قطاع صناعة الآلات الألماني يسابق العصر ويحقق أرقاماً قياسية هذا العام

لا يخفي ديتر بروكلاخر سعادته الفائقة بالتطورات الإيجابية الأخيرة في قطاع الاقتصاد الذي يمثله، فرئيس رابطة الشركات العاملة في حقل بناء الآلات يشير إلى توقعات بارتفاع نسبة نمو في إنتاج هذا الحقل تصل على 3 % في العام الحالي. كما أنه يشير إلى أن جميع أقسام المصانع الألمانية تعمل في الوقت الحاضر بكل طاقتها الممكنة، كما تضطر بعضها إلى الطلب من عامليها العمل ساعات إضافية. وتأتي هذه المعطيات الإيجابية، التي لم يحققها هذا القطاع الصناعي المهم في ألمانيا من قبل، في الوقت الذي يرجح فيه المحللون قيمة إنتاجه إلى 144 مليار يورو.

أرقام قياسية للصادرات

ووفقاً للمعطيات المتوفرة لدى الرابطة الألمانية، التي تمثل هذا القطاع الصناعي، فإن غالبية الآلات المصنوعة تٌصدر إلى الأسواق الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وبريطانيا، وأسبانيا. أما الاقتصاد الصيني، الأكثر نمواً في الوقت الراهن، فتقل نسبة استيراده للآلات الألمانية بصورة ملفتة للانتباه وهى ظاهرة لم يستطع أحد من الخبراء تفسيرها حتى الآن. أما فيما يتعلق بالمخاوف المرتبطة بارتفاع أسعار الوقود الخام، فإن الكثير من المراقبين يعتبرون أن استيراد ألمانيا لمزيد من المواد الخام لا يؤثر على قطاع صناعة الآلات بصورة خاصة، فظاهرة استيراد المواد الخام ليست ظاهرة ألمانية فقط فقط، بل يتم مراقبتها في كل الدول الصناعية الكبرى.

فرص عمل جديدة

وعلى الرغم من أن قطاع صناعة الآلات الألماني يستفيد بشكل كبير من هذا الانتعاش الذي لم يسبق له مثيل، إلا أن نسبة أرباح الشركات الألمانية تبقي متواضعة جداً مقارنة بهذه الطفرة الإنتاجية، وهو تطور يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام سابق الذكر وإرتفاع تكاليف الإنتاج في ألمانيا. وتثير هذه الظاهرة قلق ديتر بروكلاخر، رئيس رابطة صناعة الآلات الألمانية، لأنه يأمل في أن ينجح قطاعه الصناعي في خلق 400 فرصة عمل جديدة في عام 2005. ويذكر أن الصادرات الألمانية تساهم في ارتفاع قيمة مبيعات الاقتصاد الألماني بمعدل 6 % سنوياً منذ عام 1991.

الصادرات الألمانية محرك الاقتصاد الأول

تأتي هذه المعطيات الإيجابية حول الانتعاش الذي يشهده قطاع صناعة الآلات الألماني، لتعطي مثالاً آخر حول التباين الكبير في تقييم نقاط قوة وضعف الاقتصاد الألماني. فالاقتصاد الألماني يضاهي من حيث قوة بنيته وتنوع صادراته اقتصاديات كثير من دول العالم. كما أن الدراسات الأخيرة تشير إلى انه لا داعي للقلق حول الوضع الاقتصادي العام لألمانيا وحول قدرة الاقتصاد الألماني التنافسية في الأسواق العالمية، وذلك على الرغم من وجود ما يقرب 5 ملايين عاطل عن العمل. وفي هذا السياق يطالب الكثير من خبراء الاقتصاد المؤسسات والشركات الألمانية بالقيام بإصلاحات جذرية لإدخال المرونة في سوق العمل بهدف التعاطي مع استحقاقات الاقتصاد العالمي المتعولم. وفي السياق ذاته تشير الدراسة الأخيرة التي قام به المعهد الاقتصادي الألماني في مدينة كولونيا حول الوضع الاقتصادي العام إلى أن ألمانيا تعتبر "بطلاً العالم في مجال التصدير بالمقارنة مع دول العالم الأخرى." كما تخفف الدراسة من هول النقاش الدائر في الآونة الأخيرة حول الرأسمالية وتأثيرها السلبي على الاستثمارات المحلية، كما تحاول توضيح المفارقة بين ارتفاع نسبة الصادرات إلى جانب ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت إلى مستويات قياسية.

دويتشه فيله