بني صدر: "الخميني لم يكن وحده الشيطان المسؤول عن كل شيء" – DW – 2019/2/1
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بني صدر: "الخميني لم يكن وحده الشيطان المسؤول عن كل شيء"

١ فبراير ٢٠١٩

كان آية الله الخميني بطل الثورة الإيرانية، التي أسقطت الشاه و أعلنت الجمهورية الإسلامية قبل أربعين عاماً. لكنه لم يكن المسؤول الوحيد عن خيانة مبادئها، كما صرح الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر لدويتشلاند فونك.

https://p.dw.com/p/3CZe7
Bildergalerie US-amerikanische Touristen in Jamaran
صورة من: Jamaran.ir

كان أبو الحسن بني صدر هو الآخر على متن الطائرة، المتوجهة من باريس إلى طهران عام 1979والتي كانت تقل رجل الدين وقائد الثورة لاحقا آية الله خميني، وفي العام التالي أصبح بني صدر أول رئيس منتخب للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكنه اضطر في وقت لاحق إلى الهروب من إيران، وهو يعيش اليوم في المنفى في فرنسا. دويتشلاند فونك حاورت أبو الحسن بني صدر حول ظروف وتبعيات تلك الرحلة، التي غيرت مسار الدولة الإيرانية أربعين عاماً.

أبو الحسن بني صدر: لقد كانت هناك الكثير من المعلومات، التي تُفيد بأن الطائرة كانت تُوجه باتجاه جنوب إيران، أو أنه سيتم إسقاطها. كثيرون لم يستفلوا الطائرة، لأنهم كانوا خائفين. أما أولئك الذين صعدوا إلى الطائرة، فكانوا قلقين أو خائفين. في حين لم يظهر القلق، على دائرة المقربين من الخميني، الذين كانوا جالسين في الجزء المخصص له من الطائرة.

إذاعة ألمانيا: شخصياً، هل كان لديك قلق من احتمالية اسقاط  الطائرة؟

لا. صعدت الطائرة وكنت على يقين من أن هذا الخطر لم يكن موجوداً، وأن الحكومة آنذاك لن تفعل ذلك وسوف تهبط الطائرة بأمان في مطار طهران.

كيف كانت الحالة النفسية لآية الله الخميني  خلال تلك الرحلة؟

كان يبدو عليه هادئاً. ولم تبدو على وجهه علامات الاضطراب. صعد إلى الطابق الثاني للطائرة من  أجل أداء الصلاة. وكان هادئاً جداً بشكل عام.

لماذا انضممت إلى حركة آية الله الخميني؟

المعلومة ليست صحيحة. لم أنضم إلى حركته. حتى الخميني نفسه لم يكن يعتقد أن السكان سيحدثون ثورة. لم يصدر منه أي تصريح من شأنه دعم هذه الحركة الثورية. تولى منصبه الأول بعد 40 يوماً من بداية أعمال الشغب. وعملت من أجل هذه الثورة وأنا طالب. وكان الأمر بالأحرى أن الخميني هو من انضم إلى الثورة الإيرانية ومطالبها ومبادئها. وكان قد أعلن هذا للصحفيين في جميع أنحاء العالم في نوفل لو شاتو  في فرنسا. لكن بعدها خان الخميني هذه المبادئ، ولكن هذه مسألة أخرى.

خيانة مبادئ الثورة، كيف حصل ذلك؟

نعم، خيانة. الخميني أعلن عن تسعة عشر مبدأً، بما في ذلك الاستقلال والحرية و الديمقراطية. كما أعلن عن مبادئ جد متقدمة، منها السيادة الشعبية وحقوق الإنسان، وفصل المؤسسات الدينية عن الدولة، وكذلك عن حرية المعتقد. وأعلن موافقته عليها جميعاً.

من خان هذه المبادئ؟

الخميني نفسه، وأولئك الذين أرادو معه استعادة ديكتاتورية نظام الشاه. كان ذلك فريق قيادة الثورة. وكان هناك تياران، وهما: الأغلبية، التي أرادت استعادة الديكتاتورية كما كان في عهد الشاه. والتيار الآخر كان مع الديمقراطية. لكنه كان يمثل الأقلية.

Abolhassan (Abulhassan) Banisadr
الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر

متى أدركت أن الخميني كان يريد استعادة الدكتاتورية؟

لا يمكن القول بأنه تصرف بمفرده. لم يكن الشيطان الذي فعل كل شيء بمفرده. لقد ساهم الكثيرون معه في استعادة الديكتاتورية. يمكن القول بأن الخميني ساهم بنسبة عشرة بالمائة، وتسعين بالمائة كانت من الآخرين.

في العام 1970، نُشرت تصريحات لآية الله الخميني، مثل، التي تقول بأن " القانون ما هو إلا أمر الله". فكيف يمكن للمرء أن يعتقد أن آية الخميني كان يريد فرض نظام آخر غير النظام الديني؟

لقد غير الخميني رأيه في السلطة الممنوحة للمرشد الروحاني خمس مرات. في البداية كان ضد منحه سلطة قوية. هنا في فرنسا، قال بأن السيادة تعود إلى الشعب. حتى أنه قال "إن ديمقراطيتنا سوف تذهب أبعد إلى ما ذهب إليه الغرب، لأن المواطنين سيشاركون في قيادة بلدهم. عندما عاد إلى إيران، لم يتضمن الدستور شيئا من هذا المبدأ. وبدلاً من ذلك، أصدر مجلس الخبراء قرارات عديدة حول سلطة المرشد الروحي – في البداية كانت مهمته في الإشراف، وفي وقت لاحق حصل على السلطة التنفيذية. وقال الخميني إن المرشد الروحاني، بيده كل السلطة. وما زلت أتذكر جيداً، قوله في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل"، إن السيادة تعود إلى الشعب.

هل كذب الخميني؟

ما أُعاتبه عليه هو أنه لم يكن عليه الموافقة أبداً على أن يُصبح الرئيس. لم يكن عليه ترك كل شيء يسير على ذلك النحو. وبدلاَ من ذلك كان يجب عليه الاصرار منذ البداية على تحقيق المبادئ، التي كان قد أعلن عنها من قبل.

متى لاحظت لأول مرة أنه كان يخون مبادئه؟

المرة الأولى، كانت حينما قام الناس في شوارع طهران بمهاجمة  النساء، ممن لا يرتدين الحجاب. ذهبت إليه وقلت له: "أنت مُلزم على التأكيد على أن النساء يمتلكن حرية القرار، ما إن كن يردن ارتداء الحجاب أم لا. أنت تخون ما وعدت به ". وقال لي بأن ذلك كان مجرد مطلب في لحظة معينة، لقد قال ذلك، ولكنه لن يعمل على الالتزام به.

بالنسبة لآية الله الخميني، هل كانت مبادئ الدين أكثر أهمية من الحرية؟

السلطة كانت أكثر أهمية بالنسبة له. سواء كان الأمر يتعلق بالدين أو بأية ايديولوجية أخرى، فإن السلطة تهيمن على أحدهما. لا يمكن لأي ايديولوجية الإفلات من هيمنة السلطة. وخلال هذه الفترة، تحول ديننا إلى مبرر عن تقلبات السلطة.

إذا نظرت إلى الوضع الحالي: فلماذا استمر هذا النظام لما يقرب من 40 عاماً؟

هناك أسباب داخلية وأخرى خارجية: الحكومة مستقلة اقتصادياً عن المواطنين. وعلى العكس من ذلك، فإن المواطنين مرتبطون بالدولة. سياسياً، الأمر متعلق بالشعب، الذي أحدث ثورة. المؤسسة الدينية استحوذت على الدولة. أضف إلى هذا العامل الخارجي والمتمثل في العقوبات الاقتصادية التي لا تزال سارية إلى اليوم. ويبقى الشعب رهين هذا الوضع.

كيف تقيم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب  من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات للضغط على طهران؟

هذا يعد قراراً ضد أي تغيير في إيران. هذا القرار يبقي النظام في السلطة. نظام، محكوم عليه في الحقيقية بالزوال. ولكنه يُبقي نفسه في السلطة بشكل مصطنع، والسبب الأكبر يعود إلى الظروف الخارجية للسلطة، خاصة بسبب العقوبات. لا أعرف كيف أشرح للسيد ترامب أنه يجب أن يتركنا وشأننا حتى يتمكن الناس من تغيير مصيرهم.

الاتحاد الأوروبي يؤسس حالياً أداة ذات غرض خاص لشراء النفط  من إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية. هل تؤيد هذه السياسة ، وهل يجب إنقاذ الصفقة النووية؟

تماماً. لو أقدمت أوروبا على انتهاج سياسة مستقلة، بحيث يشعر الشعب الإيراني بالأمان، فإن مصير المواطنين سيصبح بأيديهم ويمكنهم حينها تحويل هذه الدولة الديكتاتورية إلى دولة قانون.

هل تعتقد أنكم ستشهدون سقوط نظام الملالي؟

أتمنى ذلك. لو سمح لنا السيد ترامب، فلما لا؟

 

أجرى الحوار كريستوف هاينمان/ الترجمة: إيمان ملوك

حقوق النشر : دويتشلاند فونك 2019

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد