دراسة تربط بين المادة المظلمة وتباطؤ تمدد الكون – DW – 2024/4/7
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
علومشمال أمريكا

دراسة تربط بين المادة المظلمة وتباطؤ تمدد الكون

٧ أبريل ٢٠٢٤

يعتقد حالياً أن الطاقة المظلمة هي التي تؤدي إلى توسع الكون إلى الأبد. وتظهر نتائج دراسة حديثة أن تسارع توسع الكون كان "أكبر في السابق، قبل 6 مليارات سنة، لتنخفض بعدها سرعة التمدد في المرحلة الأخيرة".

https://p.dw.com/p/4eUoz
الكون الفسيح
لاحظ العلماء أن هذا التوسع يشهد تغييرا في سرعته وإذا تم تأكيد هذا التباطؤ، يتعين بعد ذلك التكيف مع السلوك غير العادي للطاقة المظلمةصورة من: NASA/ESA/CSA/A. Riess (STScI/JHU)/A. Pagan (STScI)

يواصل الكون  توسّعه بوتيرة سريعة، على ما بيّنت النتائج الأولى للأداة "ديسي DESI" التي توفر قياساً هو الأكثر دقة حتى الآن... لكنّ هذا التوسع بات يحدث بسرعة أقل مما كانت عليه قبل بضعة مليارات من السنين، بحسب دراسة حديثة ربطت بين المادة لمظلمة في الكون والتي تشكل النسبة الأكبر من الكون وبين سرعة تمدده.

وطبقا لبيانات جمعت في العام الأول من قبل (ديسي DESI) فهناك مؤشرات أولية على عدم ثبات المادة المظلمة وهذا قد يكون له تبعات واسعة النطاق ويمكن أن يعني أن كوننا قد لا يتوسع باستمرار كما كنا نتصور.

يشار إلى أن "ديسي DESI" هو اختصار لـ "Dark Energy Spectroscopic Instrument"، وهي أداة بحثية تستخدم لفهم الطاقة الداكنة وتحديد تطور الكون. وتم تصميمه لجمع البيانات من عدة ملايين من المجرات في السماء الليلية، وذلك من خلال تحليل الطيف الضوئي لهذه المجرات.

وتتيح لهذه البيانات فهم المسافات النسبية بين المجرات والتغيرات في السرعة النسبية لها، مما يساعد على تفسيركيفية توسع الكون وتأثير الطاقة الداكنة عليه.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت موضوعا موسعا حول دورالمادة المظلمة في توسع الكون فإنه في حال تأكيد هذه الفرضيات، قد يعني حتى أن القيم المعتمدة حاليًا لعمر وحجم الكون قد لا تكون صحيحة، كما يضيف الحائز على جائزة نوبل آدم ريس.

وأعلنت نتائج الدراسة مطلع شهر أبريل/نيسان عبر سلسلة من المقالات العلمية في مجلة "جورنال اوف كوسمولودجي أند أستروبارتيكل فيزيكس".

ورُكّبت أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة "ديسي" على تلسكوب مخصص يقع على قمة مرصد كيت بيك الأميركي (أريزونا)، وهي مجهزة بعين ذبابة حقيقية وبـ5000 من الألياف الضوئية الآلية الدقيقة، يراقب كل منها إحدى المجرات لمدة عشرين دقيقة، ما يجعل من الممكن احتساب بُعدِها، وبالتالي عمر الكون عندما أومضت هذه المجرة ضوءها.

يعمل "ديسي" على مدار خمس سنوات، وهو يجمع البيانات من ملايين المجرات باستخدام ألياف زجاجية وروبوتات لتحديد الطيف الضوئي لكل مجرة بدقة. ويهدف إلى إنشاء أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، مما يساعد العلماء على فهم تطوره بشكل أفضل والتوصل إلى تفسيرات جديدة لظاهرة الطاقة الداكنة وتوسع الكون.

وتتمثل مهمة "ديسي" الرئيسية في المساعدة على فهم طبيعة الطاقة المظلمة، وهو عنصر نظري بقدر ما هو غامض، ويُعتقد أنه مسؤول عن تسارع توسّع الكون، وفي هذه الحالة التباعد المتزايد والسريع بين مجموعات المجرات، كما لو أن المسافة بينها تستمر في الازدياد. ومن المعروف أن الكون يتوسع منذ نشأته.

وأخيراً، لاحظ العلماء أن هذا التوسع يشهد تغييرا في سرعته. وإذا تم تأكيد هذا التباطؤ، يتعين بعد ذلك التكيف مع السلوك غير العادي للطاقة المظلمة، من خلال استبدال الثابت الكوني بمجال قوة مرتبط بجسيم ما، لا يزال يتعيّن تحديده، من شأنه تغيير ثابت الطاقة المظلمة، أو عن طريق تعديل معادلات النسبية العامة، لتتصرف بشكل مختلف قليلاً على نطاق المجسمات الكبيرة"، بحسب فريق البحث في "ديسي".

وتظهر النتائج إن تسارع توسع الكون كان "أكبر في السابق، قبل 6 مليارات سنة، لتنخفض بعدها سرعة التمدد في المرحلة الأخيرة".

أعده للعربية: علاء جمعة