دمشق تدق ناقوس الخطر مع اقتراب العاصفة الثلجية – DW – 2015/1/8
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دمشق تدق ناقوس الخطر مع اقتراب العاصفة الثلجية

سوسن محروسة ـ دمشق٨ يناير ٢٠١٥

دمشق اكتست ثوب الشتاء الأبيض وسكانها يترقبون معاناة إضافية نتيجة نقص الوقود والغذاء. النازحون السوريون يعانون بشكل خاص، ففي البقاع اللبناني توفي أربعة نازحين، بينهم طفلان نتيجة البرد والثلوج.

https://p.dw.com/p/1EGo3
Schneesturm Libanon 8.1.2015
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla

لم يكن الثوب الأبيض الذي بدأ يكسو مدينة دمشق سوى إيذانا ببدء فصل جديد من فصول معاناة سكانها، فعلى الرغم مما تحمله العاصفة الثلجية التي تجتاح المنطقة من بشائر الخير للعاصمة بسبب وفرة المياه في فصل الصيف، إلا أنها في الوقت ذاته دقت ناقوس الخطر للعديد من الأسر النازحة من مناطق الاشتباكات، هؤلاء الذين لم يجدوا سوى بعض المنازل التي تفتقد إلى أدنى معايير الضرورية للتدفئة أو الحياة.

أم أمجد وأطفالها الأربعة واحدة من هذه الأسر التي وجدت في إحدى المنازل المتضررة والمهجورة في منطقة قدسيا مأوى لها، هذه المنطقة التي شهدت سابقا اشتباكات ساخنة إلا أن سكانها أجروا مصالحة مع النظام توقف القتال بموجبها، تتحدث أم أمجد لـ DW عربية عن مخاوفها من العاصفة الثلجية "كيف لنا أن نتحمل هذا البرد القارس ونحن نقطن في منزل تملأ التصدعات جدرانه وسقفه". تتوقف قليلا عن الحديث لتجفف دموعها التي انهمرت بغزارة ثم تتابع وهي تشير بيدها إلى أحد الجدران:"لقد حرمت أطفالي من الطعام الأسبوع الماضي لكي أستطيع ترميم هذا الجدار المتضرر من القصف عندما علمت باقتراب العاصفة، إلا أنه بدأ من جديد بتسريب الهواء ولا نملك سوى بعض الأغطية التي نأمل بأن تقينا البرد".

أما الحاج أبو أحمد الذي افترش الرصيف ليبيع ثلاثة أغطية، التحف بإحداها لتقيه من حبات الثلج التي بدأت بالتساقط، هذه الأغطية التي حصل عليها من المساعدات التي قدمتها الأمم المتحدة للأسر النازحة. ويبرر ذلك لـ DWعربية "لقد احتفظت بغطائين من المعونات ومضطر لبيع الباقي لكي أشتري وقود التدفئة ". ويشير إلى إحدى المدارس في الجهة المقابلة من الشارع "لقد نزحت إلى هذه المدرسة مع أسرتي واستطعت تأمين مدفئة من إحدى الجمعيات الخيرية ولكن ما فائدتها إن لم استطع جلب الوقود؟

Schneesturm Libanon 8.1.2015
النازحون السوريون في الداخل والخارج يعيشون مأساة العاصفة الثلجية دون مساعدات تذكر.صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla

بين مطرقة الحاجة وسندان البرد

لا تكمن معاناة الحاج أبو أحمد ببيع الأغطية فحسب، بل أيضا بالحصول على مادة "المازوت" التي يستخدمها السكان للتدفئة والتي أصبحت شبه مفقودة حتى ولو بسعر مرتفع عن السعر التي أقرته الدولة، الأمر الذي يجعل الحصول على بضع لترات من الوقود إنجازا كبيرا.

خالد 25 عاما الذي لم يستطع إخفاء فرحته بعد أن تمكن من الحصول على 20 لترا من الوقود، يتحدث لـ DW عربية كيف استطاع تأمينها: "تقوم بعض الحواجز الأمنية المنتشرة في شوارع دمشق بتأمين الوقود بسهولة، وعلى الرغم من الثمن المرتفع الذي يتقاضاه العناصر مقابل الوقود، إلا أنها الطريقة الأسهل لتأمينه لأسرتي بعد أن فقدت الأمل بالحصول على الوقود نتيجة الازدحام الشديد على المحطات ".

علاوة على ذلك، تعاني مدينة دمشق أيضا من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الأمر الذي يجعل من الاعتماد على المدافئ الكهربائية أمرا صعبا. في هذا السياق يقول طارق 35 عاما وهو عضو في إحدى الجمعيات الأهلية: "حاولنا جاهدين مع اقتراب العاصفة مساعدة العديد من الأسر سواء بتأمين الوقود ولو بكميات قليلة أو تأمين الأغطية والألبسة لبعض الأسر، إلا أن حاجة هذه الأسر أكبر من المتوفر بكثير، فالمناطق المنكوبة تزداد عاما بعد عام ولم تعد الجمعيات قادرة على تغطية الحاجة المطلوبة".

ويلات العاصفة توقف ويلات المعارك والقصف الجوي

من جانب آخر، ساهم العاصفة الثلجية في المنطقة في وقف كل النشاط العسكري في الكثير من مناطق سوريا ولو إلى حين. فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس(الثامن من كانون الثاني/يناير 2015) أنه لم يوثق سقوط قتلى نتيجة العمليات العسكرية في سوريا يوم أمس الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، نتيجة قسوة الأحوال الجوية على الأرجح. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لم نوثق سقوط قتلى الأربعاء"، مضيفا "بينما الحاجات الإنسانية بدت أكثر إلحاحا، فان العاصفة حمت السوريين من المعارك والقصف والغارات الجوية". كذلك لم توثق مجموعات سورية أخرى ناشطة على الأرض تهتم عادة بتوثيق ضحايا النزاع سقوط قتلى الأربعاء في سوريا, باستثناء من قضى متأثرا بجروحه، ونتيجة التعذيب في المعتقل، وبسبب البرد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد