مصر: ُحمى "اللهو الخفي" تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي – DW – 2012/2/14
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصر: ُحمى "اللهو الخفي" تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي

١٤ فبراير ٢٠١٢

فيما يصر المجلس العسكري في مصر على التحذير من "طرف ثالث" يتلاعب لإسقاط الدولة، يرد مستخدمو فيسبوك وتويتر بالسخرية.

https://p.dw.com/p/142n2
" اللهو الخفي" يترشح لرئاسة مصر على فيسبوكصورة من: picture alliance / dpa

إنه ما يزال غامض الملامح، ولا يعرف عنه سوى أنه "موجود في أي مكان فيه دمار وحرق وخراب وقتل فى مصر"، كما يقول منشئ صفحة محبيه الساخرة على موقع فيسبوك. إنه "الطرف الثالث" كما تسميه السلطات الرسمية أو"اللهو الخفي" كما يحلو لجماهير الشباب أن تنعته. هو سبب اشتعال الفتن و الوقيعة بين المجلس العسكري والثوار من وجهة نظر المجلس. وهو الشماعة التي يعلق عليها المجلس أخطاءه من وجهة نظر معظم الثوار. ذلك هو "اللهو الخفي" أو "الطرف الثالث" الذي بات مادة أساسية في أي حديث سياسي يدور بين المصريين.

"اللهو الخفي" رئيسا للجمهورية

وانعكس هذا الشبح، أي " اللهو الخفي" على مواقع التواصل الاجتماعي. وكما عرف عن المصريين حبهم للسخرية، حتى أن ثورتهم أطلق عليها البعض "الثورة الضاحكة"، انهالت التعليقات الساخرة. فقد أنشأ رواد موقع فيسبوك العديد من الصفحات التي حملت أسماء "اللهو الخفي" و"الطرف الثالث". من تلك الصفحات، صفحة محبي "اللهو الخفي"، التي يتقمص فيها منشؤها شخصية "اللهو الخفي". وقد أصدر بياناً ساخراً جاء فيه: "من اللهو الخفى إلى شباب الثورة والشعب المصرى العظيم: لقد أفنيت عمرا أعادى أمريكا وإسرائيل، فلم آخذ معونة من أمريكا مثل مبارك والمجلس العسكرى، ولم أصدر الغاز لإسرئيل ولم آخذ تمويلا مثل الكثير من الثوار، انتخبونى..انتخبونى.اللهو الخفى للانتخابات الرئاسيه". فيما علق منشئ صفحة "الطرف الثالث" قائلاً: " إن الطرف الثالث كائن يتمدد بالأحداث وينكمش بنهاية أى حدث، ثم تأكدت أنه من الفقاريات، لأنه لا يُصيب ولا يقتل إلا الفقراء وكأنه وصفه وصف هالة أحد الدجالين".

تويتر: البعض يبحث عنه وآخرون أصابهم الملل

Screenshot Twitter Flash-Galerie
."شعب" تويتر مل من الحديث عن "الهو اللخفي

لم يكن"شعب تويتر"، كما يحب الكثيرون تسميته، أقل سخرية. بدأت التعليقات من موقع تويتر حيث تمنى "ابن عتاق السويسي" لو ظلت أغاثا كريستي، كاتبة قصص الجريمة الشهيرة، على قيد الحياة لتساعد المجلس العسكري في البحث عن "اللهو الخفي". وعلى نفس المنوال، طالب "السيد الجداوي" بعراف يكشف للجميع من يكون. فيما عبر "وحيد أحمد" عن ملله من كثرة الحديث عنه قائلاً: "نفسي أعرف اللهو الخفي، مستخبي فين عشان أروح اقتله و نخلص". وتضامن معه "احمد صبري" قائلاً على صفحته: " أنا كلمه اللهو الخفي بقت بتقف ف زوري".

لم تتوقف حملة السخرية من ذلك "الطرف الثالث" عند هذا الحد، بل امتدت لتسخر من ضعف الجهات الاستخباراتية التي لم تستطع الوصول إليه حتى الآن. فقالت "سحر نوح" على صفحتها: "اتربينا علي وهم وتمثيليات إن جهاز المخابرات المصري أقوي من سنجام. هو ده الهرم والنيل، هي دي مصر يا عبله، وماعرفوش مين الطرف الثالث وعرفوا عبله!". و على الجانب الآخر، عبرت "دينا حجازي" عن إعجابها بأداء "اللهو الخفي" مرشحة إياه لرئاسة الجمهورية حيث انه " الوحيد اللي شايف شغله كويس".

"نحن في دولة لا تستطيع حماية أراضيها"

Unruhen in Ägypten Flash-Galerie
المجلس العسكري دائم التحذير من "الطرف الثالث".صورة من: AP

الناشط السياسي، محمد عفت، عبر عن تضامنه مع تلك الحالة الساخرة في حوار مع دويتشه فيله قائلاً: "إنه شيء طبيعي جدا، فالناس في حالة ذهول مما تقوله السلطات الرسمية. فالحديث عن "لهو خفي" لا يستطيعون الإمساك به يعني أننا في دولة لا تستطيع حماية أراضيها". وعبر محمد عفت في الوقت نفسه عن عدم اقتناعه بوجود طرف ثالث من الأساس، مدعياً أن مصطلح "الطرف الثالث" بدأ استخدامه من قبل المجلس العسكري، الحاكم المؤقت للبلاد حتى حين انتخاب رئيس جمهورية، عندما تفجر الوضع ووجد نفسه في أزمة بعد أن قُتل بعض الثوار على يده. "استخدم المجلس المصطلح بعد ذلك للتضليل و دفع التهمة عنه مستنداً على فكرة المؤامرات الخارجية التي يقتنع معظم المصريين بأنها تحاك ضدهم".

وادعى محمد عفت في حواره مع دويتشه فيله أن السلطات المصرية لن تستطيع أبداً العثور على ذلك الطرف الثالث حيث قال: "هم لن يعرفوا من الطرف الثالث لأنهم هم الطرف الثالث". وقد دلل على صدق كلامه قائلا ان المجلس استطاع أن يحمي الانتخابات البرلمانية دون أن تحدث أي حوادث تعكر صفوها، وذلك يعني أنه باستطاعته حفظ الأمن إذا أراد، وباستطاعته العكس أيضاً. "لذا من حق الناس أن تسخر من ادعاءات المجلس كما يشاءون".

مصطلحات "اللهو الخفي" و"الطرف الثالث" أصبحت شديدة الرواج على مواقع التواصل الاجتماعي. وبين مصدق لوجودها وباحث عن حقيقتها وناكر لها، يستطيع رواد تلك المواقع ملاحظة مدى شعبية هذا الموضوع. وعلق "مصطفى حلمي" على ذلك في تغريدة على صفحته الشخصية قائلا: "هو نص الناس على تويتر بقى اسمها الطرف الثالث، ولا أنا اللي بيتهيأ لي؟".

أحمد حمدي

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد