سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية:غياب في الرؤية وجهل بطبيعة الإسلام – DW – 2006/10/11
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية:غياب في الرؤية وجهل بطبيعة الإسلام

بيرجيت ادولف/: إعداد: عبده جميل المخلافي١١ أكتوبر ٢٠٠٦

الحرب الأمريكية على الإرهاب ليست من اختراع جورج دبليو بوش، بل انها تعود إلى عقد الثمانينيات، كما يعتقد المؤرخ الألماني فولفجانج شفانيتز الذي يتحدث عن جهل أمريكي مطْبق بطبيعة الإسلام وغياب رؤية سياسة أمريكية للتعاطي معه.

https://p.dw.com/p/9EjB
ضبابية في الرؤية الامريكية لمكافحة الإرهابصورة من: AP

خمس سنوات مرت على تفجيرات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على أثرها الحرب العالمية على الإرهاب. لكن سياسة محاربة الإرهاب بحد ذاتها ليست من اختراع حكومة بوش، بل أن صياغة أسسها الأولية كانت قد تمت في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وذلك في عهد حكومة رونالد ريجان. ولكن سواء ريجان أو أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية كانوا دائما يفتقدون إلى فهم دقيق للعلاقة بين الإرهاب والإسلام الراديكالي. هذا ما يعتقده المؤرخ الألماني فولفجانج شفانيتز، المتخصص في الشئون العربية وتاريخ الشرق الأوسط، في مقابلة مع دويتشه فيلة.

شفانيتز اطلع على وثائق أمريكية قديمة رفعت عنها السرية بمرور الوقت وخرج من خلال دراسة بـعنوان " السياسة الأمريكية غير المكتوبة تجاه الإسلام" بنتيجة مدهشة تقول: الولايات المتحدة الأمريكية كانت حتى تفجيرات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام 2001 تتبع سياسة عمياء فيما يخص العلاقة بين الإرهاب والإسلام الراديكالي، هذا على الرغم من أن محور سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية حتى ذلك الوقت كانت البلدان الإسلامية.

غياب سياسة امريكية تتعاطى مع الإسلام

Galerie Besuche von US-Präsidenten seit 1945 Ronald Reagan
ريجان كان أول من اعتبر الإرهاب مشلكة عالميةصورة من: dpa

" ... الإرهاب هو أحد اشكال الحرب... الإرهابيون يقودون حربا ليس على أمريكا وحدها، وإنما على الحضارة البشرية. إنهم لا يحترمون لا قيم الحياة ولا قيم الديمقراطية." من يصدق أن هذه الكلمات صدرت عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش، فهو مخطئ. الشخص الذي قالها هو أحد أسلافه وهو الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، الذي أعلن في بداية الثمانينيات أن الإرهاب مشكلة عالمية. في هذ السياق يقول شفانيتز "على وجه الدقة، بدأت المشكلة في نهاية ستينيات القرن الماضي، حينما كان اختطاف الطائرات بمثابة موضة في منطقة الشرق الاوسط، وكذلك احتجاز الرهائن واحتلال السفارات. كان يتوجب على المرء آنذاك أن يبدأ في البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الأعمال ولماذا يقدم هؤلاء عليها وما هي العقلية التي تحرك هؤلاء وما هي الأيديولوجيا التي يعتنقونها، على حد قول الخبير. ويضيف شفانيتز أنه حتى الآن لم يتم في أمريكا مناقشة جادة وحقيقية لماهية الإسلام وللأيديولوجيات التي ترتبط به.

المؤرخ، شفانيتز، الذي يعيش منذ ست سنوات في الولايات المتحدة ويعمل هناك، يتحدث عن وجود محظورات لدى الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالتعاطي مع الاسلام أو في تسليط الضوء على تنامي تسييسة." من الملفت للنظر بالنسبة للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الاوسط أنه لم تصاغ في الـ 25 سنة الاخيرة أي سياسة إسلامية. ويذكر شفانيتز عدة أسباب لعدم وجود سياسة أمريكية حول الإسلام السياسي وتياراته المتخلفة. ويقول الخبير إن عقلية الحرب الباردة كانت لا تزال حتى عام 2001 تسيطر على الحكومة الأمريكية. كما أن الدول العربية والإسلامية تم محاربتها من جهة ومن جهة أخرى تم دعمها وفقا لاعتبارات المصلحة والحاجة لتعبئتها.

جهل أمريكا بطبيعة الإسلام اوقعها في أخطاء

Bush geht in die Offensive
جهل أمريكي بطبيعة الإسلامصورة من: ap

السبب الأخر الذي يسوقه شفانيتز لعدم وجود سياسة أمريكية واضحة للتعاطي مع الإسلام يرجع إلى طبيعة المجتمع الأمريكي ودستوره وتاريخه. فأمريكا في حقيقة الأمر هي دولة ديموقراطية علمانية لا يلعب الدين فيها دورا كبيرا. هذا من ناحية. أما من ناحية أخرى، لا يوجد تماس حقيقي مع الإسلام في الولايات المتحدة يمهد لمعرفة هذا الدين. والنتيجة هي حدوث فجوة في الوعي والمعرفة بالإسلام عبر مختلف الأجيال، حسب قول شفانيتز. كذلك كان اهتمام الحكومة الأمريكية بالدول الإسلامية الشرق أوسطية حتى عام 2001 محدودا جدا كما أنها لم تكن تمتلك رؤية سياسة واضحة للتعامل مع الإسلام والدول الإسلامية. وبالتالي شكلت عملية الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 بالنسبة لجورج دبليو بوش "حدثا مباغتا" سواء من حيث أسبابها أو من حيث نتائجها، حسب اعتقاد شفانيتز. ومع أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول أن تكون قريبة من الأوضاع السائدة في منطقة الشرق الاوسط، إلا أنها أيضا ليس لديها حتى اليوم شيئا اسمه سياسة إسلامية ولا حتى ورقة عمل وطنية اسوة بأوراق العمل التي عادة ما تصغيها هذه الإدارة حول القضايا المختلفة.

ويضيف الخبير في مجال الشرق الاوسط قائلا: كل ما لدى الإدارة الأمريكية هو بعض الخبرة العملية حول الإسلام التي اكتسبتها من خلال معايشة طريقة ممارسته في بعض المناطق كما هو الحال في العراق و أفغانستان اثناء العمليات العسكرية هناك. وهما البلدان اللذان يتحكم فيهما الإسلام بحياة وطريقة تفكير الكثير من الناس. ومن هذا المنطلق، يفسر شفانيتز الأخطاء التي ارتكبها الأمريكان في العراق بعد سقوط نظام صدام، والتي كان من الممكن تجنب الكثير منها، بأنها ناجمة عن عدم فهم أمريكا لطبيعة الإسلام حتى اليوم. وهذا على الرغم من أن الدين يلعب دورا كبيرا في حياة جورج دبليو بوش.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد