محادثات سرية بين وزيرين تركي وإسرائيلي

أكد مسؤول تركي الخميس (1 يوليو/تموز) أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ووزير التجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر التقيا سرا في بروكسل لبحث سبل تجاوز الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن اللقاء بين الوزيرين التركي والإسرائيلي "حصل أمس الأربعاء في بروكسل بطلب من إسرائيل". وأضاف "لقد سبق أن أرسلنا مذكرة إلى إسرائيل نشرح فيها توقعاتنا منهم، وتم تكرار التعبير عن ذلك خلال اللقاء". وهو اللقاء الاول على المستوى الوزاري بين البلدين منذ العملية الإسرائيلية التي نفذتها على سفينة تركية كانت ضمن الأسطول الإنساني المتوجه إلى قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل ثمانية أتراك وتركي-أميركي.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت الأربعاء أن وزير التجارة الإسرائيلي التقى سرا وزير الخارجية التركي في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين التي وصلت إلى أدنى مستوى لها. وقالت المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، ان بن اليعازر الذي يقيم علاقات شخصية جيدة مع اوغلو، التقى الوزير التركي قبل عدة أيام في مكان ما في أوروبا ولكن بدون تقديم أية تفاصيل حول اللقاء. وحسب الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس، فان اللقاء جرى في سويسرا.

اغلو يطالب إسرائيل بالاعتذار

وحسب محطة "ان تي في" التركية فان اوغلو وبن اليعازر اتفقا على إبقاء لقائهما سريا وعدم نشر مضمون محادثاتهما إلا لرئيسي الوزراء التركي والإسرائيلي. وأوضحت المحطة نقلا عن مصدر أن اللقاء جرى بدون علم كبير المفاوضين الأتراك ايجيمن باغيس ووزير الزراعة مهدي أكير اللذين كانا في بروكسل مع داود اوغلو. وأضافت أن الوزيرين بحثا وسائل إصلاح العلاقات الثنائية وان داود اوغلو كرر موقف أنقرة بوجوب أن تقدم إسرائيل اعتذارا على ما جرى مع السفينة مرمرة. ومن شأن مثل هذا الاجتماع ان يمثل تراجعا لحدة غضب تركيا بشان حادث السفينة.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض مساعدون لوزير الخارجية التركي ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تأكيد أو نفي عقد لقاء بين بن اليعاز وداود اوغلو. من ناحية أخرى قالت متحدثة باسم السفارة التركية في تل ابيب إنها ليس لديها أي معلومات بشأن مثل هذا الاجتماع.

استياء ليبرمان

أما في إسرائيل فقد ذكر تقرير للإذاعة الإسرائيلية أن هذا اللقاء عقد بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبمعرفة وزير دفاعه إيهود باراك، ولكن دون علم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان. ورفض مكتب بن اليعازر التعقيب على هذا النبأ.

من جانبه ، قال المستشار الإعلامي لوزير الخارجية الإسرائيلي إن ليبرمان ينظر "بخطورة بالغة" إلى حقيقة ترتيب هذا اللقاء دون إحاطته علما به ، مؤكدا أن هذا الأمر يمس بعلاقات الثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء. وأضاف المستشار أن ليبرمان يعتزم استيضاح هذه القضية.

وأفاد ديوان رئيس الوزراء بأن نتنياهو لم ير مانعا في عقد مثل هذا اللقاء ، بعد إطلاق مبادرات مختلفة خلال الأسابيع الأخيرة لإجراء اتصالات مع تركيا بمعرفة وزارة الخارجية. وأوضح الديوان أن عدم اطلاع ليبرمان على هذا الاجتماع يعود إلى أسباب فنية فقط، مؤكدا أن رئيس الوزراء يعمل بتعاون كامل مع وزير الخارجية وسيستوضح معه تفاصيل هذه القضية. أشار التقرير المنقول عن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إلى ورود معلومات تفيد بأن شخصية تركية هي التي توجهت إلى بن اليعازر بطلب لعقد هذا اللقاء.

(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)

مراجعة: هيثم عبد العظيم