عرض أوبرالي متميز لــ "يوميات آنه فرانك" – DW – 2010/5/31
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عرض أوبرالي متميز لــ "يوميات آنه فرانك"

٣١ مايو ٢٠١٠

تجربة غير مألوفة في عالم الأوبرا، إنها تجربة عرض "يوميات آنه فرانك" على شكل أوبرا بصوت مغنية سوبرانو، هذا العرض المتميز لقي إعجاب الجمهور.

https://p.dw.com/p/NcQj
صورة لآنه فرانك أثناء الحرب العالمية الثانيةصورة من: AP

يقدم مسرح بون حتى نهاية يونيو/ حزيران 2010 أوبرا "آنه فرانك"، بصوت مغنية واحدة. وتعد هذه التجربة من التجارب الفريدة، من حيث تحويل قصاصات سيرة ذاتية إلى عمل أوبرالي يرتكز على اليوميات التي كتبتها آنه فرانك الفتاة أثناء اعتقالها في المعسكرات النازية، كتب فريد غريغوري عمله الأوبرالي الذي تميز بالبساطة والعمق في نفس الوقت. كما أن الشكل الأوبرالي الذي ألف به فرْيد هو أيضا أحد الأشكال الفنية الفريدة، حيث كتبها لصوت واحد من طبقة السوبرانو، وهى طبقة الصوت العالية عند النساء.

يوميات آنه فرانك

Anne Frank Tagebuch
كتاب اليوميات لآنه فرانكصورة من: APTN

في يونيو 1942 احتفلت آنه فرانك بعيد ميلادها الثالث عشر، وكانت هدية عيد ميلادها دفتر تدون فيه يومياتها من والديها، ذلك الدفتر الذي أصبح يمثل أهمية كبيرة لها في السنتين اللاحقتين. فقد بدأت تسجيل تفاصيل حياتها من 21 يونيو 1942 حتى أغسطس (آب) 1944.

عُرفت آنه فرانك بأسلوب كتابتها الجيد على الرغم من صغر سنها، كما أصبحت من أشهر ضحايا الهولوكوست شهرة. وقد سجلت في يومياتها كل الأحداث التي مرت بها على مدار سنتين في معسكرات الاعتقال النازي. وتعد آنه فرانك من خلال مذاكراتها شاهدة على كثير من ممارسات النازية. ففي تقديم الطبعة الأولى للمذكرات في أمريكا تقول مناضلة حقوق الإنسان إليانور روزفلت: " إن أسلوب كتابة المذكرات يدخلنا خطوة فخطوة في عالم مثير للمشاعر". وفي يونيو/ حزيران 1999 نشرت مجلة تايم عددا خاصا بعنوان " أهم 100 شخصية في هذا القرن"، وقد اختيرت آنه فرانك كواحدة من أبطال القرن لما سجلته من تفاصيل الأحداث في يومياتها، ذلك العمل الذي يتطلب شجاعة للقيام به على الرغم من المراقبة الشديدة من قبل الجنود النازيين. كما أن هذه المذكرات ألهمت كثيراً من الفنانين، وتم تقديمها في أشكال مختلفة من الفنون.

آنه فرانك على مسرح بون

قدم المخرج مارك دانيال هيرش رؤيته الإخراجية لأوبرا "يوميات آنه فرانك" على مسرح بون. وعن صعوبة العمل يقول هيرش: "لقد أُعجبت بهذا الكتاب، وسعدت أيضا بتقديمي لهذا العمل على المسرح، لكن العمل الفني معقد للغاية، لأن التأليف الموسيقي لم يتم على أساس نص أدبي، بل على أساس مجموعة من الملاحظات اليومية المتفرقة التي ألف موسيقاها غريغوري فرْيد بشكل أقرب لمجموعة أغاني".

وفي السياق نفسه تقول مغنية سوبرانو يوليا كمنيك بطلة العرض: "في البداية وجدت صعوبة في هذا العمل، وكان عليّ أن أبذل مجهوداً كبيراً، فقمت بتجزئته إلى مقاطع موسيقية والتدرب عليها مقطعاً مقطعاً...... ثم أن أقف على خشبة المسرح كمغنية سوبرانو وأقوم بتقديم عمل أوبرالي وحدي هذا أيضا غاية في الصعوبة.... كما أن تجسيد فتاة صغيرة أمر صعب جداً على الكبار، فكان عليّ أن أبذل جهداً شاقاً حتى لا يبدو الأداء مصطنعاً".

وكان للديكور دور كبير في الأوبرا، إذ أعطى إيحاء بالمكان والزمان اللذين عاشت فيهما آنه، كما أن بساطة الديكور أعطت مساحة للمشاهد كي يتابع العمل الفني، ويركز على المحتوى والجو العام من خلال الأداء والموسيقى.

Mono-Oper Theater Bonn Tagebuch Anne Frank Flash-Galerie
مغنية السوبرانو "يوليا كمنك" في دور آنه فرانك على مسرح بونصورة من: Lilian Szokody

واعتمد المخرج في عمله على تحليل شخصية آنه فرانك الحقيقية وشخصيتها ككاتبة. ولكي تكتمل الصورة جسدت الممثلة كريستينا كوهله يوميات آنه فرانك وهي ترتدي ملابس تشبه غلاف كتاب اليوميات. تقول الممثلة كوهله: " في البداية كانت هناك صعوبة في تجسيد شئ لا شخصية مكتوبة. لقد سألت نفسي ماذا يعني كتاب اليوميات لآنه فرانك، هل هو صديق أم هو أحد أفراد العائلة، أو أحد المعارف، ووجدت أن دوري هو دور صديق آنه في محنتها، ذلك الصديق الذي تسر له ما يدور في رأسها".

إعجاب الجمهور بالعرض

عرض أوبرا يوميات آنه فرنك أثار إعجاب الحاضرين. يقول أحدهم: " كان الجو العام للعرض مشحوناً بالدراما والمشاعر الجياشة، الموسيقى والأداء تميزا بالروعة، بالإضافة إلى أن هذا العمل إضافة جديدة لوعي الشباب". وتضيف سيدة حضرت العرض: " لم أكن أتخيل أن هناك من يستطيع غناء هذه النصوص، إنها مفاجأة، لقد تأثرت كثيراً، والغناء أحضر ذلك الخوف الذي عاشته آنه مرة أخرى".

موسيقي واجه قدرا مشابها لقدر آنه فرانك

غريغوري فرْيد أحد الفنانين الذين ألهمتهم يوميات "آنه فرانك"، وهو موسيقي روسي لأب أشتغل بالنقد الأدبي وأيضا عازف بيانو. كان مصير عائلته مشابها لمصير عائلة "آنه فرانك" ولكن من قبل نظام ستالين في الاتحاد السوفيتي السابق. ومن أهم أعماله الموسيقى التصويرية لفيلم "لينين في باريس" الذي أخرجه سرجي يوتكفيتش، وأوبرا رسائل" فان جوخ" والكثير من الأعمال الموسيقية للأوركسترا، وأخرى ألفها خصيصا لبعض الآلات الموسيقية مثل الكمان والتشيلو.

الكاتب: هاني غانم

مراجعة: ابراهيم محمد