مئات الآلاف من الألمان يرغبون في اقتناء سيارة جديدة محل سياراتهم القديمة

في إطار محاولة الحكومة الألمانية للخروج بصناعة السيارات من أزمتها الراهنة، طرحت الدولة مشروعا يمكن بموجبه لصاحب السيارة القديمة تسليمها وشراء سيارة بديلة جديدة مع تعويضه ماديا عن سيارته القديمة. وحظي هذا الإجراء الحكومي بإقبال منقطع النظير من قبل المواطنين في ألمانيا، إذ تلقى الخط الساخن المتواجد بالمكتب الاتحادي للاقتصاد والرقابة على الصادرات مئات الآلاف من المكالمات وبلغ عدد المتصلين يوم الاثنين الماضي 270 ألف متصل.

مبلغ تشجيعي لتحفيز المواطنين

كما أظهرت إحصائيات الحاسب يوم الثلاثاء الماضي (20 كانون الثاني/ يناير 2009) ما يقرب من 150 ألف محاولة اتصال، حسب ما أعلنته وزارة الاقتصاد الألمانية يوم أمس الخميس. ولم يتمكن أغلب المتصلين من التحدث إلى الخبراء المختصين بسبب الزيادة المفرطة في أعداد المكالمات الهاتفية. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة خصصت موقعا على شبكة الإنترنت لشرح كل المعلومات الخاصة بالإجراء الحكومي، الذي يقضي بصرف مبلغ تشجيعي قيمته 2500 يورو لصاحب السيارة القديمة عند اقتنائه سيارة جديدة بشرط أن يسلم سيارته القديمة "للخردة"، وأن يكون مر على تصنيعها عشر سنوات فأكثر.

ويمكن للراغبين الحصول على الاستمارات اللازمة للتقديم عن طريق الانترنت بدءا من السابع والعشرين من الشهر الجاري ثم يأتي بعد ذلك دور مكتب الرقابة على التصدير في ترتيب هذه الطلبات. وبحسب المكتب الاتحادي للاقتصاد والرقابة على التصدير فإنه ليس هناك ما يدعو للخوف من نفاد هذا المخصص قبل تصديق مجلس الوزراء يوم 27 من الشهر الجاري، نظرا لتوفر المخصصات الحكومية في هذا الصدد.

جهود حكومية لإنعاش سوق السيارات

وأشار المكتب إلى أن الميزانية التي خصصتها الحكومة لهذه الخطوة والتي تبلغ 1.5 مليار يورو تكفي لتلبية 600 ألف طلب استبدال، حيث إن العمل بهذا الإجراء ساري "لحين نفاد الميزانية المخصصة"، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيانات المكتب. وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي أجري حديثا أن الإجراء الحكومي المشار إليه سيعمل على إنعاش سوق السيارات الجديدة الذي يعاني تراجعا حادا منذ النصف الثاني من العام الماضي بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي أطاحت بمعظم القطاعات وفي مقدمتها قطاع تصنيع السيارات.

وأظهرت نتائج الاستطلاع التي نشرت أمس الخميس أن ثلث من يرغبون في شراء سيارة جديدة أعرب عن أن الإجراء الحكومي كان وراء قراره باقتناء سيارة جديدة. ومن ناحية أخرى أظهرت نتيجة الاستطلاع أن نصف الراغبين في اقتناء سيارة جديدة حريصون على أن تكون السيارة الجديدة ألمانية الصنع. كما أعرب 57 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع عن رغبتهم في شراء سيارة صغيرة بتكلفة أقصاها 15 ألف يورو. وبحسب النتائج فإن 9 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعتزمون شراء سيارة جديدة هذا العام.