ما حقيقة إصابة الرئيس الروسي بوتين بالشلل الرعاش؟ – DW – 2022/5/2
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما حقيقة إصابة الرئيس الروسي بوتين بالشلل الرعاش؟

٢ مايو ٢٠٢٢

بعد فيديو مثير للجدل يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يبدو في حالة صحية غير جيدة، انتشرت شائعات عن إصابته بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، فماذا يعتقد الأطباء عن صحة بوتين؟

https://p.dw.com/p/4AaTU
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
خلال حضوره قداس عيد الفصح قبل أيام، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة وصفت بالضعفصورة من: Maxim Shemetov/REUTERS

انتشرت شائعات عن إصابة الرئيس الروسي فلاديمير بمرض خطير ربما الشلل الرعاش الذي يُعرف بـ "باركنسون" عقب نشر الرئاسة الروسية مقطع مصور الأسبوع الماضي يُظهر بوتين على ما يبدو في حالة صحية غير جيدة خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو.

ولم تتوقف تكهنات حياة صحة بوتين على رواد مواقع التواصل الاجتماعي وإنما امتد الأمر إلى شخصيات سياسية مثل السيناتور الأمريكي ماركو روبيو وخبراء العلوم السياسية وحتى صحف التابلويد البريطانية ما يوحي بأن الكثير من الناس لديهم معرفة قوية بشأن صحة الرئيس الروسي .

وفي ظل هذا الكم الكبير من الشائعات والتكهنات والتقارير الصحافية التي ذهبت إلى القول بإن بوتين مصاب بمرض الشلل الرعاش أو سرطان الغدة الدرقية، كان هناك صوتا غائبا عن هذا المشهد يتمثل في رأي الأطباء وخبراء الصحة، خاصة أن الأمر يتعلق بالطب.

وخلال المقطع المصور ومدته 12 دقيقة، ظهر بوتين غارقا في كرسيه وعنقه ساقط بين كتفيه فيما ظلت يده اليمنى متشبثة بالطاولة التي تفصل بيه وبين وزير دفاعه سيرغي شويغو كما كان وجهه منتفخا بشكل ملحوظ.

وعلى وقع انتشار هذا المقطع المصور، استنتج محللون وخبراء وسياسيون بما في ذلك النائبة السابقة عن حزب المحافظين في البرلمان البريطاني لويز مينش، في تعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي بأن الرئيس الروسي مصاب بمرض الشلل الرعاش.

ونشرت صحف التابلويد البريطانية مقالات وتقارير تتضمن تعليقات وآراء من خبراء ومراقبين وسياسيين وخبراء اتصال ومتخصصين في لغة الجسد، بيد أن اللافت أن هذه التقارير لم تشتمل على آراء خبراء في الصحة وأطباء.

لا تشخيص بدون فحوصات

وفي مقابلة مع DW، قال جون هاردي، اختصاصي علم الوراثة العصبية في معهد أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إنه من غير المرجح أن "يعلق أطباء متخصصون في أمراض الأعصاب في هذا الأمر، لأنهم يدركون أنه لا يجب عليهم التعليق على صحة أشخاص ليسوا من المرضى الذين يعالجونهم".

وأكد هاردي على أنه متخصص في علم الوراثة العصبية وليس طبيب أعصاب، مرجعا سبب تعليقه على حالة بوتين الصحية إلى أنه درس في السابق أمراض الدماغ. وفيما يتعلق بشائعات إصابة بوتين بالشلل الرعاش، قال هاردي "لا توجد أي إشارة أو علامة على إصابته بهذا المرض. لم يكن بوتين على ما يرام، لكنه غير مصاب بمرض الرعاش من وجهة نظري".

ويتفق في هذا الرأي أيضا طبيب الأعصاب بجامعة لندن، راي تشادوري. وفي مقابلة مع DW، قال "بعد مشاهدة هذا المقطع المصور القصير، لم أجد أي دليل يمكن الاستناد عليه للقول بإنه مصاب بمرض شلل الرعاش".

وسلط تشادوري الضوء على قضية غاية في الأهمية بشأن الإصابة بمرض شلل الرعاش ألا وهي أن تشخيص هذا المرض صعب للغاية ولا يمكن التأكد من الإصابة به إلا من خلال فحص عصبي شامل للمريض. وفيما يتعلق بانتفاخ وجه بوتين، قال تشادوري "هناك عدة أسباب لانتفاخ الوجه أو حتى للرعشة، لكني لم أرى بوتين يرتعش في المقطع".

أما كارولين راسيل، المديرة التنفيذية لمؤسسة "باركنسون بريطانيا"، فقد أكدت أيضا على أن الشلل الرعاش يعد مرضا معقدا إذ تبلغ إجمالي أعراضه أكثر من 40 عرضا جسديا وعقليا، مشددة على أنه من المستحيل تشخيص الإصابة بهذا المرض من خلال مشاهدة مقطع مصور قصير مدته 12 دقيقة. 

وأضافت أنه في ظل عدم وجود اختبارات وتشخيص من طبيب أعصاب أو أخصائي، لا يمكن تأكيد الإصابة بهذا المرض، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام والتكهنات عبر الإنترنت غير مفيدة".

صحتك بين يديك - مرض باركنسون

الصمت الروسي عزز التكهنات

يشار إلى أنه من المعتاد أن تتناول الصحف ووسائل الإعلام صحة الرؤساء والزعماء خاصة الذين يتمتعون بنفوذ كبير حول العالم مثل الرئيس الروسي. ففي السابق، أفردت وسائل الإعلام مساحات كبيرة لتغطية إصابة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفيروس كورونا عام 2020 وأيضا نوبات الارتعاش التي أصابت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل في عام 2019 وحتى خضوع البابا فرانسيس لجراحة في القولون العام الماضي.

وفيما يتعلق بالرئيس الروسي، فقد التزم الكرملين الصمت لسنوات حيال الحالة الصحية لبوتين وهو الأمر الذي دفع الصحفيين وحتى الخبراء السياسيين إلى تعقب ورصد كل حركة وخطوة للرئيس الروسي في مسعى لاكتشاف أي علامة قد يشير إلى إصابته بالوهن أو بمرض ما.

وفي ظل ذلك، انتشرت شائعات تزعم أن بوتين مصاب بسرطان الغدة الدرقية أو يعاني من مشاكل خطيرة في الظهر وباتت هذه الشائعات جزءا من التغطية الصحافية التي يحظى بها بوتين. وقد تزايدت هذه الشائعات خلال جائحة كورونا عندما التزم بوتين بنظام العزل الذاتي، رافضا الاقتراب من القادة خلال الاجتماعات والقمم فيما طالب الذين يخالطونه بعزل أنفسهم وإجراء اختبارات.

وخلال الغزو الروسي لأوكرانيا، خرجت وسائل إعلام وخبراء بزعم أن بوتين موجود في عزلة ويحصل على معظم المعلومات الاستخبارية بشأن الحرب من قلة مختارة من مسؤولين ربما لا يقولون الحقيقة الكاملة. وذهبت بعض التكهنات بأن بوتين يعاني من انهيار أو من اضطراب الشخصية النرجسية فيما يبدو أن الصحافيين يستغلون ذلك في محاولة استنتاج سبب قرار الرئيس الروسي بشن غزو غير مبرر لأوكرانيا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1800 في أوكرانيا فضلا عن آلاف الجرحى.

وفي ظل صمت الكرملين حيال توضيح حالة بوتين الصحية، لا يمكن التأكد من أن بوتين مصاب بمرض خطير أو أنه يستخدم الحرب في أوكرانيا لتعزيز مكانته أو الزعم بأن قرار الحرب جاء بسبب ما يعانيه من اضطرابات عقلية وسيظل كل ذلك مجرد تكهنات.

وكل هذا يؤكد أن لا أحد يعلم حقيقة حالة بوتين الصحية على وجه اليقين سواء المحليين أو الأطباء الذين يشاهدون مقاطع الفيديو المثيرة للجدل لرئيس الروسي أو حتى خبراء الشأن الروسي، وبالتالي فلا أحد يعلم ما يدور في رأس زعيم الكرملين.

كلير روث / م. ع