لقاء قمة المجموعة الثالثة: راقصو التانجو في مواجهة الطواحين الهولندية

هولندا- الأرجنتين

بعدما خرج المنتخبان الأرجنتيني والهولندي معافيين من "مجموعة الموت" بحجزهما بطاقة التأهل إلى الدور الثاني يلتقيان اليوم لتحديد بطل المجموعة. وكانت الأرجنتين قد خاضت مباراة صعبة أمام ساحل العاج في الجولة الأولى وتغلبت عليها 2-1. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأرجنتين وهولندا تتقاسمان صدارة المجموعة الثالثة في كأس العالم، بعد أن سحقت الأولى صربيا والجبل الأسود بستة أهداف نظيفة وطحنت هولندا ساحل العاج بتسجيل هدفين في الجولة الثانية من مباريات الدور الأول من النهائيات. وبهذين الفوزين أصبح لكل من الأرجنتين وهولندا ست نقاط في حين تتفوق الأرجنتين بفارق الأهداف. وتحتاج الأرجنتين إلى التعادل فقط لإنهاء المجموعة في الصدارة كونها تتفوق على المنتخب الهولندي بفارق الأهداف.

وعن السيناريوهات المحتملة للخريطة الرياضية للمجموعة الثالثة التي ستحدد نتائجها من سيتربع على عرش قمة المجموعة، فإنّه اذا فاز المنتخب الأرجنتيني على هولندا أو تعادل معها، فسيحتل قمة المجموعة ويلاقي ثاني المجموعة الرابعة في الدور الثاني يوم السبت القادم في لايبزج. وإذا احتل الأرجنتينيون المركز الثاني فسيلعبون مع متصدر المجموعة الرابعة في نورمبرج يوم الأحد. ومن المنتظر أن تعطي هذه المباراة الفرصة أيضا للاعبي الاحتياط للمشاركة والذين لا يقلون شأنا عن الأساسيين وإراحة كبار نجوم المنتخبين.

وبالنظر إلى طبيعة الأداء، فإن الفريق الأرجنتيني يوصف حتى الآن بأنه من أكثر الفرق تنظيما وتماسكا سواء في خطوط الدفاع أو الهجوم، الأمر الذي قد يصعب الأمر أمام فريق الطواحين الهولندية. ففي لقائها مع صربيا ومونتينيغرو قدمت الأرجنتين عرضا كرويا رائعا، عد رسالة تحذيرية بل حقل ألغام إلى الفرق الأخرى، خصوصا عند غريمها التقليدي منتخب البرازيل.

ومن ناحية أخرى، فإن المنتخب الأرجنتيني يتهيأ إلى خوض مباراة صعبة أمام هولندا، فهو يدرك أنه لن يكون الأمر أمامه مجرد استعراض راقص إذا ما أراد التربع على قمة الهرم، بل لا بد أن يكون في تمام لياقته البدنية، مدعوما بطبيعة الحال بارتفاع رصيد ه في بورصة الترشيحات. وفي هذا الإطار، قال لاعب خط الوسط خافير ماشيرانو "ستكون مباراة جيدة لأن الفريقين يلعبان كرة قدم جيدة". وفي السياق ذاته، أكد مدافع الأرجنتين رودريغيز صعوبة المباراة أمام هولندا بقوله: "المنتخب الهولندي جيد ويسعى إلى التأكيد بعد ضمانه التأهل إلى الدور الثاني وهو الطموح ذاته لدينا بعد العرض الرائع أمام صربيا". وتابع "كلا المنتخبين يأمل في إنهاء الدور الأول بفوز لأنه ضمان كبير لاستمرار المعنويات العالية وطمأنة للجماهير للمضي قدما في المسابقة. وعن رموز المنتخب الهولندي أوضح رودريغيز بأن المنتخب الهولندي يملك لاعبين من الطراز الرفيع خصوصا اريين روبن وروبن فان بيرسي ورود فان نيستلروي وجيوفاني فان برونكهورست بالإضافة إلى لاعبين واعدين وبالتالي يجب أن نكون في قمة مستوانا لمواجهتهم"

وأمّا المنتخب الهولندي فيعلق آمالا كبيرة على هذه المباراة، إذ قال مدرب هولندا "الفوز في مباراة الغد مهم جدا بالنسبة إلينا، لقد لعبنا جيدا في الجولتين السابقتين بيد أن النتيجتين لا تعكسان ذلك. غدا سنلعب بارتياح كبير لأن اللاعبين تخلصوا من ضغط الدور الأول". وأشار أيضا بأنّه "يجب ان نبين للعالم ما تملكه هولندا للمضي قدما في المونديال الحالي."

وتكمن خطورة المنتخب الهولندي باللاعب روبن، الجناح النفاث الذي يملك قدرات كبيرة على المراوغة الرائعة إلى جانب فان بيرسي وفان نيستلروي صاحبي اللمسات الساحرة. هذا الثالوث بشكل عنصرا خطيرا في المنتخب الهولندي وتحديا كبيرا للمنتخب الأرجنتيني وهو يعيد إلى الأذهان فلسفة "الكرة الشاملة" التي قدمها إلى العالم مدرب منتخب هولندا رينوس ميكيلز في السبعينيات. ويحظى بروبن بدعم المدرب فان باستن ، حيث قال "أنا راض جدا عن أداء روبن، فكلما كانت الكرة في حوزته عرف كيف يتصرف بها أكان من ناحية المراوغة او بالتمرير إلى أحد زملائه".

ومن ناحية أخرى وفي أنباء غير سارة للفريق الهولندي، فأنه يتوقع غياب ستة لاعبين أمام مباراة الأرجنتين بسبب الإنذارات،كما أشار إلى ذلك المدير الفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم . ففي تصريحات له أوضح أنّه قد يلجأ إلى عدم إشراك ستة لاعبين في آخر مبارياته بالمجموعة الثالثة لكأس العالم أمام الأرجنتين وذلك لكيلا يتعرضوا للإيقاف في دور 16 نظرا لحصول كل واحد منهم على إنذار. فقد قال فان باستن للصحفيين "سنجازف اذا بدأنا المباراة بلاعبين بعينهم وعلينا أن نختار." واللاعبون الذين حصلوا على البطاقات الصفراء هم جيوفاني فان برونكهورست ويوريس ماثيسن وجوني هيتينجا وارين روبن وخالد بولحروز ومارك فان بوم وذلك في مباراتي هولندا أمام منتخبي صربيا والجبل الأسود وساحل العاج.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه إذا تلقى أي لاعب منهم بطاقة صفراء ثانية سيتم إيقافه ولنيلعب في الدور التالي . وعن وغاب فيليب كوكو وهيتينجا عن التدريب بسبب إصابة في الكاحل ، قال فان باستن "لا أتوقع مشكلات خطيرة بالنسبة لهما في المباراة."

وتجدر الإشارة هنا إلى تاريخ المواجهة الأولى بين المنتخبين يعود إلى مونديال 1974 عندما فازت هولندا 4-صفر وردت الأرجنتين التحية 3-1 بعد التمديد في نهائي مونديال 1978. ولكن هولندا ثأرت لنفسها بفوزها 2-1 في مرسيليا عام 1998، وتعادلا 1-1 في امستردام عام 1999 قبل ان تفوز هولندا على الملعب ذاته 1-صفر عام 2003.

ساحل العاج-صربيا ومونتينيغرو

استاد ميونخ سيشهد لقاء الجريحين، العاجي والصربي، في مباراة توصف بأنّها تحصيل حاصل. ولكن من زاوية أخرى، يكتسي هذا اللقاء أهمية كبيرة للمنتخبين، خصوصا للعاجي الذي يملك أفضلية أمام صربيا نظرا لأدائه الرائع أمام منتخبات الأرجنتين وهولندا. ولكن سيحاول الصربيون تضميد جراحهم ومحو آثار الهزيمة المذلة أمام الأرجنتين. فكلا المنتخبين يحمل شعارا واحد وهو الفوز وعدم العودة بخفي حنين. وعن أفضلية المنتخب العاجي، قال مدرب ساحل العاج الفرنسي هنري ميشال "الجميع يقول بان فريقي يلعب كرة رائعة لكن المهم هو النتيجة، وبالتالي فان الأخيرة سلبية ونحن بحاجة إلى الفوز في المباراة الأخيرة لنعزي أنفسنا على اقل تقدير ونخرج بثلاث نقاط من مجموعة الموت ومن المونديال الأول في تاريخ ساحل العاج". وأكد مهاجم ايندهوفن الهولندي ارونا كوني "سنحاول الفوز على صربيا ومونتينيغرو، لاننا لا نستحق الخروج بدون أي نقطة".

من جهة أخرى، أكد مدرب صربيا ايليا بيتكوفيتش ان الفوز هو "الوحيد الذي سيخفف وطأة الخسارة المذلة أمام الأرجنتين. لعبنا جيدا ضد هولندا وخسرنا بصعوبة وضد الأرجنتين تاه اللاعبون في الملعب ولقنا درسا في فنون اللعبة". وقي خطوة مفاجئة أعلن مدافع فريق شالكه الألماني الصربي ملادن كرستاييتش عن نيته اعتزال اللعب دوليا بعد المباراة الأخيرة التي تخوضها بلاده ضد ساحل العاج ضمن منافسات المجموعة الثالثة لنهائيات كأس العالم. وفي تصريحات نشرتها له صحيفة "بيلد" الألمانية، قال كرستاييتش: "في الواقع كان من المقرر ان أواصل اللعب حتى كأس الأمم الأوروبية المقررة في النمسا وسويسرا عام 2008، لكنني في النهاية قررت التوقف عن خوض المباريات مع المنتخب الأربعاء المقبل". وفي سياق متصل، سيظل شبح البطاقة الحمراء التي حصل عليها في مباراتة منتخبه مع الأرجنتين ملازما له. فقد عبّر عن ذلك بقوله" "كل مرة سأدخل فيها ملعب أرينا ستعود صورة البطاقة الحمراء إلى مخيلتي، إذ أن زملائي في المنتخب سيغادورن، فيما أنا باق هنا 3 سنوات أخرى للدفاع عن ألوان شالكه." وقد أثارت نتائج منتخب صربيا صربيا ومونتينيغرو عاصفة كبيرة، دفعت المدرب الفريق ايليا بيتكوفيتش إلى تقديم استقالته من منصبه، حيث قال بيتكوفتش "سأستقيل من منصبي بمجرد وصولنا الى بلغراد".

إيران - أنجولا

تتصارع انغولا والمكسيك على البطاقة الثانية للمجموعة بعد أن اقتربت البرتغال من احتلال الصدارة. وفي رصيد "بنك النقاط" تملك انغولا نقطة واحدة مقابل 4 للمكسيك التي تحتاج إلى التعادل فقط للحاق بالبرتغال إلى الدور الثاني، فيما يتعين على انغولا الفوز على إيران التي ودعت البطولة وتمني فوز البرتغال على المكسيك مع الأخذ بعين الاعتبار فارق الأهداف لأنها ستتساوى والمكسيك في النقاط،، الذي يبلغ 4 لكل منهما.

وهذه المباراة هي وداعية لإيران وستدخل المباراة دون حوافز أو مقبلات بعد أن منيت بهزيمتين متتاليتين. وقد خسرت ايران أولى مبارياتها ضمن مباريات المجموعة الرابعة أمام المكسيك 3-1 فيما فازت البرتغال على أنجولا 1-.0

وعن حجم استعدادات منتخب أنجولا، أكد مدرب انغولا لويس غونسالفيش بان فريقه في أتّم جاهزيته وذلك بقوله"جئنا إلى المانيا لتحقيق هدفين: الأول هو التمثيل المشرف لانغولا والقارة السمراء، والثاني أعتقد بأننا حققنا عندما انتزعنا نقطة ثمينة من المكسيك". ومما قد يعقد الأمر على أنجولا غياب لاعب الوسط اندريه لطرده في المباراة ضد المكسيك. وبالمقابل يعلق المنتخب الانغولي آملا عريضة على حارس مرماه جواو ريكاردو في مباراته هذه. وكان ريكاردو قد أصبح نجم فريقه بعد أدائه الرائع أمام المكسيك في الجولة الثانية ولعب دورا حاسما في انتزاع النقطة الثمينة من المكسيكيين والتي يحلم من خلالها الانغوليون الى بلوغ الدور الثاني عن طريق الفوز على ايران وخسارة المكسيك أمام البرتغال. ومن مظاهر تألقه قدرته على التصدي للضربات الصاروخية لمهاجمي المكسيك عمر برافو وفرانشيسكو فونسيكا. وهو عازم على مواصلة مشوار تألقه، املأ منه بقيادة منتخب بلاده إلى إنجاز تاريخي ببلوغ الدور الثاني للمونديال.

البرتغال - المكسيك

وتخوض المكسيك مباراة صعبة أمام البرتغال سعيا منها إلى انتزاع نقطة واحدة فقط لتخطي الدور الأول للمرة الأولى منذ عام 1986 على أرضها عندما خرجت من الدور ربع النهائي . والمكسيكيون مصممون على اقتناص الفوز من فم البرتغال لتفادي مواجهة الأرجنتين في الدور الثاني. وفي هذا الإطار، عبّر المدافع كارلوس سالديدو عن ذلك بالقول: "ليس هناك حل سوى الفوز على البرتغال لتصدر المجموعة، يجب أن لا نرتكب أخطاء في هذه المباراة".

وقد مني المنتخب المكسيكي بصفعة قوية بعد أن تأكد غياب هدافه وصانع ألعابه خاريد بورغيتي عن هذه المباراة إثر إصابته بتقلص عضلي في الساق تعرض لها في المباراة الأولى ضد ايران واضطر على إثرها ان يترك الملعب في الدقيقة 51. وقال طبيب المنتخب ميلتون غرانيولاتي: "لا آمل بأن يخوض بور غيتي المباراة ضد البرتغال، لكننا نسعى أن نجعله جاهزا لخوض الدور الثاني". والمكسيك بحاجة إلى التعادل في مباراتها الأخيرة مع البرتغال لكي تضمن مرافقتها إلى الدور الثاني.

وقد صعدت البرتغال إلى دور الـ16 لنهائيات كأس العالم بعد فوزها على إيران بهدفين نظيفين وهذا الفوز رفع رصيد البرتغال إلى ست نقاط احتلت بهم صدارة المجموعة لتصعد إلى الدور الثاني للمونديال لأول مرة منذ 40 عاما وتلتقي البرتغال مع المكسيك في هذه الجولة من أجل حسم المركزين الأول والثاني.