بعد وفاة هيلموت كول.. فضيحة دولة بدلا من مراسم تأبين دولة! – DW – 2017/6/29
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد وفاة هيلموت كول.. فضيحة دولة بدلا من مراسم تأبين دولة!

٢٩ يونيو ٢٠١٧

يبدو أن وفاة المستشار الألماني هيلموت كول فتحت جروحا أكثر من إظهار تركة هذا السياسي البارز. فهناك خلافات حول قائمة المتحدثين في حفل التأبين ومكان إقامته وصراعات عائلية قديمة.

https://p.dw.com/p/2fY5g
Moment of remembrance for Helmut Kohl
صورة من: DW/P. Böll

إيقونة سياسية فارقت الحياة مخلفة وراءها أرملة شابة وأطفالا غاضبين وصراعا حول الإرث ـ كل هذه الأمور قد تشبه مسرحية من ريشة شيكسبير، إذ ظهر خلاف مفعم سياسيا وعاطفيا حول المستشار الأسبق هيلموت كول. فهناك "بنته"، كما سمى هيلموت كول سابقا أنغيلا ميركل ـ وهذه تسمية تُذكر كثيرا اليوم لأنها تعبر عن العلاقة المعقدة بين الشخصيتين.

ميركل وكول علاقة معقدة

"البنت" وهي اليوم مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ورئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي لا يُراد لها أن تتحدث في حفل التأبين، كما ذكرت مجلة "دير شبيغل". فالعلاقة بين ميركل والمستشار الأسبق شابها الفتور بعد انسحاب كول من السياسة في عام 2002. ويفيد عارفون أن تصريح ميركل في خضم قضية التبرعات لصالح الحزب الديمقراطي المسيحي ومفاده "الأحداث التي اعترف بها هلموت كول ألحقت الضرر بالحزب" شكلت نهاية حقبة كول. وبعدها بقليل تولت ميركل رئاسة الحزب وأصبحت مستشارة الجمهورية. ورغم أنها زارته في 2010 بمناسبة عيد ميلاده الـ 80 وشكرته علنا على استحقاقاته، إلا أن كول لم يغفر لها أبدا. وقد رفض حسب أرملته مرارا أن تتحدث أنغيلا ميركل خلال مراسم دفنه.

مايكه كول ريشتر، وصية على الإرث

مايكه كول ريشتر أثارت عدة خلافات باسم زوجها، فهي تصغر عنه بأربعة وثلاثين عاما، وتعرفت على هيلموت كول في السنوات الأخيرة من فترة حكمه. فالاثنان تزوجا في 2008 بسنوات قليلة بعد وفاة زوجته الأولى بعيدا عن أفراد عائلته وبحضور رجل الإعلام ليو كيرش ومدير تحرير صحيفة "بيلد" السابق كاي ديكمان كشهود. ومنذ سقوطه على الأرض وملازمته الكرسي المتحرك وعدم قدرته على الكلام تولت الزوجة الشابة التعبير عن مصالحه وتنفيذها.

كول ريشتر هي الوصية على إرثه السياسي وميركل هي سلفه والمهندسة لسياسة كان أساسها نجاحه الأكبر المتمثل في إعادة الوحدة الألمانية.

ويبدو أن كول ريشتر خسرت في موازن القوى مع السياسة الألمانية. فميركل في دورها كرئيسة حكومة يحق لها الحديث في حفل التأبين الذي سيأخذ فيه الكلمة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

الدفن في أرض محايدة

هيلموت كول سيُدفن في الأول من تموز/ يوليو في مراسم تأبين أوروبية. هذا الحفل يهدف إلى التذكير باستحقاقه من أجل أوروبا موحدة وإعادة الوحدة الألمانية وجهوده من أجل التكامل الأوروبي وتأسيس الوحدة النقدية. وعوض دفنه في المقبرة العائلية بجانب زوجته الأولى، يُرتقب نقل جثمان كول بعد الاحتفال في ستراسبورغ إلى كاتدرائية شبايير ليوارى التراب في المقبرة المجاورة.

الخصومات العائلية تطغى على صحبته

لا يُعرف ما إذا كانت هناك أسباب عائلية حول قرار عدم دفنه بجانب زوجته الأولى، لكن المؤكد هو أن علاقته بابنيه كانت متوترة. ويبدو أن الأرملة تنازعت هي الأخرى مع ابنيه، ويبدو أنها منعت الابن الأكبر من دخول بيت والده. إلا أن محامي الأرملة نفى هذه الاتهامات لاحقا.

والمؤكد أيضا حسب الكثير من السياسيين الألمان مثل رئيس البرلمان الألماني نوربيرت لاميرت أن شخصية هيلموت كول تبقى مثيرة للجدل. فالكثيرون يعتبرون أن كول كانت له قوة من أجل تحقيق الاندماج، فيما كان تأثيره أيضا يتسبب في التشرذم، أكان ذلك بين الأحزاب أم داخل حزبي الاتحاد المسيحي. إلا أن استحقاقات كول السياسية كانت كبيرة، فبفضل جهده أصبحت تلك الأشياء حقائق مثل الوحدة السلمية للبلاد داخل أوروبا موحدة وسلمية.

ماكسمليان كوشيك/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد