قائد الجيش البريطاني يدعو إلى إجراء محادثات مع طالبان

قال رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز انه من المستحسن التحاور مع طالبان "سريعا" في إطار إستراتيجية انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. وصرح الجنرال ريتشاردز في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الاحد (27 يونيو/حزيران) أن اعتقاده الشخصي"يتمثل في أن المحادثات مع طالبان يجب أن تبدأ في"القريب العاجل". وتابع القائد العسكري بالقول "لكن في الوقت نفسه علينا مواصلة العمل الذي ننجزه على مستوى الجيش والإدارة والنمو للتحقق من أنهم (الافغان) لا يعتقدون أننا نتخلى عنهم".

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أطلق سياسة اليد الممدودة مع طالبان من خلال تنظيم مؤتمر " جيرغا السلام " مطلع حزيران/يونيو في كابول والذي ضم 1600 ممثل عن قبائل والمجتمع المدني الأفغاني. وقدم هذا المجلس مقترحات ترمي إلى إنهاء الحرب ولم يتم دعوة طالبان للمشاركة فيها.

وتأتي تصريحات رئيس أركان الجيش البريطاني مباشرة عقب إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة على هامش مجموعة الثماني في هاتنسفيل بكندا انه يرغب في انسحاب القوات البريطانية خلال خمس سنوات من دون ان يقدم جدولا زمنيا محددا.

الحرب في افغانستان "اكثر صعوبة وبطئا"

يأتي هذا فيما اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (السي اي ايه) ليون بانيتا الأحد بان الوضع في أفغانستان "يتقدم" إلا أن الحرب تبدو "أكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا"، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك في فرص نجاح التحالف الدولي في حربه على طالبان. وخلال مقابلة نادرة مع شبكة ايه بي سي الاميركية أكد بانيتا أن الإستراتيجية التي تتبعها واشنطن هي الإستراتيجية السليمة حتى ولو "أن الأمر لن يكون سهلا".

تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جاءت بعد أيام من إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال وإعلان تعيين الجنرال ديفيد بترايوس محله. وذكرت صحيفة ذي اندبندنت اون صنداي البريطانية أن إقالة الجنرال ماكريستال من منصبه لم يكن بسبب التصريحات الصحافية التي أدلى بها فقط، بل ترجع أيضا إلى تقييم سلبي جدا قدمه إلى وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف.

ففي وثائق عسكرية سرية، نبه الجنرال هؤلاء إلى انه ينبغي عدم انتظار اي تقدم في الأشهر الستة المقبلة، مشككا بذلك في امكانية بدء سحب القوات الأميركية في تموز/يوليو 2011 وفقا لرغبة الرئيس اوباما. ووصف الجنرال الحكومة الأفغانية بأنها "غير فاعلة وفاقدة للمصداقية".

مقتل خمسة جنود من ايساف

ويتزايد التمرد الذي تقوده طالبان رغم وجود قوات أجنبية تزيد عن 150 ألف جندي مع وصول أعمال العنف إلى أسوأ مستوياتها منذ أن أطاحت قوات قادتها الولايات المتحدة بحركة طالبان في أواخر 2001 . ففي أحدث الانباء الواردة من أفغانستان أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان (ايساف) اليوم الاثنين ان خمسة جنود من بينهم أربعة نرويجيين يعملون ضمن القوة قتلوا. وأكدت وزارة الدفاع النرويجية جنسيات الأربعة الذين قتلوا في انفجار قنبلة على جانب طريق في شمال أفغانستان أمس الاحد. وقتل عسكري خامس من ايساف أثناء هجوم شنه مقاتلون في جنوب البلاد الأحد.

وقتل أكثر من 90 جنديا اجنبيا حتى الان في يونيو حزيران وهو ادمى شهر للقوات الدولية منذ بدء الحرب . وقتل اكثر من 310 جنود حتى الان هذا العام مقابل نحو 520 في عام 2009 كله.

(ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)

مراجعة: هيثم عبد العظيم