صحيفة طلابية تضع الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني في قفص الإتهام – DW – 2005/10/15
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحيفة طلابية تضع الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني في قفص الإتهام

يتعاون حاليًا طلاب إسرائيليون وفلسطينون على إصدار صحيفة طلابية، بهدف التأسيس لمنتدى دائم للحوار وتبادل المعلومات. وتتوفر هذه الصحيفة حتى الآن في الإنترنت بالعبرية وبالعربية، وينبغي أن تصدر بعد فترة قصيرة مطبوعة على الورق

https://p.dw.com/p/7Icm
الطلاب يعون مدى ضرورة السلامصورة من: Neve Shalom

تعتبر هذه الصحيفة ثمرة اللقاءات التي قامت برعايتها مؤسسة كونراد أدناور الألمانية ومبادرة جنيف الإسرائيلية-الفلسطينية للسلام، بغية الحوار بين شباب من كلا الشعبين. أما عنوانها الإنكليزي فهو Triangle "مثلث" وهو برنامج المبادرة أيضا. فمن المفترض - مثلما هو الحال في المثلث - أن يلتقي الطلاب الإسرائيليون والفلسطينون مع بعضهم البعض انطلاقًا من ركن ما في نقطة مشتركة، حتى وإن كان انطلاقهم من مواضع مختلفة. يتميّز العدد الأول بالأسئلة الحرجة التي تثقل على عاتق العلاقات بين كلا الطرفين والتي يشار إليها في الصحيفة - في البداية فقط في الإنترنت.

إعلام ضد الإعلام

Flaggen Israel Palästina.jpg
التعايش بين الشعبين ضرورة يعيها الطرفينصورة من: AP

كما تهتم الصحيفة بالتركيز على موضوع تعامل وسائل الإعلام مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. إذ ساهم محرر الصحيفة الفلسطيني سلام عنبتاوي بمقالة أيضًا، عنوانها "يا سفاكي الدماء، لقد سئمناكم". يلوم سلام عنبتاوي وسائل إعلام الطرفين، على تركيزها على الحوادث المثيرة وتصوير العنف، وعلى أنها تنشر صور العداء ذات النمط الجاهز وتهمل بذلك النشاطات التي تقوم بها مجموعات السلام الإسرائيلية والفلسطينية والتي كثيرًا ما تجرى دون إثارة ضجة. الجدير ذكره أنه من الصعب ملاحظة مثل هذا اللوم، فمن المعروف أن وسائل الإعلام الفلسطينية مُسيّسة بشكل واسع، ومن الصعب أيضًا تقديم تقارير إعلامية رزينة وكذلك نقد وسائل الإعلام نقدًا صريحًا. بالإضافة إلى ذلك يدعو الطالب الفلسطيني الشجاع، سلام عنبتاوي، المسؤولين عن وسائل الإعلام إلى تغيير مواقفهم الأساسية، كما يشدّد على عدم التملق للمتطرفين في كلا الجانبين ولآرائهم الأصولية الرامية إلى التأثير الإعلامي لأن المطلوب هو التنكر لها.

موقف من الطرفين


Wahlen in Israel
الاعلام قد يكون اخطر من الرصاصاتصورة من: AP

ويدعو عنبتاوي إلى فضح كذب وضلال عباراتهم التقليدية الدعائية: "سواء كان ذلك ادعاء حركة حماس الفلسطينية الذي يفيد باقتراب موعد إقامة دولة إسلامية على الأراضي الإسرائيلية، أو كان ذلك أمنية بعض المستوطنين الإسرائيليين الذين يهدفون إلى تشريد الفلسطينيين من وطنهم". ويجب على كل طرف من الطرفين أن يعترف بحق الآخر في الحياة بكرامة وحرية. بيد أن هذا يعني لسلام عنبتاوي باعتباره فلسطيني شيء واحد: وهو قبل كل شيء، انتهاء الاحتلال الإسرائيلي.

يحرر الطالب الإسرائيلي المقيم في تل أبيب تسيف شتال القسم العبري من الصحيفة؛ وهو ينتقد من جانبه التقارير الإعلامية الإسرائيلية حول أزمة الشعبين. ويشهّر بأن الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة على جميع المعلومات التي تتناول المناطق الفلسطينية. ومع أن هناك نقد صريح لإجراءات الجيش هذه، لكن عندما يتخذ الجيش أمن الدولة ذريعة لإجراءاته يسكت النقّاد.وبهذا يتم إخفاء الكثير من حقيقة الاحتلال عن المواطن الإسرائيلي العادي - وعلى سبيل المثال نطرح هذه الأسئلة: كم يبلغ عدد جنود الإحتلال؟ وكم يبلغ عدد الحواجز التي على الطرق؟ وما هو نوع النشاطات الروتينية التي يقوم بها الجيش؟ هذه النشاطات التي لا يعلم بها الرأي العام الإسرائيلي إلاّ عندما تمنى بالفشل! يطلب أيضًا المحرر الإسرائيلي شتال، حاله كحال رفيقه الفلسطيني سلام عنبتاوي، من وسائل الإعلام في بلده المزيد من التنوّع - فهو يرى أن ادعاء اليمينيين القائل إن الصحافة الإسرائيلية ذات توجه يساري هو ادعاء باطل. إذ يوضح ما يرد في التقارير الإعلامية الجارية، أن الاهتمام الذي يوجه لمظاهرات يسارية من أجل السلام هو أقل بكثير مما يوجه لمؤتمرات المستوطنين اليمينيين المتطرفين.

وللنقد الذاتي وزنه أيضا



تظهر المقالات الأخرى المنشورة في العدد الأول من صحيفة Triangleأن الطرفين يقيمان كذلك وزنًا كبيرًا للنقد الذاتي. فمثلاً يصف الطالب الإسرائيلي نوام شيساف تجربته كممتنع عن الحرب ويسجّل في المحضر، أن هذا النوع من الاحتجاج ضد الاحتلال يمنى شر منية بالفشل. ويكتب زميله الجامعي الفلسطيني جورج زنايد أن الحل ليس بيد الجنود إنما بيد السياسة. نشأت دولة إسرائيل من اشتراكها في "تحالف استعماري عالمي"؛ بيد أن هذا التحالف يواجه من ناحية أخرى قوة أكبر من إسرائيل. وتتجسد هذه القوة في الشعب الفلسطيني وقناعته بأنه على حق.

ومن أجل اقتران الكلام بالافعال يسعى الطلاب القائمين على المشروع إلى دعم الحوار بين الشباب الإسرائيلي والفلسطيني بنشاطات من أجل السلام أيضًا. وستقوم الصحيفة بالدعوة إلى هذه النشاطات.

بقلم: يوسف كرواترو، ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع قنطرة
2005

Ehemaliges Flüchtlingscamp in der West Bank
امال السلام تنطلق من وسط ركام الحربصورة من: AP

www.qantara.de