صنعاء تنتقد قرار ألمانيا منع كل الرحلات الجوية من اليمن

أعرب متحدث رسمي يمني اليوم الثلاثاء (02 نوفمبر/تشرين الثاني) عن "أسفه واستغرابه" لقرار سلطات الطيران الألمانية منع جميع الرحلات الجوية القادمة من اليمن وذلك على خلفية اكتشاف طردين مفخخين أُرسلا من اليمن، معتبرا القرار الألماني "عقاباً جماعياً".

وقال المتحدث اليمني في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية(سبأ) إن "اليمن يعرب عن أسفه واستغرابه لقرار ألمانيا التي تربطها باليمن علاقة صداقة وتعاون متطورة"، معتبرا أنه "كان من المفروض أن يقف شركاء اليمن وأصدقاؤه إلى جانبه وأن يعززوا جهوده من أجل إلحاق الهزيمة بالإرهاب، بدلا من اللجوء إلى اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا يمكن تفسيرها إلا بكونها عقابا جماعيا وغير منطقي لليمن وشعبه".

وأشار المتحدث اليمني بأن بلاده من أكثر الدول التي تضررت مصالحها الاقتصادية من الإرهاب"سواء الذي ترتكبه عناصر يمنية أو وافدة". وأكد المتحدث أن صنعاء ستظل"ملتزمة بالتعاون مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه".

منع الرحلات الجوية القادمة من اليمن

وكانت الحكومة الألمانية قد قررت يوم الاثنين (1/11/2010) منع جميع الرحلات الجوية الآتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، في خطوة توسيع لقرارها بحظر رحلات الشحن. وتأتي هذه التطورات على خلفية العثور على طردين مفخخين تم إرسالهما من اليمن إلى معابد يهودية في شيكاغو، وعثر عليهما في مطاري دبي وايست ميدلاندز بوسط انكلترا. وأكد متحدث باسم وزارة النقل الألمانية أن قرار برلين جاء بعدما تبين أن أحد الطرود الملغمة مر عبر مدينة كولونيا غرب ألمانيا. وأضاف أن "كافة شركات الطيران اليمنية التي تسير رحلاتها إلى ألمانيا تسلمت قرار حظر الطيران".

وأكد المتحدث باسم وزارة النقل الألمانية أن "سلطات الطيران الألمانية لديها أوامر برفض هبوط جميع الطائرات المباشرة أو غير المباشرة القادمة من اليمن. ويعني هذا أنه لن يُسمح في الوقت الحالي بأية رحلات من اليمن إلى ألمانيا أو فوق أراضيها".

وألمانيا هي أول بلد يعلن الحظر على كافة الرحلات الجوية القادمة من اليمن. وصرح المتحدث باسم وزارة النقل الألمانية أن برلين تفكر حاليا في إمكانية حظر الشحنات من دول أخرى في إطار مراجعة أمنية شاملة.

تشديد إجراءات أمن المطارات

ويأتي إجراء منع رحلات الركاب الجوية القادمة من اليمن إثر تأكيد ألمانيا أنها وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة قد أوقفوا كافة الشحنات من اليمن بعد العثورعلى قنبلتين في طردين كانا في طريقهما إلى معابد يهودية في الولايات المتحدة. وصرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير لشبكة (إم دي أر) الألمانية أن الحكومة الألمانية "أمرت بوقف الشحن إلى ألمانيا من اليمن حتى إشعار آخر" مضيفا أن"هذه خطوة مشتركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا."

وكان المكتب الجنائي الاتحادي الألماني قال في وقت سابق إنه قدم "معلومات مهمة" إلى السلطات البريطانية بشأن القنبلة التي عثر عليها في بريطانيا في وقت مبكر من يوم الجمعة والتي تم شحنها عبر مطار كولونيا- بون بينما عثر على القنبلة الثانية في دبي.

ومن جهتها شددت عدة حكومات غربية من إجراءات أمنها الجوي، وقالت بريطانيا إن العبوتين الناسفتين اللتين عثر عليهما يوم الجمعة كانتا مخبأتين في طابعتي كمبيوتر وكانتا من القوة بما يكفي لتدمير الطائرتين اللتين كانتا تحملانهما. وسلطت الأضواء على ما اعتبره خبراء ثغرة في أمن الشحن الجوي سواء عبر رحلات الركاب أو الشحن، ولاسيما بعد أن أكدت شركة الخطوط الجوية القطرية أن طرد دبي الملغوم نقل على واحدة من أسطول طائراتها للركاب من صنعاء عبر الدوحة. كما أعلنت وكالة مكافحة الإرهاب الهولندية أنها حظرت كل أصناف البريد والبضائع المنقولة جوا من اليمن من دخول هولندا.

وقد أعلنت السلطات اليمنية تطبيق "أساليب تفتيش غير اعتيادية" على الشحنات المتجهة من مطاراتها إلى الخارج. وتواصل السلطات اليمنية تعقب المتورطين في إرسال الطردين المفخخين، إلا أنها أفرجت يوم الأحد عن طالبة اعتقلتها يوم السبت بشبهة التورط في هذه القضية، كما أفاد مصدر رسمي ووالد الفتاة. وضبطت السلطات اليمنية 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي، على ما أفاد مصدر قريب من التحقيق في صنعاء.

وفي واشنطن كشف مسؤول أميركي أن تنظيم القاعدة أجرى في أيلول/سبتمبر الماضي تجربة لإرسال طرود إلى شيكاغو ضبطتها السلطات الأميركية، وأوضح المسؤول الأميركي في تقرير بثته شبكة التلفزيون الأميركية "أي بي سي نيوز" أن الطرود التي ضبطت في أيلول/سبتمبر الماضي كانت تحوي خصوصا كتبا دينية وقرصا صلبا لجهاز كمبيوتر، لكن لم يكن فيها متفجرات. وأضاف: "في تلك الفترة أجرينا تحقيقا، ونظرا لمعرفتنا باهتمام المجموعات الإرهابية بالطيران، نظرنا في إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بصدد دراسة الجانب اللوجستي لنظام الشحن".

ووُجهت أصابع الإتهام لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء مؤامرة الطرود المفخخة، وقال مسؤول أميركي إن إبراهيم حسن عسيري صانع القنابل السعودي، الذي يعتقد أنه يعمل لحساب تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" والذي تعتبر اليمن قاعدته الرئيسية، هو المشتبه به الرئيسي.

(م.س / د ب ا / ا ف ب / رويترز)

مراجعة: سمير جريس