بوتين في برلين: زيارة قصيرة تجلب معها دعم سياسي واقتصادي كبير – DW – 2005/9/9
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوتين في برلين: زيارة قصيرة تجلب معها دعم سياسي واقتصادي كبير

قبل عشرة أيام من الانتخابات الألمانية قام بوتين بزيارة قصيرة لبرلين، نظر إليها المحللون على أنها دعم لصديقه شرودر، إلا أن الكرملين نفى بشدة أي رغبة في التدخل في الحملة الانتخابية. وتوقيع اتفاقية الغاز أهم حدث في الزيارة.

https://p.dw.com/p/79WB
صداقة عميقة تجمع بين الزعيمينصورة من: AP

تكتسب العلاقات الألمانية الروسية(السوفيتية سابقا) بعدا تاريخيا، فالعلاقة الوطيدة التي تجمع المستشار الألماني شرودر وضيفه الرئيس الروسي فلادمير بوتين ليست حدثا مفاجأ في مسار هذه العلاقات. فمنذ 15 عاما وزعماء البلدين يحافظون على علاقات دافئة بشكل خاص، المستشار السابق هيلموت كول جمعته صداقة مميزة مع ميخائيل جورباتشوف آخر زعماء الإتحاد السوفيتي، واشتدت أواصرها مع الرئيس بوريس يلتسين. واليوم يتمتع شرودر وبوتين بصداقة حميمة تظهر في الدعم المتبادل والذي ينعكس ايجابيا على مختلف مستويات العلاقة بين البلدين.

Wladimir Putin besucht Gerhard Schröder Gaspipeline
صورة من: AP

والزيارة القصيرة التي قام بها بوتين لبرلين أمس الخميس تأتي في إطار الحوار الدبلوماسي المشترك بين البلدين والذي دشنه الرئيسان تحت اسم "حوار بطرسبورغ" في إشارة إلى المدينة التي بدأت فيها أولى فعاليات هذا الحوار. ويوفر الحوار فرصة طيبة للساسة وللخبراء من البلدين للاجتماع دوريا والنقاش حول القضايا المستجدة. وبالرغم من نفي الكرملين من أن تكون زيارة بوتين لها أي علاقة بالانتخابات التشريعية المزمع اجراءها في المانيا في 18 سبتمبر/ايلول، تبقى الزيارة اشارة دعم وتضامن ولو من بعيد للمستشار شرودر، والذي يعاني حزبه من كبوة كشفت عنها استطلاعات الرأي مرجحة فوز منافسته السيدة ميركل.

علاقات سياسية وثيقة

حتى في الأوقات التي اعترت السياسة الروسية الخارجية تغيرات كبيرة بقيت علاقتها بألمانيا ثابتة ومستقرة، يدعمها خبرة بوتين السابقة كدبلوماسي أيام ألمانيا الشرقية، اتقن خلالها اللغة الألمانية وخبر عن قرب الثقافة أهلها. ونجحت الصداقة التي تجمع الرجلين في تبادل المنافع، فروسيا قامت بتعجيل سداد ديونها لألمانيا، مما ساعد وزير المالية الألماني الإتحادي أيشل من سداد الثغرات التي تظهر في ميزانيته.

Wladimir Putin besucht Angela Merkel
كذلك قام الرئيس بوتين بزيارة مرشحة المعارضة لمنصب المستشار انجليكا ميركلصورة من: AP

من ناحية أخرى حافظ شرودر على عدم مهاجمة صديقه في العلن، وذلك في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام الألمانية تنتقد بشدة سياسة بوتين في الشيشان وتعثر المسيرة الديموقراطية في روسيا. كما منح بوتين صديقه شرودر نصرا سياسيا عندما أعلنت روسيا انضمامها إلى اتفاقية كيوتو للحفاظ على البيئة. وأثناء الثورة الأكرانية البرتقالية لعب المستشار شرودر دورا مهما في قبول روسيا بالتغيرات الكبيرة التي تحصل لجارتها.

غير أن الزخم الأكبر الذي اكتسبته علاقات البلدين(والرجلين) أتى أبان الحرب على العراق، فقد التزم كلاهما بموقف رافض للحرب وبالتالي معارض للموقف الأمريكي المعروف. وتشكل ما بات يعرف بمحور باريس - برلين - موسكو الذي تمسك باعتبار أن الحرب الأمريكية على العراق هي حرب غير مشروعة. وكان لهذا المحور دور كبير في تغيير المشهد السياسي الدولي، وإحدى اللحظات القليلة التي فشلت فيها القوة العظمى الوحيدة في جمع كافة الأوراق في يديها.

اتفاقية غاز مهمة

Öl-Raffinerie in Basra
خطوط تحت البحر بدلا من الخطوط الأرضيةصورة من: AP

غير أن لزيارة بوتين القصيرة، والتي استغرقت بضع ساعات، بعد اقتصادي مهم أيضا، وهو إنجاز صفقة الغاز التي كان يفترض توقيعها في موسكو خلال مؤتمر الطاقة في أكتوبر/تشرين الثاني القادم. فقد أبرم زعيما روسيا وألمانيا يوم الخميس اتفاقا لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز سيدعم روابط البلدين في قطاع الطاقة. يدعى الاتفاق "خط انابيب الغاز الاوروبي الشمالي" (نورث أوروبيان غاز بيبلاين) بين فيبورغ (روسيا) وغريفشفالد (المانيا) الذي يمتد لمسافة نحو 1200 كلم تحت مياه بحر البلطيق، وسينقل خط الأنابيب الغاز من سيبيريا الى ألمانيا متفاديا بولندا ودول البلطيق.

ووقع الاتفاق شركة جازبروم الروسية التي تحتكر صناعة الغاز وشركتي اي أون وفينترشال الالمانيتان. وقالت الشركات الثلاث في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني جيرهارد شرودر شددا على الأهمية الاستراتيجية للمشروع. وتتجاوز قيمة الصفقة أربعة مليارات يورو (خمسة مليارات دولار) وتم الاتفاق عليها في ابريل نيسان الماضي واستكملت جوانبها اليوم. وتبلغ حصة جازبروم في المشروع المشترك 51 في المئة وحصة كل من الشركتين الالمانيتين 5ر24 في المئة.

انتقادات للصفقة

Öl Bohrplattform im Niger Delta
صورة من: AP

أدت الاتفاقية إلى إثارة حفيظة دول أوروبا الشرقية التي حرمت من امتيازات عبور الأنابيب عبرها، خاصة بولندا وروسيا البيضاء اللتان نظرات إلى الاتفاق على إنه إشارة إلى أن موسكو وبرلين تضعان مصالحهما قبل مصالح جيرانهما الأقل تقدما. وصرح رئيس الوزراء البولندي ماريك بيلكا يوم الخميس بشكل واضح قائلا إن مد الأنابيب يشكل "مشكلة سياسية" لبولندا. ويرى الخبراء أن التكاليف الباهظة للمشروع تعود إلى مد الأنابيب تحت مياه البحر، وكان يمكن توفيرها في حالة مد أنابيب أرضية عادية.

غير أن السيد رولاند جوتز من معهد العلوم والسياسة في برلين أوضح أن الفكرة وراء مد الأنابيب تحت البحر هي تفادي التكاليف الإضافية التي تفرضها دول المعبر على الأنابيب. غير أن السبب الرئيسي هو تحاشي أي سيطرة لتلك الدول على الأنابيب، حيث لا يمكنها وقف الإمدادات أو تعطيلها. يذكر أنه لم يحدث أن أوقفت دولة المعبر إمدادات النفط الروسي في الأنابيب سوى مرة واحدة، عندما أغلقت روسيا البيضاء الأنابيب التي تمر في أراضيها للضغط على شركة الغاز الروسية جازبروم أثناء مفاوضاتهما.

هيثم عبد العظيم ـ دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد