صواريخ إيران تجدد المخاوف من طموحاتها العسكرية

أجرت إيران في الأيام الأخيرة وللمرة الأولى تجربة على صاروخ يصل مداه إلى 2000 كلم. ولم يتأخر وزير الدفاع الإيراني الأميرال علي شمخاني عقب إجراء التجربة عن التأكيد على نجاحها مائة بالمائة. وأشار المسؤول إلى أنه تم استخدام الوقود الصلب في هذا الصاروخ وليس السائل. وجاءت هذه لتثير الشكوك لدى المجموعة الدولية حول طبيعة النشاطات العسكرية الإيرانية لاسيما النووية منها. ويرى كثير من المراقبين أن إيران تسعى إلى أن تكون قوة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يثير مخاوف إسرائيل التي تتابع عن كثب التطورات الإيرانية في المجال النووي.

عدم وضوح للرؤيا الأمريكية

يعتقد كثير من المراقبين أن نجاح المفاوضات الأوروبية الإيرانية متوقف على الدعم الأمريكي لها. وكان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش صرح أنه سيبقى جميع الخيارات مفتوحة بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني بما في ذلك الخيار العسكري. غير أنه عاد وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل سلمي للقضية العالقة. وينظر الكثير إلى هذا التهديد على أنه تحضير لهدف استراتيجي جديد للسياسة الأمريكية وهو إسقاط النظام الإيراني. فلقد سبق وأن أعرب عدد من الصقور في الإدارة الأمريكية الحالية عن رغبتهم المضي قدماً في استراتيجية الضربات الإستباقية التي تنتهجها الولايات المتحدة في إطار حربها على الإرهاب. ولم يتوانى المسؤولون الأمريكيون عن الإعلان عن رغبتهم في تغيير النظام في إيران بدعوى أنه مصدر خطر نووي يهدد أمن أمريكا وحلفاءها. من جهتها دعت دول الاتحاد الأوروبي إيران للتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، لكن المشكلة تكمن في هشاشة العروض المقدمة لإيران على صعيد دعم مساعيها الرامية إلى دخول منظمة التجارة العالمية وتسهيل التبادل التجاري معها إضافة إلى ضمان عدم توجيه ضربة عسكرية لها.

شرق أوسط خالي من السلاح النووي

تثير صموحات إيران النووية الكثير من التساؤلات حول مستقبل المنطقة، خاصة وأن إسرائيل تمتلك هذا السلاح بدورها، ولهذا يرى البعض أنه من الضروري إيجاد شرق أوسط خال من الأسلحة الذرية، الأمر الذي يعني أن المفاوضات يجب أن تأخذ منحى ورؤية جديدة. من جهة أخرى فإن ذلك قد يضر بالمصالح الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم سياسة إسرائيل في امتلاكها للسلاح النووي تحت ذرائع "الدفاع عن النفس".

ويشار إلى أن المفاوضات جارية مع إيران منذ فترة طويلة. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا، ما هي النتائج التي ستترتب على فشل هذه المفاوضات؟ وإذا لم يتم التوصل إلى حل للنزاع القائم حول برنامجها النووي فإنه سيتم رفع هذا الملف إلى مجلس الأمن، وعندها سيكون للقضية تبعات أخرى بينها احتمال فرض عقوبات بحق طهران.