قد عبر في وقت سابق عن غضبه الشديد لعدم حضور كلينسمان لاجتماع نوقشت فيه المسائل الفنية لمدة يومين في مدينة دوسيلدورف الألمانية. ضم الاجتماع مدربي المنتخبات الـ32 المتأهلة لبطولة العالم 2006. فبدلاً من حضور هذا اللقاء الدولي الذي شارك فيه العديد من المدربين الدوليين كالبرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا، ومدرب المنتخب الإنجليزي إيريكسون السويدي الأصل، فضّل مدرب ألمانيا البقاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث تُقيم عائلته. وهذا ما أثار حفيظة قيصر كرة القدم الألمانية واصفاً تصرف كلينسمان بأنه تعبير عن استخفافه بأهمية هذا اللقاء الدولي. ومن الانتقادات التي يوجهها القيصر لكلينسمان هو عدم اقترابه من لاعبيه بالشكل الكافي للوقف على نقاط الضعف بين صفوفهم.

ودافع كلينسمان عن نفسه بأنه أعد جميع الخطط اللازمة لنهائيات كأس العالم وانه يمضي نصف شهر في ألمانيا وهو مستمر الاتصال بلاعبيه عن طريق الهاتف والبريد الالكتروني، الأمر الذي أثار حفيظة الأوساط الرياضية الألمانية.

تعاطف الخصم

Bruce Arena
ارينا: من هو الاجدر بتقديم التعاطف؟صورة من: DW

قال مدرب المنتخب الأمريكي ارينا قبل بدء المباراة انه يشعر بالارتياح لأنه ليس في عرضة للضغوط التي يقع تحتها مدرب المنتخب الألماني كلينسمان. تتمحور الانتقادات الموجهة إلى كلينسمان حول الوقت الذي يقضيه المدرب مع لاعبيه، فهو يعيش في كاليفورنيا ويقضي هناك وقتاً اكبر من الوقت الذي يقضيه في بلده للأشراف على تدريبات لاعبيه واستعدادهم للمونديال الذي سيقام في ألمانيا في حزيران/ يونيو القادم. وطريقة إدارة كلينسمان للمنتخب الألماني كانت هي الأخرى مدعاة للنقد في الصحافة والأوساط الرياضية الألمانية. ولكن يبدو أن ارينا نفسه هو بحاجة إلى هذا التعاطف. الجدير بالذكر أن ألمانيا تراجعت إلى المركز 22 في التصنيف العالمي للمنتخبات. أما خصمه الأمريكي فيشهد أفضل ترتيب في تاريخه الكروي، فقد وصل إلى المركز الخامس عالمياً. وعلى الرغم من التقليل من أهمية المباراة الودية من قبل ارينا إلا إنها تعتبر مهمة جداً لمدرب المنتخب الألماني، الذي يحاول أن يعيد جسور الثقة بينه وبين لاعبيه من جانب وبين جمهوره من جانب آخر. اللافت أن آخر لقاء جمع الفريقين كان في نهائيات كأس العالم عام 2002، عندما حسم المنتخب الألماني المباراة بهدف يتيم.

حمى الانتقادات تصيب البرلمان هو الآخر

على الرغم من مساندة المستشارة الألمانية لكلينسمان في محنته، إلا أن ذلك لم يغلق الباب أمام مطالبة نواب في البرلمان الألماني باستدعائه للمثول أمام لجنة برلمانية من اجل تفسير وسائله التدريبية. إذ صرح أعضاء بالبرلمان من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ومن الحزب الديمقراطي الاشتراكي لصحيفة بيلد تسايتونغ الألمانية على ضرورة إجابة كلينسمان على تساؤلات تتعلق بأداء الفريق ولياقته البدنية. عن هذا قال راينهولد هيمكر، عضو اللجنة الرياضية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي انه يود أن يسمع من كلينسمان كيف يخطط لبناء أسس قوية يستند عليها الفريق في مبارياته القادمة.

كما أن الحزب الديمقراطي الحر له مخاوفه هو الآخر من أداء المنتخب الألماني، إذ اعتبرت عضوة الحزب مريم غروس إن كأس العالم مصلحة وطنية، وأضافت قائلة "يجب على كلينسمان أن يتوقف عن التجارب ويبلغ اللجنة الرياضية بخططه"، معتبرة أن المسألة لا تتوقف على لعب الفريق بشكل سيء ولكن القضية الكبرى هي "طريقة عرض الفريق لنفسه" على المستطيل الأخضر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد