رحيل أم موسيقى الراي الشيخة ريميتي – DW – 2006/5/31
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رحيل أم موسيقى الراي الشيخة ريميتي

٣١ مايو ٢٠٠٦

قدمت الشيخة ريميتي حفلتها الموسيقية الأخيرة مع الشاب خالد وعمالقة موسيقى الراي الآخرين قبل يومين من وفاتها في باريس. موقع قنطرة يعرفك بمحطات حياتها المثيرة.

https://p.dw.com/p/8Xvr
موقع قنطرة في الإنترنت

بالرغم من سكوت صوت الشيخة ريميتي الرخيم والمشاكس، إلا أنها ستبقى خالدة في تاريخ الموسيقى العربية عامةً والجزائرية خاصةً، باعتبارها المرأة التي بيَّنت الهوة السحيقة التي تفصل المجتمع الحقيقي عن الثقافة الرسمية المُقحَمة في الخطابات المطولة.
ولدت الشيخة ريميتي (سعدية باضيف) في الثامن من أيار/مايو 1923 في قرية بالقرب من وهران عاصمة غرب الجزائر. وهي تنحدر من عائلة فقيرة، وكانت قد تيتمت في وقتٍ مبكر من حياتها، كما عرفت عذابات الفقر والعوز اشد المعرفة، إلى أن لمع نجمها في الخمسينيات مع ظهور اسطوانتها الثانية "شرخ" .

وكان لهذه الاسطوانة تأثير يشبه تأثير القنبلة الحارقة حيث كسرت المحظورات الجنسية في مجتمع تقليدي تكبله الممنوعات.

بدأت الشيخة ريميتي مسيرتها بالعمل مع المغنيين الجوالين قبل ستين عامًا حيث رافقت الفتاة اليافعة هؤلاء المغنين من قرية لأخرى، ومن مدينة لأخرى، وبالكاد كان دخلها يكفيها لإسكات جوعها، إذ فُرض آنذاك التشرد على شعب الجزائر الذي كان يسعى لخلاصه من وطأة الاستعمار الجائر.
وقد كُتب للريميتي أن تبقى على هامش الثقافة الرسمية المؤطرة، فكانت مغنية البروليتاريا الرثة، والحانات الليلية الرخيصة، والاحتفالات الريفية، وأصبحت فيما بعد مغنية المهاجرين في فرنسا.

مُنع بث أغانيها في الاذاعة بعد التحرير بيومٍ واحد، ولم تحظى بالتشريف في التلفزيون. فاختارت الهجرة إلى فرنسا في السبعينيات بعد أن سأمت المنع، لكنها حافظت على ارتباطٍ وثيقٍ بالجزائر حيث كانت تعود سنويًا لفتراتٍ طويلةٍ إلى هناك. كما سعت طوال حياتها للحصول على التقدير الذي لم تحظى به حتى بعد مماتها، إذ لم تنشر الصحافة الجزائرية الرسمية سوى خبرًا قصيرًا ينوه لوفاتها.

يزداد هذا الحزن أكثر على ضوء الخدمة التي قدمتها ريميتي للغناء الجزائري. ولا يمكن تثمين هذه الخدمة بالقدر الكافي، فقد كانت الشيخة السفيرة غير الاعتيادية لهذا الغناء في كل أنحاء العالم. واكتشفت النسويات في الغرب أعمالها في نهاية الثمانينيات. وكان قد سرقها مغنوا الراي فسخرت الريميتي منهم عندما شقت موسيقى الراي طريقها إلى الموسيقى العالمية.

أغنيات ريميتي بكلماتها الجريئة وإيقاعها المجنون ترمي بالخجل جانبًا، وتكسر التصورات النمطية، وتلقي الضوء على امرأةٍ عربيةٍ، توصف عادةً بالخانعة والصامتة. لا أعرف شخصيًا أية مغنية غربية غنت بهذا القدر من الصراحة العارية، وبهذه القوة عن المتعة الجسدية، والانجراحات، وعن الكحول، والجنون.

ريميتي امرأة بسيطة تعلمت في مدرسة الحياة الصعبة لتغدو بذاتها مدرسة. وكثُرت الدراسات حول أعمالها. لكنها "للأسف لم تحظى على التقدير في موطنها، بسبب حريتها المسرفة"، كما كتبت صحيفة "الحرية" اليومية الجزائرية عنها. بقلم حميد سكيف
موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي
www.qantara.de