حوار ساخن بين فيسترفيله وصحافيين ومدونيين تونسيين شبان – DW – 2012/1/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حوار ساخن بين فيسترفيله وصحافيين ومدونيين تونسيين شبان

١٠ يناير ٢٠١٢

في مقر مؤسسة الاذاعة التونسية دار لقاء حواري بين وزير الخارجية الألماني وصحافيين ومدونين تونسيين شبان. قضايا الديمقراطية وحرية الإعلام وتحديات الربيع العربي، استأثرت بحيز هام من اللقاء الذي لم يخل من قضايا ساخنة.

https://p.dw.com/p/13gmb
وزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله خلال لقائه الاثنين 09 يناير 2012 في تونس مع عدد من المدونين الشبانصورة من: picture-alliance/dpa



احتضن مقر مؤسسة الإذاعة التونسية العمومية مساء أمس الاثنين (09 يناير كانون الثاني 2012 ) لقاءا حواريا إذاعيا ساخنا بث مباشرة على الهواء، جمع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الذي يؤدّي زيارة إلى تونس، بعدد من الصحافيين الشبان العاملين داخل هذه المؤسسة.الصحافيون الذين شاركوا في اللقاء يمثلون أبرز الإذاعات التابعة لمؤسسة الإذاعة التونسية وهي إذاعة "الشباب" والإذاعة "الثقافية" و"الوطنية" و"الدولية" وقد طرحوا عدة أسئلة على الوزير الألماني الذي كان له أيضا لقاء خاطف-إثر نهاية الحوار الإذاعي- مع مدونين تونسيين.

وتطرق الحوار بين فيستر فيله والإعلاميين الشبان التونسيين لقضايا تتعلق بمستقبل العلاقات التونسية الألمانية والأوروبية، ومن أبرزها أسباب تراجع السياح الألمان عن زيارة تونس، وكيف ستكون العلاقات والتعاون في ظل حكومة حزب النهضة الإسلامي بتونس، إضافة لسبل دعم ألمانيا لتونس من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي، كما طرحت مدونة تونسية مسألة بيع دول غربية أسلحة لأنظمة عربية قمعية.

والتأم لقاء الحوار بين وزير الخارجية الألماني وإعلاميين تونسين شبان، خلال زيارة غيدو فيستر فيله الرسمية لتونس والتي إلتقى خلالها مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير الخارجية رفيق عبد السلام.


دعم الشباب يتصدر المساعدات الألمانية
كيف يمكن لألمانيا أن تساعد تونس في مرحلة الانتقال الديمقراطي؟ كان هذا أول سؤال طرح في لقاء جمع وزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله، مساء امس الاثنين، في مقر الاذاعة الوطنية التونسية.

Außenminister Guido Westerwelle bei Radio Tunis in Tunesien
وزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله في لقاء مع الإعلاميين التونسيين ، في مقر الاذاعة التونسية يوم 09 يناير 2012صورة من: DW

فيسترفيله أجاب أن بلاده ستساعد تونس "فعليا وليس بالنوايا الطيبة والكلام الحسن". وقال إن تونس ستحصل خلال عامي 2012 و2013 على مساعدات ألمانية بقيمة 32 مليون يورو للمساهمة في تنفيذ مشاريع خاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والإعلام وتدريب الصحافيين.
وأضاف فيسترفيله أن ألمانيا ستقوم بتحويل 60 مليون يورو من ديون تونس (لدى ألمانيا) إلى "مشاريع تنموية" في البلاد التي يحتاج اقتصادها إلى إحداث مشاريع جديدة لتوفير فرص عمل للعاطلين. وتابع أن تدفق مزيد من الاستثمارات الألمانية نحو تونس مرتبط بدرجة الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد وبمدى سيرها على النهج الديمقراطي. وأضاف أن ألمانيا ستضع برنامجا لإسناد شبان تونسيين منحا للدراسة في ألمانيا لأن "الشباب لا يمثل مستقبل تونس فقط بل مستقبل ألمانيا أيضا".

صور تثير خوف الألمان
أثار اعلاميون تونسيون، خلال لقائهم مع وزير الخارجية الألماني، مسألة تراجع اقبال السياح الألمان على تونس منذ الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وقد أقرّ فيستر فيله أن "كثيرا من الصور" القادمة من منطقة شمال إفريقيا وخاصة من ليبيا (المجاورة لتونس) أثارت "مخاوف" الألمان ولم تعد تشجعهم على زيارة تونس رغم أنّه "لم يتعرّض ألماني واحد في تونس إلى أي مكروه" منذ اندلاع ثورة الياسمين.
وأشارفيسترفيله إلى أن عودة تدفق الألمان على تونس رهين بعودة الاستقرار واستتباب الأمن في البلاد مذكرا بأن "ملايين" الألمان زاروا خلال السنوات الأخيرة تونس وأنه زار هو شخصيا عندما كان "شابا" هذا "البلد الجميل والمضياف".
وذكر بأنّه التقى خلال زيارته إلى تونس مع وزير السياحة التونسي واقترح عليه أن "تشترك" تونس في بورصة السياحة في برلين(المعرض الدولي للسياحة في برلين) وعبر له عن الاستعداد لإيجاد "حلقة اتصال" بين السياحة التونسية ومفوّضية السياحة في ألمانيا.
ويذكر ان عدد السياح الألمان كان يناهز سنة 2001 مليون شخص، لكن عددهم تراجع بنسبة كبيرة اثر تفجير المعبد اليهودي بالغريبة في جزيرة جربة التونسية سنة 2002،وأدى حادث التفجير الارهابي إلى مقتل 14 ألمانيا، من أصل 21 قتلوا في الحادث. ولم يتجاوز عدد السياح الألمان قبل عام واحد من سقوط نظام بن علي، 400 ألف شخص. لكن العدد تراجع بشكل كبير إثر الثورة.

Außenminister Guido Westerwelle bei Radio Tunis in Tunesien
فيستر فيله خلال جلسة حوار مع اعلاميين تونسيينصورة من: DW

تعاون ألماني مشروط في ظل حكومة الاسلاميين
وقد أبدى اعلاميون تونسيون مخاوفهم من تراجع التعاون الثنائي بين تونس وألمانيا أو المتعدد الأطراف مع أوروبا، بسبب تولي اسلاميي حزب النهضة للحكومة في البلاد، غثر الانتخابات التي فاز فيها حزب النهضة الاسلامي. وردا على هذه المسألة، ربط وزير الخارجية الألماني بين "استدامة" التعاون بين ألمانيا وأوروبا من جهة وتونس من جهة أخرى بمدى التزام البلاد بست مبادئ أساسية لخصها في "الديمقراطية، وسيادة القانون، والتعددية السياسية، والتسامح الديني، والسلام الداخلي، والسلام الخارجي".

Aussenminister Westerwelle in Tunesien
غيدو فيستر فيله وزير الخارجية الألماني خلال اجتماع الاثنين 09 نياير 2012 مع رئيس الحكومة التونسية حمادي الجباليصورة من: Reuters


وألمح فيستر فيله إلى أن تونس قد تشهد مثل دول شرق أوروبا التي عرفت عمليات انتقال ديمقراطي شبيهة خلال التسعينات، محاولات "جذب إلى الوراء" وأشار إلى أن "التمسك بالخيار الديمقراطي" يجب أن يكون الإجابة عن هذه المحاولات معبرا عن "تفاؤله" بمستقبل الانتقال السياسي في تونس.
وذكر بأن تحقيق طموحات الشعب في العيش في دولة ديمقراطية ورفاه اقتصادي لن يكون بين عشية وضحاها بل يستوجب سنوات طويلة لكنه اعتبر أن الخطوات التي قطعتها تونس إلى حد الآن على درب الديمقراطية (الانتخابات...) "مهمة جدا.



"تعلمنا دروسا من ثورات الربيع العربي"
مدونة تونسية سألت فيسترفيلة لماذا تبيع ألمانيا والغرب الأسلحة للأنظمة القمعية العربية فأجابها بأن "الجميع تعلم من ثورات الربيع العربي". وذكر بأن الاعتقاد كان سائدا قبل هذه الثورات بان استقرار دولة ما مرتبط باستقرار الحكومات "أما اليوم فقد تعلمنا درسا جديدا وهو أن استقرار الدول من استقرار الشعوب.".

Bundesaußenminister Guido Westerwelle in Tunis Tunesien
وزير الخارجية الألماني غيد فيستر فيله، متحدثا الاثنين 9 يناير 2012إلى هيئة رجال الأعمال التونسيينصورة من: picture-alliance/dpa

ويذكر ان قضية مبيعات الأسلحة من قبل الدول الغربية للدول العربية وخصوصا التي تجري فيها انتفاضات واحتجاجات، قلق الرأي العام التونسي، لاسيما أن التونسيين عاشوا لحظات صعبة خلال الأيام الأخيرة قبل سقوط نظام بن علي، وخصوصا عندما قدمت له فرنسا شحنات من القنابل المسيلة للدموع. وأدت تفاعلات هذا الموضوع إضافة غلأى تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشال أليو ماري إلى أزمة في العلاقات الفرنسية التونسية، وباتت وسائل الإعلام التونسية تتناول بانتقاد شديد لسياسة الدول الأوروبية فيما يتعلق ببيع الأسلحة لأنظمة قمعية في العالم العربي.

منير السويسي – تونس

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد