تكاليف المعيشة، الإرهاب أم الهجرة.. ما أكبر مخاوف الألمان؟ – DW – 2024/10/11
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تكاليف المعيشة، الإرهاب أم الهجرة.. ما أكبر مخاوف الألمان؟

١١ أكتوبر ٢٠٢٤

كشفت دراسة حملت عنوان "مخاوف الألمان عام 2024" عن أكثر ما يؤرق الألمان. فما هي أكبر مخاوف سكان أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي؟

https://p.dw.com/p/4laar
صورة رمزية لمحفظة نقود
الخوف من ارتفاع تكاليف المعيشة من ضمن أكثر الأمور التي تؤرق الألمان خلال العام الجاري، بحسب استطلاع حديثصورة من: K. Schmitt/Fotostand/IMAGO

كشفت دارسة حديثة عن أن أكثر ما يخيف الألمان يتمثل في شبح أن تكون محافظ نقودهم فارغة. وأظهرت الدراسة السنوية التي تصدرها شركة "آر + في" الألمانية للتأمين أن الخوف من ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل كبير يعد مصدر الخوف الأول بين الألمان خلال عام 2024 وذلك للمرة الثالثة على التوالي.

ورغم استمرار انخفاض معدلات التضخم وارتفاع الأجور، إلا أن الكثير من الألمان يساورهم الكثير من الشك خاصة وأنهم يعاصرون ارتفاع الأسعار عند التسوق.

وفي مقابلة مع DW، قالت جريشا بروير رابينوفيتش، الخبيرة التي أشرفت على الدراسة، إن هذا الخوف "متجذر في ألمانيا. فخلال 33 عاما منذ بدء الشروع بالدارسة، احتل الخوف من ارتفاع تكاليف المعيشة المرتبة الأولى لقرابة 14 مرة. فبمجرد ارتفاع الأسعار، يعود هذا الخوف إلى الظهور".

وخلال الدراسة التي أجيرت العام الجاري، جرى استطلاع أراء 2400 شخص تبدأ أعمارهم من سن الرابعة عشر عاما خلال الفترة ما بين يوليو/تموز وأغسطس/آب.

وقال المشرفون على الدراسة إن الاستطلاع كشف عن تحسن في المزاج العام خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي. فرغم أن الخوف من ارتفاع المعيشة احتل المرتبة الأولى، إلا أن نسبته انخفضت بنحو 8 بالمئة مقارنة بـ 2023.

وفي ذلك، قالت رابينوفيتش "لقد فوجئنا حقا بأن مخاوف معظم الناس بدأت في الانخفاض بشكل عام، خاصة في ضوء المناقشات الساخنة العديدة التي تُجرى في وسائل الإعلام. ما لا يثير الدهشة تمثل في أن المخاوف بشأن الاقتصاد ما زالت مرتفعة. ونظرًا للمناقشات الضخمة حول الهجرة، لم نتفاجأ عندما رصدنا أن القضيتين أصبحتا في مرتبة مرتفعة".

الهجرة والسكن

وفيما يتعلق بالهجرة، كشف الاستطلاع عن أن الأمر ترتب عليه مبعثين للقلق احتلا المراتب الخمس الأولى وهما الخوف من أن تصبح الدول مثقلة بسبب اللاجئين والثاني الخوف من حدوث توترات بسبب تدفق الأجانب.

ومع ذلك، فإن أرقام العام الجاري أقل من مثيلاتها عام 2016 عندما بلغت معدلات الهجرة إلى ألمانيا أعلى مستوياتها. وأظهر الاستطلاع أن سكان شرق ألمانيا أكثر قلقا من الهجرة مقارنة بسكان غربها.

وأشارت الدراسة إلى أن الخوف من ارتفاع إيجار السكن إلى نحو لا يمكن تحمله، أحتل المرتبة الثالثة.

وفي هذا السياق، قالت رابينوفيتش إنه قبل عامين أو ثلاثة شهدت البلاد احتجاجات على غلاء السكن، "لكن في الوقت الراهن، هناك قضايا أخرى اكتسبت الأولوية. لكن الناس يدركون بالفعل هذه المشكلة في جميع أنحاء ألمانيا ويولونها اهتماما كبيرا".

هل يضخم الإعلام مخاوف الألمان؟

وفيما يتعلق بالمخاوف الأخرى التي احتلت المراتب العليا بين الألمان، فقد احتل الخوف من زيادة الضرائب أو خفض المزايا المرتبة الخامسة، بينما احتل الخوف من انحدار الاقتصاد المرتبة الثامنة.

وقد نجم عن ذلك أن قضيتين اقتصاديتين قبعتا في ذيل قائمة المخاوف العشرة الأولى بما يتماشى مع أحدث البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي في تقريره عن التوقعات الاقتصادية العالمية.

وكشفت بيانات صندوق النقد الدولي عن أن ألمانيا تراجعت إلى المرتبة الحادية والعشرين على مستوى العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي من حيث تعادل القوة الشرائية.

 

وقالت رابينوفيتش "بالطبع، تؤثر وسائل الإعلام أيضًا على مخاوف الناس من خلال التغطية المكثفة لقضايا معينة. لقد رأينا هذا مرارا وتكرارا على مدار السنوات الـ 33 الماضية منذ أن شرعنا في إجراء هذه الدراسة، لكن في الوقت نفسه، فإن الناس باتوا أكثر حساسية تجاه الأحداث الملموسة على أرض الواقع مثل ارتفاع الأسعار أو الهجمات الإرهابية".

وعلى وقع ذلك، ارتفعت المخاوف من حدوث هجمات إرهابية أو تصاعد التطرف السياسي إلى أعلى مستوياتها منذ العام الماضي. وكشفت الدراسة عن أن الألمان يخشون أولا من الإرهاب الإسلاموي ثم يأتي التطرف اليمينيبعده.

وفي السياق ذاته، أفادت الدراسة "بتراجع الخوف من الكوارث الطبيعية إلى المرتبة الثالثة عشرة هذا العام فيما تراجعت المخاوف بشأن تغير المناخ إلى المرتبة الخامسة عشرة. يأتي ذلك رغم أنه عام 2010، بلغ الخوف من الكوارث الطبيعية ذروته بزيادة 20 نقطة مئوية".

درس قاس للسياسيين الألمان

ويقول القائمون على الدراسة إنه يتعين على السياسيين الإلمام بنتائج الاستطلاع نظرا لأن الخوف من اعتلاء سياسيين غير أكفاء المناصب العليا في البلاد، جاء في مرتبة أعلى من خشية زيادة حدة الاستقطاب المجتمعي.

وقالت الدراسة "يعتقد نصف الأشخاص الذين  استطلع آراءهم بأن الساسة لم يعودوا قادرين على حل مشاكلنا، وأنهم لا يستطيعون حل مشاكلهم. وعند سؤالهم عن تقييمهم للسياسيين من 1 إلى 6، كان متوسط التقييم للسياسيين 4. واحد من كل ثلاثة أشخاص شملهم الاستطلاع أعطى 5 أو 6. وهذا يبعث برسالة مقلقة".

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات