عباس يطالب الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم الفلسطينيين

توجه الرئيس الفلسطيني إلى ستراسبورغ الفرنسية، يوم أمس الثلاثاء 16 أيار/مايو 2006، ليقدم صورة واقعية للوضع الذي يعيشه الفلسطينيون والسلطة الفلسطينية في ظل قطع المساعدات المالية والمحاصرة الدبلوماسية لحكومة حماس. وهذا ما ركز عليه عباس في خطابه أمام البرلمان الأوروبي حيث دعا الأوروبيين إلى مواصلة دعمهم للشعب الفلسطيني كي لا تنزلق منطقة الشرق الأوسط في دوامة عنف لن تكون نتائجها معروفة، وطالب عباس الاتحاد الأوروبي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تقوم بتحويل عوائد الضرائب إلى السلطة الفلسطينية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وفي مؤتمر صحفي عقده عقب كلمته أمام البرلمان الأوروبي حذر عباس من "انفجار الغضب" بين الفلسطينيين إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لاستئناف تقديم المساعدات التي قطعها المانحون منذ تولي حركة حماس لمقاليد السلطة في المناطق الفلسطينية قبل شهرين. وتابع عباس قائلاً "ستتجمد الحياة وسيكون هناك انفجار للغضب وسيؤدي ذلك إلى وضع فوضوي لا يمكننا توقع نتائجه". والسياق نفسه شدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة الإسراع في تبني آلية دفع المعونات للفلسطينيين بقوله: "نحن في سباق مع الزمن ولذلك علينا أن نعجل بالخطوات التي نأخذها على عاتقنا لكي نتجنب هذه الكارثة."

مقترحات أوروبية

ومن جانب آخر من المتوقع أن تقدم المفوضية الأوروبية مقترحات لاستئناف المعونات الإنسانية للفلسطينيين في شهر يونيو/حزيران. وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فريرو فالدنر على هامش لقاء لوزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن البنك الدولي لم يعلن حتى الآن استعداده للمشاركة في استحداث صندوق جديد بهدف إيصال المساعدات المالية إلى الفلسطينيين مباشرة دون المرور بمؤسسات الحكومة الفلسطينية. وكانت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة قد طلبت من المفوضية الأوروبية تقديم مقترحات لإيجاد آلية يتم خلالها دعم الفلسطينيين. هذا ويعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر داعم مالي للحكومة الفلسطينية لكنه جمد بعض المساعدات المالية في شهر أبريل/نيسان الماضي بعد وصول حركة حماس إلى السلطة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة. الجدير بالذكر أن نحو 165 ألف فلسطيني يعملون في الأجهزة الحكومية المختلفة لم يتلقوا رواتبهم منذ شهرين وبدأت عائلات كثيرة ببيع ما تملك من حلي لسد احتياجاتها اليومية.

عباس يدعو الإسرائيليين لعقد اتفاق سلام دائم

وفي خطابه أمام البرلمان انتقد عباس إسرائيل لأنها تنوي رسم حدود لها من طرف واحد وقال إن ذلك من شأنه أن يقضي على خارطة الطريق وعملية السلام. وكان عباس قد طالب إسرائيل في خطاب تلفزيوني مسجل العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال عباس في الخطاب: " أقول لجيراننا الإسرائيليين نريد أن نتوصل إلى سلام عادل ودائم معكم ونريد تحقيق مستقبل أفضل لأطفالنا وأطفالكم فلنجعل هذه السنة سنة السلام". وفي تعليق على خطاب الرئيس الفلسطيني قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: "أن إسرائيل قطعت الاتصالات فقط بحماس وليس بالرئيس الفلسطيني عباس وإنها مستعدة مبدئياً لإقامة سلام تاريخي مع الفلسطينيين في إطار خارطة الطريق."

عباس يوجه انتقاداته إلى حماس

وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي بمنح حركة حماس "الفرصة للتكيف مع المتطلبات الأساسية للمجتمع الدولي" يرى المحللون أن ذلك قد يكون إشارة إلى نية حماس التعامل مع أرض الواقع بطريقة أكثر براغماتية. وفي الوقت نفسه انتقد الرئيس الفلسطيني حركة حماس في خطابه التلفزيوني حين طالبها بالاعتراف بكافة الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إن "الخطب النارية من شأنها أن توقع الفلسطينيين بالفخ الذي تريده إسرائيل لترفض المفاوضات بحجة غياب شريك فلسطيني."

عباس يلتقي بوتين

وكان عباس قد توجه مساء الأحد إلى روسيا حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين وبحث معه موضوع الحصار المالي الذي تواجهه السلطة الفلسطينية. ومن جانبه أكد الرئيس الروسي على انه سيواصل دعمه للشعب الفلسطيني، لكنه طالب في الوقت ذاته الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني "بتطبيق بنود خارطة الطريق" المجمدة منذ انقطاع المفاوضات بين الجانبين. وذكرت مصادر إعلامية أن عباس طلب من روسيا أن تدعم الشعب الفلسطيني لإخراجه من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها محذراً من عواقب استمرار هذا الوضع. الجدير بالذكر أن إسرائيل توقفت عن تحويل عائدات الضرائب إلى الحكومة الفلسطينية منذ وصول حركة حماس إلى السلطة في الانتخابات التشريعية بينما علق الغرب مساعداته لها لكن روسيا قررت استمرار دعمها للسلطة الفلسطينية وهي لا تصنف حماس كمنظمة إرهابية بعكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.