"مؤتمر الشرق الأوسط في أنابوليس ـ فرصة لإحياء عملية السلام؟" – DW – 2007/11/23
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مؤتمر الشرق الأوسط في أنابوليس ـ فرصة لإحياء عملية السلام؟"

باتريك مولر/ ترجمة: عبده جميل المخلافي٢٣ نوفمبر ٢٠٠٧

قبيل أيام من انعقاد مؤتمر أنابوليس يكتنف الغموض مستقبل عملية السلام في المنطقة والفرص المتاحة لتحريك المفاوضات المتعثرة من خلال إيجاد حلول للقضايا الجوهرية. المحلل السياسي الألماني باتريك موللر يستقرئ هذا الوضع المعقد.

https://p.dw.com/p/CQTZ

الصعوبات التي سبقت انعقاد مؤتمر سلام الشرق الأوسط في أنابوليس في الولايات المتحدة لا يجب أن تجعلنا نغفل عن حقيقة عدم وجود بدائل حقيقية للعودة إلى مفاوضات السلام. فإذا لم تتم العودة في أقصر وقت إلى طاولة المفاوضات، فعلى المرء توقع أن يزداد ضعف القوى السياسية الفلسطينية المعتدلة، والتي تسعى إلى البحث عن حلول عن طريق المفاوضات، وهو ما سيعني أن إحياء عملية السلام لن يكون ممكنا في المستقبل القريب.

على المجتمع الدولي دعم عملية السلام

Patrick Müller
المحلل السياسي ألألماني باتريك موللرصورة من: DW

إن عملية السلام في المنطقة تحتاج إلى دعم قوي من قبل المجتمع الدولي. ففي مؤتمر أنابوليس ينبغي وضع إطار لحل نهائي، وهذا لن يتحقق إلا إذا ألقى المجتمع الدولي بثقله بقوة في عملية إدارة النزاع.

وتشير جهود السلام التي بذلت حتى الآن إلى أن هناك إمكانية للتوصل إلى حل للقضايا المحورية يكون مقبولا من طرفي النزاع. ففي مفاوضات الوضع النهائي في كل من كامب ديفيد و طابا كان هناك تقاربا في مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني فيما يتعلق بنقاط الخلاف الأساسية مثل الحدود والقدس. كما أن هناك مثلا ما يسمى بـ "مبادرة جنيف" غير الرسمية التي اتفقت عليها بها بعض الإطراف السياسية المعتدلة في الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية، وتقدم المباردة مسوَدة لحل سلمي شامل.

وقد أثبت سير مفاوضات السلام حتى الآن بوضوح بأن إسرائيل والفلسطينيين إذا ما تركوا لوحدهم فإنهم ليسوا في وضع يمكنهم من إدارة الصراع بطريقة سلمية وبناءة. لذلك ينبغي على المجتمع الدولي أن يتوسط لدفع أطراف الصراع نحو مفاوضات مكثفة لوضع الأطر الضرورية لمفاوضات الوضع النهائي، انطلاقا من ما تم التوصل إليه حتى الآن من مقترحات وسطية. وعلاوة على ذلك يتطلب الأمر تصورا واضحا لكيفية حل الصراع وكذلك وضع خطة زمنية لقيام دولة فلسطينية.

فكما كان الحال بالنسبة لخارطة الطريق، ينبغي على اللجنة الرباعية الدولية المكونة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، أن تلعب دورا أساسيا في مراقبة تنفيذ المفاوضات وفقا لفترة زمنية معقولة.

ضرورة تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين

Symbolbild Frieden Israel Palästina EU
هل سيسهم المؤتمر في زيادة فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟صورة من: AP Graphics/DW

في المناطق الفلسطينية التي تتضاعف باستمرار عزلتها بسبب نقاط التفتيش والحواجز والأسوار هناك جزء كبير من الشعب الفلسطيني بدون عمل ومعتمد فقط على المساعدات الدولية. وهذا الوضع يشكل أرضية خصبة لانتشار التطرف والعنف اللذين تريد إسرائيل حماية نفسها منهما.

ومن أجل كسر هذه الحلقة المفرغة ينبغي على ألمانيا وأوروبا المساعدة في خلق مقومات للنمو الاقتصادي في المناطق الفلسطينية. في الوقت نفسه ينبغي المضي قدما في تحسين الوضع الأمني في المناطق الفلسطينية وتكثيف الإجراءات الأمنية.

عدم إهمال المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية

اثبتت التطورات السياسية التي حدثت منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في يناير/ كانون الثاني 2006م بأن سياسة العزل التي اتبعها الغرب ليست هي الوسيلة الناجعة لدعم القوى المعتدلة في الساحة الفلسطينية، بل أكثر من ذلك قادت هذه السياسة إلى تفاقم النزاع الفلسطيني الداخلي وإلى إحداث انقسام داخل القيادة الفلسطينية. وبالرغم من ذلك فإن مشاركة كاملة من قبل حماس في الوقت الحاضر في محادثات السلام ليست ممكنه، لعدم وجود رغبة لدى الحركة. لذا ينبغي البحث عن سبل للتعاون مع حركة حماس في المسائل الفنية من أجل تأسيس أرضية فلسطينية لتحقيق السلام على المدى المتوسط والطويل، وذلك من خلال اجتذاب القوى المعتدلة داخل الحركة.