زيارة خالد مشعل لغزة تثير جدلا انتخابيا في إسرائيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد (التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2012) في إشارة لزيارة رئيس المكتب السياسي لحكرة حماس خالد مشعل لغزة "انكشف لنا أمس الوجه الحقيقي لأعدائنا. ليس لديهم نية للتسوية معنا. هم يريدون تدمير البلاد. سيفشلون في ذلك مثلما فشلوا منذ أكثر من 60 عاما. وفي سجلات شعبنا أيضا ..إننا تغلبنا نحن شعب إسرائيل على مثل هذه الويلات." وركز نتنياهو، الذي كان يتحدث أمام حكومته، على انتقاده لمحمود عباس بقوله "المثير للاهتمام هو أن أبو مازن (عباس) من بين كل الناس لم يندد بكلمات (حماس) الداعية لتدمير إسرائيل مثلما لم يدن في السابق الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل (من غزة)". وأضاف "مع الأسف هو يعمل من أجل الوحدة مع حماس المدعومة من إيران".

"الاستيطان يعزل إسرائيل"

ويذكر أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس تعهد بعدم الاعتراف بإسرائيل بل بـ "تحرير الأراضي الفلسطينية شبرا شبرا في إشارة إلى غزة والضفة الغربية وإسرائيل". وقال إنه لا تنازل عن أي شبر من أرض فلسطين وكذلك عن حق العودة. وجاء ذلك بمناسبة الاحتفالات التي أقيمت في غزة في محاولة للتأكيد على أن حماس "انتصرت" في القتال الذي خاضته ضد إسرائيل الشهر الماضي على مدى ثمانية أيام وأودى بحياة نحو 170 فلسطينيا بينهم القائد العسكري لحماس.

من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إن حكومة نتنياهو تدفع إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة بسبب سياستها الخاصة بالمستوطنات اليهودية. وخص أولمرت بالذكر إعلان إسرائيل عزمها بناء وحدات استيطانية جديدة في المنطقة إي1 قرب القدس وهي خطة أثارت احتجاجا دوليا واسعا. وقال أولمرت "نتنياهو يعزل إسرائيل عن العالم كله بطريقة غيرمسبوقة وسندفع ثمنا غاليا في جميع نواحي حياتنا وعلى الشعب الإسرائيلي أن يعرف ذلك".

أجواء انتخابية مشحونة في إسرائيل

يتبادل اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو والمعارضة الاتهامات بالمساهمة في تعزيز موقف حماس بمناسبة الزيارة الأولى لخالد مشعل إلى غزة، مع اقتراب انتخابات 22 كانون الثاني/ يناير. ودان وزير التربية الإسرائيلي جدعون ساعر العضو في الليكود حزب نتنياهو الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وأكد أن "كل الأحزاب التي تدعو إلى انسحاب جديد في الضفة الغربية ستحمل حماس إلى السلطة" في هذه المنطقة.

وقال نافتالي بينيت رئيس الحزب القومي المتشدد "الوطن اليهودي" حليف الليكود والذي تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 12 مقعدا من أصل 120 إن حزبه سيمارس ضغوطا في الحكومة المقبلة لمنع زيارة مثل تلك التي قام بها خالد مشعل. وقال "لا أفهم لماذا سمحنا له بدخول غزة ولماذا عندما أصبح هناك لا نقوم بتصفيته لأنه يستحق الموت".

من جهتها اعتبرت تسيبي ليفني زعيمة حزب الوسط المعارض الجديد "الحركة" أن حماس "احتفلت السبت بهزيمة الحكومة الإسرائيلية. كل يوم يمر في ظل هذه الحكومة، تقوي حماس صفوفها وتضعف إسرائيل". وتابعت ليفني في بيان "هذه الحكومة تفاوضت مع حماس والأسوأ من ذلك سمحت لها بالحصول على شرعية دولية". وكان زعيم آخر من المعارضة الوسطية النائب شاوول موفاز عبر عن أسفه السبت أيضا لان إسرائيل لم تقتل خالد مشعل. وأضاف "إذا واصلت إسرائيل إضعاف أبو مازن بدون التعامل مع حماس بيد من حديد فسوف نرى قريبا مشعل في الضفة الغربية".

ح.ز/ا.ح (د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)