قضية المعتقل التركي السابق تتفاعل على الساحة الألمانية – DW – 2006/10/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قضية المعتقل التركي السابق تتفاعل على الساحة الألمانية

دويتشه فيله/ وكالات (ع.م.ج.)١٨ أكتوبر ٢٠٠٦

لاتزال مزاعم المواطن التركي مراد كورناز المتعلقة بتعرضه للتعذيب على يد عناصر ألمانية في باكستان تتفاعل على أكثر من صعيد. الحكومة الألمانية تبحث اليوم تكوين لجنة للتحقيق، ووزارة الدفاع تعترف بلقاء بعض جنودها مع كورناز.

https://p.dw.com/p/9GIL
مراد كورنازصورة من: AP/Radio Bremen TV

أخذت قضية التركي الذي أطلق سراحه مؤخرا من معتقل غوانتينامو، مراد كورناز، تتفاعل على كافة المستويات السياسة الألمانية، بعد ان زعم المذكور بأنه تعرض للتعذيب من قبل جنود ألمان عقب اعتقاله في باكستان على خلفية الحرب على الإرهاب. وكان كورناز الذي يقيم في مدينة بريمن الواقعة في شمال المانيا قد أعتقل في باكستان بعد ضربات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 بتهمة الضلوع في أعمال إرهابية، واقتيد الى سجن غوانتانامو في كوبا عام 2002.

وزارة الدفاع الألمانية شكلت لجنة داخلية لتفنيد مزاعم المواطن التركي المقيم بصفة دائمة في ألمانيا. وأبدت هذه اللجنة اهتمامها باستجواب كورناز بشكل شخصي بشأن تلك المزاعم، حسب ما أفاد محامية بيرنهارد دوكي. وقال المتحدث باسم الوزارة، توماس رابه، بأن وزارته تأخذ هذه الانتقادات "على محمل الجد بشكل كبير". وكأول إجراء سوف يطلب من الجنود الذين كانوا معسكرين في قندهار آنذاك "تقديم تقرير رسمي عاجل"، حسب تعبير المتحدث. وأضاف المتحدث بأن التحقيق الأولي لا يشير إلى ان جنودا ألمان اشتركوا مع الأمريكيين في التحقيق مع معتقلين يتحدثون الألمانية في قبضة القوات الأمريكية. لكن المتحدث اقر بأن جنودا من الجيش الألماني التقوا مراد في أفغانستان لكنه نفى ان يكون هؤلاء قد قاموا بتعذيبه أو حتى تبادلوا معه الحديث. وأضاف بأن العملية اقتصرت على مجرد "تبادل النظرات" فيما تحدث وزير الدولة لشئون البرلمان، كريستيان شميت عن "إتصال شفوي غير مادي"!

Häftling in Guantanamo
معتقل غوانتينامو سيء الصيتصورة من: dpa

أما على صعيد الحكومة الاتحادية فيزمع طرفا الائتلاف الحاكم، الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، تشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم مراد كورناز. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية بأن قرار تشكيل هذه اللجنة سيتم مناقشته في لقاء سيتم اليوم بين ممثلي الحزبين الحاكمين. هذا وتعتقد بعض المصادر بأن توكل المهمة للجنة الشؤون الدفاعية في البرلمان. ويشكك كل من دوكي وموكله في مدى استعداد وزارة الدفاع لإجراء تحقيق شفاف بعد النفي المتكرر من جانبها في البداية وقررا عدم التعاون معها.

"الجنود الألمان عذبوني"

وقال كورناز، الذي قضى قرابة خمس سنوات في السجن قبل إطلاق سراحه في أغسطس/ اب، إن جنديين ألمانيين جذباه من شعره وضربا رأسه في الأرض أمام جنود أمريكيين في أفغانستان. وأضاف بأن هؤلاء كانوا يرتدون الزي العسكري الألماني وتحدثوا معه بالألمانية قائلين له بأنهم "جنود ألمان. نحن قوات ألمانية". وفي مقابلة مع قناة التلفزيون الألمانية الأولى (إيه. إر. دي). قبل يومين، وصف كورناز طريقة التعامل مع السجناء عندما كانوا في المعتقل الأمريكي في قندهار بالقول بأنهم كانوا يتعرضون للتعذيب بشكل شبه يومي "كنا نجبر على الوقوف في البرد بدون ملابس. مورست معنا كل وسائل التعذيب التي يمكن تصورها." وعن تعذيبه من قبل جنود ألمان قال " لم يكن ذلك تحقيقا (...) اعتقد انهم كانوا يتسلون. لقد تم تعذيبي من قبل هؤلاء الجنود الألمان تماما كما من قبل الأمريكيين". وكشف عن انه حتى في قاعدة غوانتينامو تم التحقيق معه من قبل محققين ألمان.

Rabiye Kurnaz
أم مراد ناضلت نضالا مريرا في سبيل إنتزاع إبنها من فك الأمريكانصورة من: DW-World

وتعتقد مجلة "شتيرن" الألمانية التي قابلت كورناز بان هؤلاء الجنود ربما يكونوا من الوحدات الألمانية الخاصة، لان هذه هي القوة الألمانية الوحيدة التي كانت تتمركز في قندهار آنذاك. من جانبه كتب احد الضباط الألمان الذي ينتمي لتلك الوحدة العسكرية الخاصة عن طرق التعذيب التي كان الجنود الأمريكان يمارسونها مع المعتقلين بتهمة الإرهاب في القاعدة الأمريكية في قندهار. وقال الضابط الذي لم يرغب في ذكر اسمه لمجلة "شتيرن": "رأينا كيف يركل الجنود الأمريكان المعتقلين ويضربونهم. لقد كان ذلك بكل بساطة أمر وضيع". غير ان هذا الضابط الألماني لم يشر إلى مشاركة زملاء له في تعذيب المعتقلين.

المعارضة تضغط لكشف تفاصيل القضية

وتضغط المعارضة الألمانية من جانبها على ضرورة التحقيق في القضية وكشف كل تفاصيلها للرأي العام. وزيرة العدل الألمانية السابقة في حكومة المستشار هيلموت كول زابينا لويتهويسر ـ شنارنبيرجر صرحت بأنه من غير الممكن أن يرمى إنسان في السجن لأربع سنوات دون حكم ولا يسأل احد عن المسئولين عن ذلك. لذلك يجب، والكلام للسياسية في الحزب الليبرالي الحر المعارض، أن تكشف الحكومة كل التفاصيل للرأي العام، معربة عن إمكانية أن تكون الحكومة الألمانية السابقة ضالعة في المسئولية. من ناحيته يطالب حزب اليسار المعارض بمساءلة وزير الخارجية الحالي فرانك ـ فالتر شتاينماير، الذي كان رئيسا لمكتب المستشار في الحكومة الألمانية السابقة. يذكر أن عملية إطلاق سراح مراد كورناز تُحسب لحكومة المستشارة انجيلا ميركل التي تدخلت لدى الجانب الأمريكي، بينما وُجهت انتقادات حادة لحكومة سلفها جيرهارد شرودر مفادها أنها تجاهلت طلبا أمريكيا بتسلمه عام 2002، بعد أن ثبت عدم ضلوعه في الإرهاب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد