في حوار مع مسائية DW.. خبير ألماني يشكك بتغيير طالبان لنهجها

سلطت مسائية DW الضوء على التعامل الأوروبي والألماني مع طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان،  إذ أشار المتحاورون إلى "مفارقة" في تعامل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مع أفغانستان، تتمثل بتعزيز الصرف على المساعدات الإنسانية للأفغان وتحويل الناتو ميزانيته القتالية لهذه الغاية، بينما يوقف الاتحاد الأوروبي مساعداته التنموية المشروطة.

وفي الحوار الذي أداره الزميل أحمد اعبيدة، اعتبر الضيوف أن ممثل السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل بات اليوم يتعامل "ببراغماتية وبسياسية الأمر الواقع مع طالبان"، موضحين أن ذلك يظهر عبر المساعدات ، بالإضافة لتصريحات بوريل حول التعامل والتواصل مع طالبان لتجنب موجة هجرة جديدة إلى أوروبا ولضمان إجلاء الرعايا الأوروبيين والأفغان المتعاونين معهم بالإضافة لضمان عدم انفلات الأمور في البلاد؛ في حين يصرّ بوريل على أن كل هذا التواصل سيحصل دون الاعتراف بشرعية طالبان في الوقت ذاته وفقا لبوريل نفسه.

وجاء النقاش في حلقة خاصة افردها برنامج المسائية لتقييم مواقف حلفاء الناتو من سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية، والانسحاب العسكري وتداعياته بصورته التي تابعها العالم الأحد الماضي.

في ذات النقاش، أظهر غوستاف غريسيل الخبير في شؤون الدفاع في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الكثير من النقد للموقف الألماني، معتبرا أن "حرب الناتو" في أفغانستان تمت خسارتها فعلا قبل عشر سنوات، مقللاً من احتمالية أن الحركة غيرت ادبياتها  ومرجحاً أن تكون تقوم بتكتيك يكسبها الوقت.

وأضاف غريسل أن الحكومة الألمانية مدركة لعدم تغيّر الحركة وأنها جاهزة لاحتمال مطالبة طالبان بفدية مقابل خروج الدبلوماسيين من البلاد. تجدر الإشارة هنا إلى أنه ـ وحسب السلطات الألمانية ـ فإن  عملية إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الألمان وكذا المتعاونين مع الجيش الألماني، تتواصل دون أي معوقات من قبل طالبان. 

وعبّر غريسل عن خيبة أمله إدارة إجلاء الألمان والمتعاملين معهم من الأفغان من البلاد، معتبرا أن البيروقراطية أعاقت كل شيء، وأن الساسة لم يصغوا للمعلومات الأمنية والاستخبارية التي "كانت على الطاولة" وأكدت أن طالبان كانت تتقدم بسرعة كبيرة.

وانتقد غريسل بصورة كبيرة ما وصفه بـ "فشل" ألمانيا على مستوى لم يتخيله في حياته في ملف الإجلاء، مبينا ومن معلوماته الأمنية أنه كان على ألمانيا الاستماع لمطالبات حزب الخضر بسحب المتعاقدين والدبلوماسيين مبكرا وأن تلكؤ وزارة الخارجية تسبب في هذا المأزق.

ووصّف الخبير الدفاعي الألماني ما حصل بأن الساسة تعاملوا بلا أخلاقية وبصورة تفتقر للجدية مع معلومات أمنية واستخباراتية، وأن هذا كله اليوم تتحمل تبعاته الأجهزة الدفاعية.

وكشف غريسل أن من إشكالات التعاطي الألماني مع ملف الإجلاء أيضا أن إجلاء العاملين في السفارة الألمانية تم عبر الولايات المتحدة، إذ لجأ العاملون بالسفارة الى السفارة الأمريكية ليتم إجلاؤهم، مضيفا أنه يظن أنهم لو لم يفعلوا لما تم إجلاؤهم من أفغانستان.

ووقف برنامج مسائية DW اليومي الحواري خلال ثلاثة أيام متواصلة على تداعيات الأزمة في أفغانستان من مختلف أبعادها: أمريكياً، تركياً، ألمانيا ودول جوار أفغانستان بالإضافة للمشهد الداخلي والاستقطاب العالمي.

ف.م/ع.ج.م