حذار من البـُعد الطائفي في الأزمة – DW – 2011/12/22
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حذار من البـُعد الطائفي في الأزمة

٢٢ ديسمبر ٢٠١١

يحذر عبد المنعم الاعسم من عواقب الأزمة السياسية مؤكدا على ضرورة عدم تناسي الجانب الطائفي فيها والذي يمكن أن يقود إلى الهاوية.

https://p.dw.com/p/S3PU
من ضحايا العنف الطائفي عام 2006صورة من: AP

من يُسقط البعد الطائفي في أزمة العلاقة بين ائتلافي دولة القانون والعراقية كمن يدس رأسه في قارورة عطر ليتوهم أن الجو معطّر كفاية. تكفي الإشارة هنا إلى تصريحات، عابرة الكواليس، يطلقها متحدثون من الجانبين تتهم الطرف الآخر بالطائفية أو "إثارة الفتنة الطائفية" بحسب نائب عُرف بإدمان الشاشات الملونة.

أما لعبة المذنب والبريء عما يحدث من تصعيد وتوتير بين كابينة المالكي وتحالف علاوي فإنها لا تطوي ذلك الخيط الطائفي الذي بدأ من نقطة الاحتقان الذي راكمته سلسلة الأزمات، بل وكشفت عن حقيقة موازية تتمثل في التعمد المبيّت لإثارة أتباع الطوائف وتخويفهم من المستقبل، ومن بعضهم البعض، وليس من دون مغزى أن يرتبط هذا التصعيد بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

ومن جانبي أتحمل مسؤولية الاستنتاج التالي: ثمة خطوط (تيارات. بؤر. زعامات) طائفية ثقيلة لها نفوذ في معسكري الأزمة تذكي، الآن وبنشاط لافت، حريق المكاره الطائفية بالوقود ونداءات التجييش والانتقام، وهي صاحبة المصلحة (أو صاحبة الوكالة الخارجية) في إضرام النار على خط التماس بين الطائفتين وإعادة المشهد العراقي إلى معادلة التوتر وحافة الحرب الأهلية، وهي التي (على الدوام) تدفع كل حادث أو فاصلة صراع إلى نقطة تصفيات الحساب وتأليب الساحات والمكونات وتجهيز المسرح بشعارات الانتقام الطائفي.

ولا يصح النظر إلى الفصل الجديد من الأزمة من غير مقدماته، فهو لم يبدأ تصعيدا غداة تفجير ساحة مجلس النواب نهاية الشهر الماضي إذا ما أعدنا قراءة تقويم الصراع خلال الشهور القليلة الماضية، كما لا يصح، ونحن نتابع المعلومات المتداولة عن ذلك التفجير، أن نتغافل عن حقيقة التسهيلات والثغرات المتوفرة للعصابات الإرهابية في ساحة احد المعسكرين المتصارعين، وفي مواقع حساسة حصرا، الأمر الذي يضع البعد الطائفي للازمة في تضاعيف التجاذب حول الشراكة السياسية في إدارة الدولة وجدواها، ويضاعف من مسؤولية الجهة المتهمة بالتورط في هذا الحادث الشنيع ليس فقط في إثبات براءتها، بل وأيضا في مراجعة سياساتها المتخبطة ومواقفها السلبية من الملف الأمني إذ تُسجل عليها شبهات كثيرة عن تغطية أعمال إجرامية في أكثر من مكان وأكثر من واقعة.

الأمر اللافت في هذه اللوحة المعقدة نجده في أنباء وفيرة عن حالة استقطاب تتخذ من اللغة الطائفية وسيلة للتعبئة ودق طبول الحرب، وتقوده، او تتولى توجيهه اقنية إعلام احترفت التجييش، ودعاة معروفون بمواهبهم التحريضية، بحيث ينغلق الأفق أمام المتفائلين حيال عودة المياه إلى مجاريها، وتجنيب العراق والعملية السياسية خطر الهوة.

ومن الهوة إلى الهاوية.. وما أدراك ما الهاوية.

*

"ما رأيت نعمة كتقارب القلوب". حكيم

نشر في جريدة(الاتحاد) بغداد

عبد المنعم الاعسم

مراجعة ملهم الملائكة