سوريا: مقتل متطوع في الهلال الأحمر وبيان تركي مرتقب حول إسقاط المقاتلة

قالت تركيا وسوريا إن قواتهما البحرية تقوم بعمليات مشتركة السبت (23 يونيو/ حزيران) بحثاً عن طاقم المقاتلة التركية، التي أسقطتها سوريا فوق مياه البحر المتوسط أمس الجمعة. وتشير تصريحات الجانبين إلى أن أياً منهما لا يريد مواجهة عسكرية بسبب إسقاط المقاتلة قرب الحدود البحرية بين البلدين. من جانبه قال الرئيس التركي عبد الله غول للصحفيين إن هناك اتصالات هاتفية تجري مع السلطات السورية، و"لا يمكن التغطية على أمر كهذا.. كل ما يتعين فعله سيُتخذ".

وأضاف غول بالقول: "عندما ننظر إلى سرعة هذه الطائرات المقاتلة أثناء الطيران فوق البحر فإن عبور الحدود لمسافة قصيرة ثم العودة مرة أخرى هو عمل عادي". وأشار الرئيس التركي إلى أن تحقيقاً يجري لتحديد ما إذا كانت الطائرة قد أُسقطت وهي في المجال الجوي التركي، متعهداً بعمل "كل ما هو ضروري".

كما نقل التلفزيون التركي عن بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، السبت قوله إن الطائرة التي أسقطتها سوريا لم تكن طائرة حربية وإنما طائرة استطلاع. وكانت وسائل الإعلام التركية قد قالت إن الطائرة التي أسقطت من طراز فانتوم 4، وهي مقاتلة يمكن أيضاً أن تقوم بعمليات استطلاع.

من جهته يرى الجيش السوري أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض وعلى مقربة كيلومتر واحد من الساحل السوري عندما أُسقطت. وقال إنه تم رصد الطائرة أولاً كطائرة غير معروفة الهوية ثم تبين فيما بعد أنها تركية. وقال مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في بيان له: "تركيا ستعرض موقفها النهائي بعد ظهور الأمر كاملاً إلى العلن وستتخذ الخطوات الضرورية بحسم".

بيان هام

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو سيلقي بياناً في وقت مبكر من يوم الأحد بشأن المقاتلة التركية. وقالت القناة التليفزيونية الإخبارية الرسمية (تي ار تي هابر) إن داوود أوغلو سيلقي بيانه في العاشرة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي. وكان أوغلو قد أجتمع السبت برئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وبرؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية في البلاد أيضاً.

ارتفاع حصيلة القتلى

ميدانياً قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن متطوعاً من الهلال الأحمر العربي السوري قُتل رمياً بالرصاص أثناء أداء مهمة إسعاف أولية في مدينة دير الزور بشرق سوريا يوم الجمعة. وقالت اللجنة ومقرها جنيف إن بشار اليوسف (23 عاماً) كان رابع عضو في الهلال الأحمر يُقتل في سوريا منذ أيلول/ سبتمبر الماضي. وأضاف البيان أن اليوسف كان يرتدي زياً يظهر عليه بوضوح شعار الهلال الأحمر، حينما أطلق عليه الرصاص.

أثناء ذلك ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا السبت في سوريا إلى 48 قتيلاً معظمهم من المدنيين حسبما أورد ناشطون ميدانيون، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرة أشخاص بينهم معارض مسلح، قتلوا في محافظة حمص بعد منتصف ليل الجمعة السبت حيث تتعرض أحياء عدة للقصف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة عليها. وفي حماة قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات بين الجيش ومسلحين. كما قُتل عشرة أشخاص بينهم طفلان في دير الزور حيث ما تزال عدة أحياء تتعرض للقصف من القوات النظامية مع استمرار الاشتباكات العنيفة في بعض الأنحاء، حسب المرصد.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن المروحيات تجوب سماء المدينة، في حين استقدم النظام تعزيزات مع استمرار المعارك منذ الجمعة.

(هـ. د/ دب أ، أ ف ب، رويترز)

مراجعة: عماد غانم