قواعد صارمة تنظم عمل الأطفال في ألمانيا

بمناسبة اليوم العالمي من أجل القضاء على عمالة الأطفال الذي يصادف اليوم الثلاثاء(12 يونيو/حزيران) دعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة الى بذل جهود جديدة لكسر دائرة الفقر وتحرير مزيد من الأطفال من التعرض للاستغلال في مجال العمل. في هذا السياق أكدت ايف كراولي المسؤولة في منظمة الفاو أن عمالة الأطفال مرتبطة مباشرة بالفقر، مشيرة الى انه حيث يوجد الفقر يوجد غالبا أطفال يعملون، ومن ثم فان أحد أهم سبل معالجة عمالة الأطفال، في نظر المسئولة الدولية، هو في المساعدة على خفض معدلات الجوع والفقر في العالم. وتقول منظمة الفاو إن الأطفال يجبرون على العمل إما ليتمكنوا من إعالة أنفسهم أو إعالة أسرهم. ويعاني هؤلاء الأطفال من نقص في التعليم وفقر الخدمات الصحية التي يحصلون عليها وانحسار فرص العمل البديلة.

هذا ووقعت اليوم ست منظمات دولية اتفاقا لمكافحة عمالة الأطفال في قطاع الزراعة والبدء في ما أطلق عليه شراكة للتصدي لهذه المشكلة. وهذه المنظمات هي الى جانب منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمنتجين الزراعيين، منظمة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية والاتحاد العالمي للعاملين في صناعة الغذاء.

الطفولة في خطر!

ووفقا لتقديرات منظمة الفاو في عام 2004 فإن الأطفال العاملين في مجال الزراعة يمثلون نحو 70% من إجمالي عمالة الأطفال على مستوى العالم والتي تقدر بنحو 218 مليون طفل. ويعمل الكثير من هؤلاء في أعمال يمكن أن تضر بصحتهم أو تؤدي الى حوادث خطيرة من بينها فقد أطراف وتشمل التعامل مع مبيدات حشرية سامة واستخدام أدوات قطع خطيرة أو العمل في درجات حرارة مرتفعة أو العمل لساعات طويلة.

في ألمانيا الفقر ليس الدافع الوحيد

بالنسبة لعمل الأطفال في ألمانيا فإن هناك قواعد قانونية صارمة يتم تنفيذها بدقة عالية في ظل مراقبة شديدة على تنفيذها من قبل السلطات المختصة، كما يقول باول ـ جوزيف ينسينج، الطبيب والأخصائي في مجال عمل الأطفال في مصلحة العمال في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا. ويضيف ينسينج، في مقابلة مع موقعنا، قائلا بأنه لا يسمح للأطفال تحت سن الثالثة عشرة بالعمل بأي حال من الأحوال، بينما يسمح القانون الألماني للأطفال فوق سن 13 سنة بالعمل بمعدل ساعتين في اليوم فقط وفي مجالات معينة وتحت شروط محددة، مشيرا الى انهم وحتى سن الخامسة عشر لا يزالون من الناحية القانونية أطفالا ويسمح لهؤلاء بممارسة أعمال معينة وخفيفة مثل توزيع الصحف مثلا او المنشورات الإعلانية وكذلك في المؤسسات الثقافية مثل دور المسرح الأوبرا والتمثيل وكذلك في الأندية الرياضية.

ويؤكد الخبير الألماني على أنه في هذه الحالات هناك قواعد صارمة تنظم عمل الأطفال في هذه المجالات، كما انه عند تشغيلهم في مجالات الإعلام فإنه يتم الحرص على توفير الرعاية النفسية لهم. ويؤكد ينسينج بأنه عادة ما يتم الإلتزام الدقيق بالقواعد القانونية التي تنظم عمل الأطفال وان وجدت بعض الحالات فهي إستثنائية ونادرة. ويشير المسؤل الالماني الى ان عمل الأطفال في ألمانيا "ظاهرة" ملفتة للنظر، حيث يقبل الأطفال على ممارسة بعض الأعمال المحببة إليهم أصلا وذلك ليس بسبب الفقر، وإنما في الغالب لزيادة مصروفهم اليومي، مشيرا إلى أنه ثبت من خلال بعض الدراسات العلمية الى أن الأطفال الذين يعملون ينتمون لأسر تتمتع بمستوى اقتصادي متوسط.