منظمة "كُتَاب بلا حدود": حرية الكتابة ليست مطلباً أمريكياً فحسب – DW – 2005/7/12
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منظمة "كُتَاب بلا حدود": حرية الكتابة ليست مطلباً أمريكياً فحسب

منظمة "كُتاب بلا حدود" منظمة ثقافية مستقلة ومسجلة في ألمانيا أخذت على عاتقها العناية بشؤون وحقوق الكُتاب حول العالم إيماناً منها بأن حرية الكاتب وحمايته متطلب أساسي لإصلاح وتطور المجتمعات البشرية بأكملها.

https://p.dw.com/p/6uWG
حرية الكُتاب ضرورة حياتيةصورة من: AP

تهدف منظمة "كُتاب بلا حدود" تقديم "غطاء معنوي وقانوني يحمي الكاتب، مهما كانت قوميته أو انتماؤه أو أيدلوجيته أو جنسيته، وليست لها أي تأثير أو علاقة من بعيد أو قريب بإيمان الكاتب بمعتقد أو فكر ما، فهي تضم تحت مظلتها الكاتب بغض النظر عن معتقداته الفكرية والايديولوجية، شريطة أن لا تكون هذه المعتقدات عائقا في تواصل الكاتب مع الرأي الاخر، بل استعداده لتقبل الآخر من خلال الحوار وإغناء التقارب المعرفي معه، أي إنها مظلة تحتضن الجميع، وتدافع عنهم. " وبناءا على ذلك تأسست منظمة "كُتّاب بلا حدود" في مطلع عام 2005، وهي منظمة مدنية، غير حكومية جاءت لمساندة الجهود التي تبذل في الدفاع عن حرية العمل الصحافي والإعلامي وأعمال التأليف والترجمة وخطوة نحو تطويره ليواكب متطلبات الحداثة. والجدير بالذكر أنها تتخذ من مدينة هاله الواقعة في شرق ألمانيا مقراً لها، كما يستخدم أعضاؤها الإنترنت وسيطاً للتواصل يختزل المسافات ويقرب الأفكار من بعضها البعض.

الحرية بمفهومها الشمولي

Buchmesse Frankfurt arabische Bücher
خير جليس في الزمان كتابصورة من: AP

جاءت فكرة إنشاء هذه المنظمة المسجلة لدى الدوائر القانونية الألمانية، التي تحاول تجسيد مفهوم شمولي لحرية الكتابة لا يقتصر على الكتابة الصحافية فقط، بل يشمل كل أنواع الكتابة، الأدبية منها وغير الأدبية على حد سواء، من خارج ألمانيا. وعلى الرغم من أن غاليبة مؤسسي المنظمة كانوا كُتاب عراقيون من الذين هربوا من براثن القمع الصدامي، إلا أن فلسفة المنظمة وآليات عملها تبتعد عن التحزب التبسيطي ومنطق الطائفية القائم على عقلية العدو والصديق. وتولي المنظمة بالدرجة الأولى في توجهاتها وبرامج عملها إهتماما كبيرا بالوطن العربي، ودول العالم الثالث .كما تعتبر إدارتها أن عملها جزء من عمل مؤسسات المجتمع المدني. كما تسعى إلى تعزيز وتسهيل الحوارات والإتصالات مع كل أطراف العملية الديمقراطية، سواء مؤسسات رسمية أو برلمانية أو نقابية.

Arabische Presseschau - Artikelbild
الصحافة العربية بين مطرقة الأنظمة وسندان التطرف الديني

انطلاقاً من إيمان منظمة "كتاب بلا حدود" بأن حرية الكتابة والُكتاب ضرورة حياتية ومعرفية وليس مجرد "مطلباً أمريكياً" ونظرا لمعاناة الكُتاب العرب بين مطرقة الأنظمة العربية الاستبدادية وسندان التطرف الديني، تهدف منظمة "كُتاب بلا حدود" على العمل على ترسيخ برنامج "الحماية القانونية للكُتّاب" بتعميم الثقافة القانونية، وإنشاء وحدة مساعدة قانونية تقدم الاستشارات الوقائية المسبقة والدفاع عن الكُتّاب إذا تعرضوا للتوقيف أو المحاكمة، في قضايا تتعلق بكتاباتهم. وعلاوة على ذلك فهي تعمل على إعداد الدراسات والنشرات المتعلقة بواقع الكتابة والإعلام والصحافة في الوطن العربي والبلدان الأخرى، والسعي إلى إنشاء مرصد للانتهاكات التي يتعرض لها الكُتّاب. كما تعمل على "زيادة وعي الكُتّاب بقضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتثقيفهم بالأسس والمعايير الدولية التي ترتكز عليها هذه المباديء ومن ضمنها المعاهدات والمواثيق الدولية ذات الشأن"، وفقا لبيانات المنظمة.

كيف نواجه عدمية الفكر؟

Logo Frankfurter Buchmesse 2004 Ehrengast Arabische Welt

وفي مقابلة مع الكاتب إياد الزاملي رئيس المنظمة خص بها موقعنا وأكد فيها على أن المنظمة "ستعمل من اجل تحقيق أهدافها المعلنة بكل موضوعية... وستعمل على رصد كافة الانتهاكات لحقوق الكتاب في جميع دول العالم بالتعاون مع العديد من المنظمات المماثلة عالميا"، مشيراً إلا أن منظمة "كتاب بلا حدود" لا "تريد أن تكون خصماً لأحد"، بل تود العمل على "توسيع هامش الحرية". ورغم تشاؤمه الواضح إلا أنه لفت الانتباه إلى "النقلة الفارقة التي هزت العالم العربي بعد صدمة 11 سبتمبر وتداعياتها". وفيما يتعلق بهجمة الإرهابيين ومنظريهم من أتباع الفكر السلفي العدمي أشار السيد الزاملي إلى "أن هؤلاء الأشخاص لن يستطيعوا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، فهم يدعون لفكر عفا عليه الزمان وهو يعانون من قطعية فكرية وإنفصام عن الواقع". وفي نهاية المقابلة طلب السيد إياد الزاملي "بديلاً عقلانياً مواكباً لإستحقاقات المرحلة من مفكري التيار السلفي"، وعبر عن أمله بنشوء جيل عقلاني جديد يعي بأن "الممارسة الصحفية السليمة هي أفضل ضمان ضد القيود التي تفرضها الحكومات وضد الضغوط التي تمارسها مجموعات المصالح الخاصة".

تقرير: لؤي المدهون