حالة من الفوضى واليأس تخيم على أحياء نيوأورلينز المنكوبة

تحدث شهود عيان ومساعدون وقوات الطوارئ صباح اليوم الجمعة عن أن حالة من اليأس والفوضى تخيم على مدينة نيو أورلينز التي تعرضت في الأيام القليلة الماضية لويلات إعصار "كاترينا". وفي حين تحاول السلطات الأمريكية المختصة السيطرة على حالة الفوضى والتصدي لأعمال السلب والنهب في شوارع المدينة، سجلت السلطات الأمريكية صباح اليوم انفجارات في الحي الفرنسي المشهور وحرائق في أحياء مجاورة. وقالت " سي إن إن " إن السلطات الأمريكية باشرت بنقل الأخصائيين والمعدات إلى أماكن الانفجارات، ولكنه لم يتسن لها معرفة خلفية هذه الانفجارات. في غضون ذلك، تلقت القوات الأمنية أوامر بإطلاق النار على عصابات النهب والسلب في المدينة التي تسود فيها الفوضى جراء الإعصار.

انفجارات مدوية

إلى ذلك، نسبت مصادر إعلامية أمريكية إلى شهود عيان قولهم إن انفجارات مدوية وقعت جنوبي الحي الفرنسي الواقع على الضفة الشرقية لنهر الميسيسبي. وبينما قالت المصادر إن قاربين تابعان لقوات الشرطة توجهت إلى مكان الحادث، ذكرت أن الشرطة لم تعرف لغاية الآن على أسباب وقوع الانفجارات. وقال شهود العيان إن الانفجار الأول نجم عنه حريق كبير عقبه انفجارات صغيرة وقعت في مناطق قريبة.

أوامر بإطلاق النار

وسبق وقوع الانفجارات تصريحات لحاكمة الولاية كاتلين بلانكو كشفت فيها عن أنها أعطت الأوامر للقوات الأمنية بإطلاق النار على عصابات السلب والنهب. وقالت بلانكو إن القوات حصلت أمس الخميس على أوامر بإطلاق النار والقتل، في خطوة للسيطرة على أعمال السلب والنهب المنتشرة في المدينة المنكوبة. وأضافت المسؤولة أن 300 جندي من الحرس الوطني الذين رجعوا مؤخرا من العراق مدربون بشكل جيد ويخضعون منذ اليوم لأوامري بإطلاق النار على الذين يقومون بأعمال السلب والنهب. وأكدت أن الجنود يحملون رشاشات إم 16 ويعرفون كيف يطلقون النار ولن يترددوا في القيام بذلك إذا لزم الأمر. يشار إلى أن أعمال السلب التي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال سلب مسلح تسببت في إعاقة إجلاء المواطنين عن المدينة الغارقة في المياه. من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن 22 ألف عنصر من الحرس الوطني في طريقهم إلى المناطق المنكوبة.

آلاف الضحايا

وعلى صعيد المساعدات الدولية، قال متحدث باسم الحكومة الأمريكية إن عشرات الحكومات والمنظمات الدولية عرضت تقديم مساعدات وإن عدد هذه الدول والمنظمات في ازدياد مطرد. وأضاف المتحدث أن الدول تعرض تقديم مساعدات على شكل قوارب وطائرات وخيم ومساعدات مالية كذلك. ووفقا لمنظمات الإغاثة، فإن ولايات ألاباما ولويزيانا وميسيسيبي تنقصها المياه الصالحة للشرب والأدوية ووسائل النقل. ووفقا لمصادر إعلامية متطابقة، فإن الجثث تعوم في الشوارع التي غمرتها المياه، الأمر الذي يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض. وفي حين أفادت مصادر حكومية بأن عدد الضحايا وصل رسميا إلى 202 ضحية، تتوقع السلطات أن تبلغ الحصيلة الإجمالية للكارثة عدة آلاف.

نداءات يائسة

وفي ظروف ازدادت فيها عمليات إجلاء المواطنين عن المناطق المنكوبة صعوبة، أصدرت حاكمة ولاية لويزيانا كاتلين بلانكو تصريحات توقعت فيها أن 300 ألف مواطن ما زالوا محاصرين في مناطق انقطعت عن العالم الخارجي. وقالت إن المحاصرين تنقصهم المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية. وحذر عمدة المدينة ناغينن من أن المواد الغذائية قاربت على النفاد في الملاعب المسقوفة التي لجأ إليها المنكوبون، واصفا الحالة بأنها مأساوية.

دويتشه فيله