تعليق: بشار الأسد ليس أهون الشرين – DW – 2014/4/23
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: بشار الأسد ليس أهون الشرين

راينر زوليش٢٣ أبريل ٢٠١٤

يعتزم بشار الأسد إجراء انتخابات رئاسية في سوريا وسط الدم والدمار وفي وقت ينشغل فيه العالم بالتطورات في أوكرانيا. محاولة وقحة من النظام السوري لكسب شرعية، كما يرى راينر زوليش.

https://p.dw.com/p/1BnN3
Der syrische Präsident Bashar al-Assad während eines Interviews für AFP
صورة من: AFP/Getty Images

القدرة على نقد الذات خصلة حميدة، إلا أنه يخفي في بعض الأحيان عدم المعرفة وهو ما يبدو واضحاً على سبيل المثال عندما يزعم الإعلام الغربي دون دليل جاد أن التدخل الغربي في دول مثل ليبيا وأفغانستان زاد من تدهور وضعها الأمني، أو عندما يتم الحديث عن سهولة التوصل لحلول سياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذا توقف الغرب عن التدخل المستمر هناك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية و"تصدير" قيمه لدول إسلامية.

الحق في الكرامة الإنسانية

التفكير من هذا المنطلق يتجاهل حقيقة أن حقوق وكرامة الإنسان وحرية التعبير قيم عالمية لا يمكن أن تقتصر على شعب بعينه لأسباب "ثقافية"، كما يغفل أيضاً أن التدخل العسكري يمكنه في أحسن الأحوال حماية البشر ووضع حد للارتفاع الكبير في أعداد القتلى، حتى وإن لم يكن هناك ضمان لذلك.

وبالنظر للوضع السوري فإن المعروف لنا هو أن: أكثر من 150 ألف شخص لقوا حتفهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية نتيجة الصراع، الذي تسبب أيضاً في فرار ما يزيد على تسعة ملايين شخص. ويعرف الديكتاتور بشار الأسد، المسؤول الرئيس عن حمام الدم، أنه لا يجب عليه أن يخشى مسألة التدخل العسكري حتى في المستقبل.

دعم للديكتاتور

بل إن العكس هو الصحيح، إذ يتمتع ديكتاتور سوريا بالدعم، فقواته المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني ومزودة بالسلاح الروسي، تحقق المزيد من النجاحات العسكرية وتحكم سيطرتها على مناطق كانت خاضعة حتى وقت قريب لسيطرة مجموعات متمردة مختلفة. من جانب آخر يركز الرأي العام العالمي حالياً بشكل أكبر على الصراع الغربي الروسي حول أوكرانيا. الأعمال الشنيعة التي يقوم بها جهاديون ظلاميون ضد مسيحيين أو علويين تعزز في الغرب وجهة النظر التي ترى أن الأسد هو أهون الضررين، مقارنة بالقاعدة وأتباعها.

Deutsche Welle Rainer Sollich
يرى راينر زوليش أن الأسد ليس أهون الشرينصورة من: DW/P. Henriksen

الواقع هو أن كليهما يقوم بإرهاب المدنيين وإن كان الأسد بدأ مبكراً عندما كان معظم المناهضين له يحاولون الوصول إلى تغييرات سلمية وعندما كانت القاعدة مجرد ظاهرة جانبية في سوريا. ويعد التراخي الغربي من الأسباب التي ساهمت في تقوية شوكة التنظيم الإرهابي في سوريا.

مهزلة الانتخابات

والآن يخوض الأسد انتخابات أو بمعنى أدق: الأسد يعيد انتخاب نفسه كرئيس للدولة في مناخ يخيم عليه الموت والفرار والتهجير والأعمال المسلحة. الانتخابات المقرر إجراؤها في حزيران/ يونيو هي مجرد مهزلة ولن تكون حرة ولا نزيهة.

لا يعدو الأمر مجرد كونه محاولة وقحة من نظام يحتقر كرامة الإنسان، للتسلل من أجل كسب شرعية في لحظة تبدو ملائمة على صعيد السياسة الدولية، وهو فخ لا يجب أن يقع فيه الرأي العام العالمي. فبغض النظر عما إذا كانت قوات الأسد أم جماعات جهادية هي التي تتحمل الوقائع المسجلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية، فالثابت هو أن نظام الأسد ليس بأي حال من الأحوال "أهون الشرور" بل إنه منبع كافة المصائب في سوريا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد