مستقبل المساعدات الإنسانية مرهون بنشر قوات دولية في دارفور – DW – 2006/3/11
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستقبل المساعدات الإنسانية مرهون بنشر قوات دولية في دارفور

دويتشه فيلّه / وكالات١١ مارس ٢٠٠٦

رغم الاتفاق على تمديد مهمة القوات الافريقية في دارفور لستة أشهر، تبقى الضغوط على السودان لنشر قوات أممية في دارفور قائمة. مدير منظمة الاغاثة الدولية في المانيا يتحدث لموقعنا عن الجهود التي تقوم بها منظمته في هذا الاطار

https://p.dw.com/p/86H3
الانتظار والصبر الممزوجين بالامل هو سلاح الملايين من اللاجئين في دارفورصورة من: picture-alliance/dpa report

وسط ضغوط من المانحين الدوليين اجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي يوم أمس الجمعة، 10 آذار/مارس 2006، في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، لبحث مسألة تحويل الإشراف على مهمة بعثة حفظ السلام الإفريقية في دارفور إلى الأمم المتحدة. وتمخض عن الاجتماع اقتراح الاتحاد الإفريقي تمديد مهمته لحفظ السلام في إقليم دارفور بغرب السودان حتى نهاية العام الحالي. بعدها تم عرض هذا الاقتراح على مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد، الذي وافق على "تمديد مهمة قوات حفظ السلام الأفريقية في دارفور حتى 30 أيلول/سبتمبر 2006"، حسب تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين. وقامت كل واشنطن والاتحاد الأوروبي ببذل جهود لم تكلل بالنجاح لإقناع السودان بقبول قوات للأمم المتحدة في دارفور. في غضون ذلك، أعلنت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها قررت تخفيض حجم عملياتها في دارفور بسبب تدهور الحالة الأمنية هناك، الأمر الذي من شأنه منع عمال الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين. كما أوضحت الوكالة أنها قررت تخفيض ميزانيتها المخصصة لدارفور هذا العام بمعدل النصف، لأن القوافل الإنسانية باتت عرضة للهجمات. الجدير بالذكر أن النزاع في دارفور بين المتمردين والميليشات الموالية للحكومة، قد أدى حتى الآن إلى مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون سوداني.

"اتفاق السلام أولاً"

Proteste gegen UN Friedenstruppen in Darfur
مظاهرات في السودان ضد نشر القوات الأممية في دارفورصورة من: AP

أوصى ألفا عمر كوناري، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بقرار التمديد لأنه "سيمنح الاتحاد قسطاً من الوقت لإقناع السودان بقبول وجود للأمم المتحدة في الإقليم"، على حد قوله. وفي اجتماع الوزراء الأفارقة رفض وزير الخارجية السوداني لام اكول نقل مهمة بعثة الاتحاد الإفريقي في دارفور إلى الأمم المتحدة قبل التوقيع على اتفاق سلام بين حكومة الخرطوم والمتمردين السودانيين في الإقليم. الجدير بالذكر أنه تجري حالياً محادثات بين الأطراف السودانية في ابوجا برعاية الاتحاد الإفريقي لوضع حد للنزاع في دارفور. ويرى اكول أن مهمة الأسرة الدولية يجب أن تكمن في محاولة تسريع محادثات السلام في ابوجا. من جهة أخرى أجرى الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل يوم أمس مشاورات تليفونية حول الصراع الدائر في السودان حيث رأى الرئيس الأمريكي ان "الوضع المتدهور في دارفور" يظهر الحاجة إلى "تدخل دولي أقوى لإيقاف العنف". أما جون بولتون، السفير الامريكي إلى الأمم المتحدة، فحث الاتحاد الإفريقي على احترام قراره السابق بنقل مهمة السلام، التي تقوم بها قوات الاتحاد في دارفور الى الأمم المتحدة. وألقى بولتون باللوم على الخرطوم لعرقلتها استبدال جنود الاتحاد الإفريقي في دارفور بقوات أفضل تجهيزاً. وفي هذا الإطار حذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان ايجلاند من التأخير في اتخاذ قرار حول نشر القوات الدولية، مشيرا إلى أن أي تأخير إضافي "قد يؤدي إلى خسائر هائلة في الأرواح".

ضرورة قصوى

Karte Sudan mit Südsudan und Darfur
خريطة تظهر اقليم دافور في غرب السودان

وللوقوف على مدى أهمية تواجد قوات تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور لتسهيل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية أجرى موقعنا حواراً مع الدكتور فولفغانغ يامان، مدير منظمة CARE الدولية. تعمل CARE International في جميع أنحاء السودان. ومنذ عام 2004 تنشط المنظمة في إقليم دارفور من أجل تقديم العون والمساعدات الإنسانية لضحايا العنف هناك، وذلك من خلال تأمين وصول المواد الغذائية للاجئين كما تعد المنظمة من أحد أكبر منفذي برامج تأمين الغذاء التابع للأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك تبذل CARE International جهوداً حثيثة لـتأمين مقومات الحياة في الإقليم كالماء والوقاية ضد الأمراض، كما تشرف المنظمة على معسكرات اللاجئين في تشاد. يرى دكتور يامان أن: "المنظمات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية ترحب بوجه عام بتواجد أقوى لقوات حفظ السلام في إقليم دارفور، سواء كانت هذه القوات تابعة للأمم المتحدة أو للاتحاد الإفريقي". ويأتي ذلك في ظل تردي الحالة الأمنية للمدنيين في دارفور، الذي يشهد علميات تشريد وقتل واغتصاب للمدنين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية. ويرى يامان أن التواجد الأمني المتوفر حالياً في درافور غير كاف، لذلك فهو يرحب "بجميع المبادرات، التي من شأنها تعزير عملية حفظ السلام هناك، بغض النظر عن صاحبها."

الدور الألماني

Flüchtlinge im Sudan warten auf Essensausgabe
أحد معسكرات اللاجئين في تشادصورة من: AP

وعن دور الحكومة الألمانية في إيجاد تسوية للنزاع في الإقليم يقول الدكتور فولفغانغ يامان: "لقد كان لألمانيا في الماضي دوراً كبيراً في السودان. وفي حقبة السبعينات والثمانيات قامت الحكومة الألمانية بتمويل عدة مشروعات لتحسين البنية التحتية في السودان. لكن المشاريع الإنمائية توقفت منذ حوالي 20 عاماً بعد اندلاع الحرب الأهلية." وتهتم ألمانيا حالياً بتقديم المساعدات الإنسانية في السودان، "إذ تمول وزارة الخارجية الألمانية نشاط منظمة CARE International في اقليم درافور. كما ان هناك مساعي دبلوماسية مكثفة من جانب الحكومة الألمانية لحل الأزمة"، لكن يامان لا يعتقد بأنه من الممكن أن تلعب ألمانيا وحدها دوراً كبيراً في حل أزمة درافور، "إذ أنه يجب على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تنسيق كافة الجهود لإقرار السلام هناك"، على حد قول يامان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد