قنبلة نووية – DW – 2006/10/10
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قنبلة نووية

١٠ أكتوبر ٢٠٠٦

تجربة كوريا الشمالية النووية تسبب ضجة سياسية عالمية ومجلس الأمن يهدد بعقوبات صارمة. خبير ألماني يشكك في لقاء مع موقعنا بجدوى العقوبات على نظام بيونغ يانغ ويقدم للدول العظمى اقتراحا لحل ألازمة هو الأمثل حسب وجهة نظره.

https://p.dw.com/p/9END
النظام الكوري الشمالي يعتبر القنبلة النووية سبيلا لتحسين مواقفه التفاوضية مع المجتمع الدوليصورة من: AP

ما زالت تداعيات التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية تتفاعل على الساحة الدولية، فقد عبر العديد من الأطراف الدولية عن رفضها لمثل هذا الإجراء، بوصفه استفزازا وتهديدا للاستقرار والأمن العالميين. ومن المتوقع أن يجتمع اليوم الأعضاء الخمسة دائمو العضوية في مجلس الأمن الدولي واليابان لمواصلة البحث في رد مجلس الأمن على تلك التجربة وذلك على أساس المقترحات الأمريكية لفرض عقوبات. ومن المنتظر أن يبحث المجتمعون مقترحات للتوفيق بين المشروع الأمريكي وبعض المقترحات التي تقدمت بها اليابان التي تتجه أيضا إلى مزيد من الحزم والصرامة في التعامل مع هذا الملف النووي.

ويتلخص مشروع القرار الأمريكي بإدانة شديدة للتجربة النووية وتخلي بيونغ يانغ عن برامجها للأسلحة النووية وكذلك مطالبة بيونغ يانغ بالعودة فورا ودون شروط مسبقة إلى المفاوضات السداسية. كما ينص مشروع القرار على عودة كوريا الشمالية إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والى ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي حال عدم امتثالها لهذه المطالبات فإن المشروع المقترح ينص على فرض حظر على الأسلحة والمواد المتعلقة بها وكذلك على المعدات المرتبطة بالتكنولوجيا النووية أو المتعلقة بتكنولوجيا الصواريخ، بالإضافة إلى عقوبات اقتصادية أخرى.

موقف الصين وروسيا

Shinzo Abe
رئيس الوزراء الياباني ينادي بضرورة تشديد العقوبات على كوريا الشماليةصورة من: AP

وفيما يتعلق بالدور الصيني والروسي في التعاطي مع هذه الأزمة يرى المحلل الألماني للشؤون الاستراتيجية والباحث في الشؤون الكورية، هانس- يوخائيم شميت أنه على الرغم من وجود "توجه دولي حقيقي لتشديد العقوبات"، إلا أن الصين وروسيا تقفان "ضد فرض عقوبات مشددة أخرى من قبل الأمم المتحدة." كما أوضح الخبير الألماني أنه في الوقت الذي ترفض فيه روسيا والصين مثل هذه العقوبات، ترفض أيضا "إجراء بيونج يانج مزيدا من التجارب النووية". وفي السياق ذاته، أشار شميت إلى أن روسيا والصين "تطالبان الولايات المتحدة الأمريكية بالمزيد من المرونة من أجل إطلاق الحوار مع كوريا الشمالية." ويرى المحلل الألماني أن جوهر المشكلة يكمن "في عدم استماع الأمريكيين والكوريين الشماليين لبعضهم البعض". وأوضح شميت أن "غياب الحوار ولغة التفاهم المشتركة" من شأنه أن يصعد الموقف عسكريا إلى حد "إشعال حرب" في المنطقة.

جدوى العقوبات الاقتصادية

وفي إطار العقوبات الاقتصادية اليابانية المقترحة، تدرس طوكيو ايضا إمكانية وقف الواردات والصادرات من كوريا الشمالية واليها، بالإضافة إلى عقوبات مالية أخرى. كما تدرس إمكانية تفتيش سفن الحاويات المتجهة أو المغادرة لكوريا الشمالية وهو اجراء كانت قد اقترحته الولايات المتحدة. وعن جدوى العقوبات الاقتصادية يشير الخبير الألماني شميت، الى انها "ستزيد الأمور تعقيدا ومن شأنها أن تزيد من خطورة الوضع هناك". ويرى أن الإعلان عن فرض حظر بحري عسكري على كوريا الشمالية "لن يجدي نفعا" وأن هذا قد ينجح في حالة "مشاركة الصينيين" وهم كما يرى "غير مستعدين في الوقت الراهن للمشاركة في مثل هذا الأمر."

Hunger in Nordkorea
العقوبات الدولية المقترحة قد تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانيةصورة من: AP

وعن الدور الصيني في فرض عقوبات اقتصادية محتملة أشار الخبير الألماني، شميت، إلى أن الصين "سترد بفرض عقوبات على كوريا الشمالية ولكنها لن ترقى إلى مستوى زعزعة النظام السياسي في بيونج يانج." ويبدو أن الدور الصيني في عملية العقوبات يعد "مفتاح النجاح" لجعل العقوبات "أكثر تأثيرا" على النظام الكوري الشمالي، لاسيما وأن الصين هي المزود الأول للطاقة لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى جوانب الدعم الأخرى، كما يرى السيد شميت.

سباق تسلح نووي؟

يرى عدد من المحللين بأن التجربة النووية الكورية الشمالية قد تساهم في إطلاق سباق تسلح نووي في منطقة شرق آسيا. ولكن الخبير الاستراتيجي الألماني، شميت، لا يرى "أثرا مباشرا لذلك" في الوقت الراهن، إلا إّذا تم تصعيد خطير للموقف. ولعل ذلك يعود إلى السياق التاريخي، فغالبية كبيرة من الشعب الياباني "ترفض" التسلح النووي لبلادهم. ولكن في الوقت ذاته، فإن أطرافا في المؤسسة الرسمية اليابانية وخاصة الجناح القومي من الحزب الليبرالي الديمقراطي أخذت تنادي بضرورة "فتح النقاش في تسلح نووي ياباني محتمل." وعلى صعيد كوريا الجنوبية، فإن الصورة تبدو معاكسة، فبينما ترى أغلبية كبيرة من الشعب الكوري بوجوب تسلح بلادهم نوويا، يرفض المستوى السياسي مثل هذه التوجهات الشعبية.

بوادر انفراج؟

Nordkorea Jahrestag Militärparade
تدخل صيني فاعل قد يحد من طموحات النظام العسكري في كوريا الشماليةصورة من: AP

وفي تطور جديد أفاد عدد من الأنباء الصحفية نقلا عن مصادر سياسية كورية شمالية استعداد بيونج يانج إنهاء برنامجها النووي والعودة للمحادثات السداسية لمناقشة القضية إذا ما تعاملت الولايات المتحدة بالمثل. ويرى المحلل الاستراتيجي الألماني، شميت ، بأن كوريا الشمالية تهدف من وراء الإعلان عن هذه التجربة " إعادة تطبيع العلاقات مع واشنطن ورفع العقوبات الاقتصادية عنها." فهذا الأمر يندرج في إطار "تعزيز المواقف التفاوضية والتعامل بالمثل". وفي سؤال لموقعنا حول الخيارات المتاحة لكوريا الشمالية، أجاب الخبير شميت بأن بيونج يانج "دفعت إلى الزاوية" وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعامل معها على انها "شريك". ومثل هذه المواقف دفعت كوريا الشمالية "للسير في هذا الخط" وأن الخط العسكري هو "الورقة الوحيدة التي تملكها كوريا الشمالية لتعزيز موقفها."

ومن أجل تخفيف حدة التوتر، يرى المحلل الألماني بأنه "يتوجب على الولايات المتحدة أن تقدم عروضا سخية" لجعل النظام الكوري يتصرف بطريقة أكثر عقلانية واتزانا. هذا الأمر يستدعي جلوس الأطراف المختلفة إلى طاولة المفاوضات، ولاسيما الجانبان الأمريكي والصيني بوصفهما مفتاح حل الأزمة. ولكن يبدو أنه في الوقت الحالي وفي ظل تمسك الأطراف بمواقفها، فإن فتح "قنوات تفاوض سرية" بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية تلعب فيها الصين "دور الوسيط" يمكن أن يساهم في نزع فتيل الأزمة، كما يرى الخبير الألماني.

اجرت المقابلة: كلاوديا بريفنتساروس

إعداد هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد